طلال سلامة من روما: لا يأمل رئيس الوزراء البريطاني quot;غوردن براونquot;، الذي سيستضيف غدا مؤتمر الدول العشرين الكبار(جي 20) بلندن، في تحقيق أي نجاح منشود. ويُجمع على رأيه رئيس الوزراء النمساوي والمستشارة الألمانية وكبار الإختصاصيين الإقتصاديين بأوروبا. ما يعني أن موافقة المشاركين في هذا المؤتمر، حول إحياء آلية تحفيز ضريبية عالمية لإنعاش الاقتصادات الدولية، ستحتاج الى جولة أخرى، أي موعد ثان لهذا المؤتمر، قد تتم قبل نهاية العام. بالطبع، لن يستضيف براون الحلقة الثانية من هذا المؤتمر الذي سيكتفي بالإعلان عن اتفاقيات quot;صغيرة الحجمquot; لا تثير الجدل حولها كما الحد من مساحات وأعمال quot;الجنات الضريبيةquot; حول العالم عدا عن زيادة الموارد المالية الموجودة في خزينة صندوق النقد الدولي.

هذا ولن تخلو هذه الاتفاقيات من النوايا الحسنة في محاربة الحمائية وضرورة إنعاش الاقتصاد الدولي وتنظيم الأسواق المالية. علاوة على ذلك، سيدرس زعماء المؤتمر طريقة لحفز حركة التبادلات التجارية بين الدول، التي هوت 10 في المئة، في العام الماضي. للآن، لا تتوافر الشروط لآلية التحفيز الضريبي. صحيح أن الصين وصناديقها السيادية تتمتع بقوة مالية عاتية إنما لا ترغب حكومة بكين في إنفاقها كونها ما تزال تصنف الصين دولة من دولة العالم النامية.

على صعيد نظرة حكومة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الى الفشل المتوقع لهذه القمة بلندن quot;فان كل شيء يمر بنظام مهتريء وأزمة مالية تعود جذورها الى سلوكيات الدول الصناعية الثماني الكبرى quot;جي 8quot; التي تترأسها ايطاليا منذ مطلع هذه السنة. اليوم، والى جانب القوى الغربية الكبرى وروسيا، يدعو زعماء quot;جي 8quot; قوى دولية أخرى ناشئة، كالصين والبرازيل والهند وأفريقيا الجنوبية، الى المشاركة في quot;طبخةquot; يمكن إعطاؤها أكثر من نكهة وفق الطلب. ويضاف الأعضاء الجدد الى نظام شكلي كون إمكانات العالم الغربي والدول الأكثر تطوراً باتت معدومة وعاجزة عن إيجاد الحلول الاقتصادية والمالية التي قد تنجح في تفادي حروب إقليمية وربما دولية كانت، في الواقع، المحفز الوحيد الذي تمكن من صعق الاقتصاديات الدولية كهربائياً لإنعاشها إجبارياً.

من جانبه، لا يستبعد برلسكوني أن يتقلص تكتل quot;جي 8quot; أم quot;جي 20quot; الى آخر مؤلف من دولتين فقط هما الولايات المتحدة الأميركية والصين، أي quot;جي 2quot;! بمعنى آخر، سيتكون التكتل quot;القزمquot; من دولة الصين الجبارة اقتصادياً ومالياً ومن أميركا التي تهيمن عسكرياً على العالم منذ أكثر من نصف قرن. لغاية اليوم، ثمة عوائق ثقافية وأيديولوجية تحول دون ولادة هذا المحور الأميركي-الصيني الخاضع حالياً لمجهر الدول الأخرى التي لن توافق أبداً على الانضمام الى نواته. فروسيا منشغلة في استعادة مجدها السابق ونفوذها الدولي بصورة مستقلة. أما دول الاتحاد الأوروبي فهي ترحب بالابتعاد عن أميركا لتشكيل منظمة مستقلة بدورها.

ويؤمن برلسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه من الصعب استنتاج ما سيؤول إليه مؤتمر quot;جي 20quot; بلندن من قرارات.. مخيبة للآمال. وهذا شيء طبيعي في ضوء هذا القرن المكتظ بالتشويش والضجيج من جميع الجوانب. من المستبعد أيضاً أن يساعد هذا المؤتمر في تأسيس منظمات ومؤسسات دولية جديدة لمعالجة المشاكل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، حول العالم.