ترؤس المالكي وفد العراق لقمتي الدوحة فجر خلاف المسؤوليات
طالباني يرفض حصر صلاحياته بالمناسبات البروتوكولية

المالكي يترأس وفد العراق الى قمة الدوحة

المالكي دعا إلى إلغاء الديون وفتح السفارات وطالب بمصالحة عربية

الهاشمي يعتذر عن ترؤس وفد بلاده للقمة العربية اللاتينية

السعودية تؤكد استمرار مسارها التصالحي عربياً

معمر القذافي.. ملك ملوك افريقيا وعميد الزعماء العرب.. الخ!

83 %غير متفائلين بتوحيد العرب في قمة الدوحة

القمة بين quot;لاءاتquot; البشير وquot;توباتquot; حمد بن جاسم

تحديات صعبة وأجواء إنقسامات تسيطر على قمة الدوحة العربية

الرميحي لحمد بن جاسم: هل توبتكم نصوحة؟

أسامة مهدي من لندن: فجّر ترؤس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوفد بلاده إلى قمتي الدوحة العربية والعربية الأميركية اللاتينية اللتين عقدتا هناك خلال اليومين الماضيين حرب صلاحيات بينه والرئيس جلال طالباني الذي رفض اليوم حصر صلاحياته بالمناسبات البروتوكولية التي لا تفرض إلتزامات على الحكومة، مؤكدًا أن الدستور منحه مسؤوليات في رسم السياسة الخارجية والقيام بمهام أخرى تؤكد سيادة البلاد. وفي رد على تصريحات أدلى بها النائب علي الأديب القيادي في حزب الدعوة الإسلامية بقيادة المالكي والتي قال فيها إن صلاحيات الرئيس طالباني تنحصر في التمثيل البروتوكولي في المحافل الخارجية والتي لا تفرض إلتزامات على الحكومة العراقية، قال المستشار القانوني لرئاسة الجمهورية إن رسم السياسة الخارجية وردت في البند أولاً من المادة (110) من الدستور بإعتباره من الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية، ولم يرد في الدستور أي أشارة إلى منصب رئيس السلطة التنفيذية، موضحًا أن المادة (66) من الدستور قد عرفت السلطة التنفيذية بأنها تتكون من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء.

وأضاف أن المادة (67) من الدستور قد أشارت إلى أن رئيس الجمهورية هو الذي يمثل سيادة البلاد، وان رسم السياسة الخارجية هو من صلب عملية تأكيد سيادة البلاد، وإضافة إلى كل ذلك فإن الدستور وفي البند (السادس) من المادة (73) اعتبر قبول السفراء من صلاحيات رئيس الجمهورية، وبالتالي فإن مسألة قبول السفراء هو جزء لا يتجزأ من رسم السياسة الخارجية للبلاد وكذلك التصديق على الاتفاقيات والمعاهدات بعد ان تفاوض عليها الحكومة ويوافق عليها مجلس الوزراء ويصادق عليها مجلس الرئاسة.

واكد مستشار الرئاسة في تصريح مكتوب تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم ان صلاحية رئيس الوزراء التي أشار إليها الأديب تتعلق بتنفيذ السياسة العامة للدولة التي يضعها ويخطط لها مجلس الوزراء وان السياسة الخارجية للدولة يرسمها رئيس الجمهورية (مجلس الرئاسة) بالتشاور مع مجلس الوزراء وعلى هذا البرنامج الوزاري وما يقرره مجلس النواب من سياسات وتوجهات عامة. وقال انه من المعتاد في مثل هذه المحافل الإقليمية والدولية التي تعقد على مستوى القمم فإن من يمثل دولهم هم الملوك والرؤساء. واضاف quot;لقد أثار استغرابنا هذا التصريح على الرغم من أن فخامة رئيس الجمهورية كان قد مثل العراق في العديد من لقاءات القمة التي عقدت سابقاً.quot;

وكان قد اعلن سابقًا ان طالباني سيترأس الوفد العراقي الى قمة الدوحة حيث سيقدم ورقة عمل تتعلق بالاوضاع العراقية والعربية، لكنه تم الاعلان بعد ايام من ذلك واثر اجتماع بين طالباني والمالكي ان هذا الاخير هو الذي سيترأس الوفد. وقال بيان رئاسي اثر الاجتماع ان المسؤولين الكبيرين quot;اكدا تطلع العراق لتطوير العلاقات مع الجوار الاقليمي والمحيط العربي والاسلامي للعراق ومع بقية دول العالم معبرين عن سرورهما بتسارع وتيرة توطيد اطر التعاون وتعزيز العلاقات بين العراق ودول العالم. وقال ان طالباني quot;تمنى للمالكي النجاح والموفقية في المشاركة بالقمةquot;.

وفي اعقاب ذلك صدرت تصريحات من نواب اكراد ومقربين من طالباني تقول انه قد quot; انابquot; عنه المالكي للمشاركة في قمة الدوحة. ويبدو ان كلمة quot;انابquot; هذه قد استفزت المالكي فاصدر مكتبه بيانا على الفور قال فيه quot; سيتولى دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي رئاسة الوفد العراقي في إجتماعات القمة العربية الحادية والعشرين التي ستعقد في دولة قطر في الثلاثين من الشهر الجاري باعتباره المسؤول الاول عن رسم وتنفيذ سياسة العراق الداخلية والخارجية. وسيحمل دولته تطلعات الشعب العراقي لاقامة علاقات أوثق مع أشقائه العرب ، ورؤية العراق للمصالحة العربية ndash; العربية وسبل التوصل لموقف عربي موحد ازاء قضايا الامة ومصالحها المشتركةquot;.

ثم حصل تطور آخر،إثر الاعلان عن ترؤس نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي للوفد العراقي الى القمة العربية اللاتينية حيث اعتذر الهاشمي عن هذه المهمة في اخر للحظة مرشحًا بدلاً منه المالكي الذي كان قد وصل الى الدوحة فعلاً للمشاركة في القمة العربية.

وفي رسالة وجهها الهاشمي الى الرئيس طالباني شكره فيها على تسميته رئيسًا لوفد العراق في مؤتمر القمة العربية الاميركية اللاتينية في الدوحة لكنه اعتذر quot;عن هذا التكليف على خلفية الحاجة الماسة لتقليص نفقات الدولة خصوصًا وان هنالك وفدًا سيمثل العراق في مؤتمر القمة العربية في الدوحة بتاريخ 30 اذارquot;. واكد الهاشمي في رسالته المكتوبة اهمية ان يمثل العراق وفد واحد في كلا المؤتمرين لإظهار العراق منسجمًا موحدًا في قراراته ومواقفهquot; في اشارة الى ترشيحه للمالكي لترؤس وفد العراق للقمة العربية اللاتينية.

وكثيرًا ما يثير سياسيون عراقيون قضية quot;تضاربquot; الصلاحيات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة حيث يوجهون انتقادات للدستور العراقي مطالبين باجراء تعديلات على بعض مواده. وكان طالباني (76 عامًا) قد اعلن مؤخرًا انه لن يرشح نفسه لولاية ثانية لرئاسة الجمهورية بعد الانتخابات العامة التي سيشهدها العراق اواخر العام الحالي وتنبثق عنها رئاسات جديدة للجمهورية والحكومة ومجلس النواب.

واعلن العراق امس رفع تحفظاته على فقرات تخصه في اعلان الدوحة الصادر عن القمة العربية بعد تعديلها بما يلبي مايريده من الاعلان حيث وافقت رئاسة القمة على فقرات كتبها المالكي بنفسه تؤكد الاشادة بالخطوات التي تحققت في العراق على طريق الامن والاستقرار والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية واقتلاع جذور والارهاب. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان العراق رفع تحفظه على الاعلان الختامي لقمة الدوحة فيما يخص الفقرات التي تضمنها حول العراق وهو التحفظ الذي اعلنه المالكي الليلة الماضية. واشار الى ان رئاسة القمة قامت بتعديل الفقرة الخاصة بالعراق في الاعلان بعد الموافقة على صيغة قدمها المالكي بنفسه.

وبذلك اصبحت الفقرة التي تخص العراق كما يلي quot;يشيد مؤتمر القمة العربية بالخطوات التي تحققت في العراق على طريق الامن والاستقرار والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية واستقرار العملية السياسية بمشاركة كل مكونات الشعب العراقي ويدعم المسيرة لتحقيق الاستقرار في العراق وتجاوز الازمة الراهنة التي تتطلب حلاً امنيًا وسياسيًا متوازيًا يعالج اسباب الازمة ويقتلع جذور الفتنة الطائفية والارهابquot;.. بينما كانت الصيغة السابقة التي لم يرض عنها الوفد العراقي تقول quot;نجدد التزامنا باحترام وحدة العراق وسيادته واستقلاله وهويته العربية والاسلامية ودعمنا للمسار السياسي الذي يرتكز على المشاركة الكاملة لمختلف مكونات الشعب العراقي وفقا للتصور العربي الذي اقرته القمة العربيةquot;.