واشنطن: بينما يستعر لغط كبير حول موقف الحكومة الاسرائيلية الجديدة ازاء حل الدولتين، قال البيت الابيض إن الرئيس اوباما يتطلع للتعاون مع الزعماء الاسرائيليين الجدد. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد افيغدور ليبرمان قد اثار زوبعة عندما قال يوم امس الاربعاء إن حكومته غير معنية بالالتزامات التي قطعتها سابقتها على نفسها ازاء عملية السلام مع الفلسطينيين.

وقال ليبرمان إن الاتفاقات التي توصل اليها الفلسطينيون والحكومة الاسرائيلية السابقة في مؤتمر انابوليس عام 2007 - والتي تهدف الى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة - quot;ليست سارية.quot; ويصر ليبرمان، وهو زعيم حزب قومي متطرف، على ان الحكومة والبرلمان الاسرائيليين لم يصدقا على اتفاقات انابوليس.

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية الجديدة التي يترأسها بنيامين نتنياهو. وقال الرئيس عباس في القمة العربية التي عقدت في الدوحة مؤخرا: quot;نود احاطة العالم علما بأن هذا الرجل لا يؤمن بالسلام، ولذلك لن يمكننا التعامل معه.quot;

الا ان جوردون دوجويد، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، لم يتطرق الى الآراء التي عبر عنها ليبرمان عند لقائه بالصحفايين في مقر الوزارة بواشنطن يوم الاربعاء. وشدد الناطق بدل ذلك على الالتزام الذي عبر عنه نتنياهو بتحقيق السلام. وقال دوجويد: quot;اسرائيل صديق مقرب وحليف مهم للولايات المتحدة، ونحن ملتزمون التزاما قويا لا يحيد بامن اسرائيل. سنعمل بتعاون وثيق مع حكومة بنيامين نتنياهو بهدف تحقيق السلم والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط كما سنشجع طرفي النزاع على السير قدما نحو حل الدولتين.quot;

وكان الرئيس اوباما - الموجود في لندن حاليا للمشاركة في قمة الدول العشرين - قد اتصل هاتفيا بنتنياهو مهنئا اياه بتسلم منصبه الجديد، حسب ما اعلن البيت الابيض. وجاء في تصريح رسمي صدر في واشنطن: quot;قال الرئيس (اوباما) إنه يتطلع للعمل بتعاون وثيق مع رئيس الحكومة نتنياهو وحكومته لحل القضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها ايران وتحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل.quot;

وكان ليبرمان قد ادلى بتصريحاته خلال مراسم تسلمه مهام منصبه خلفا لوزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. ويقول المراسلون إن تصريح ليبرمان جاء مفاجئا لمسؤولي وزارة الخارجية الاسرائيلية، خصوصا وانه يمثل خروجا على احد المبادئ الرئيسية للعمل الدبلوماسي الاسرائيلي.

يذكر ان اختيار ليبرمان، المعروف بآرائه المتشددة ازاء عرب اسرائيل وبعض القادة العرب، وزيرا للخارجية في حكومة نتنياهو اليمينية كان اختيارا مثيرا للجدل. واعترف ليبرمان في تصريحاته التي ادلى بها ابأنه صوت ضد المصادقة على خارطة الطريق، الا انه اضاف: quot;ان تلك هي الوثيقة الوحيدة التي تلزمنا، وهي الوثيقة الوحيدة التي صدقت عليها الحكومة الاسرائيلية ومجلس الامن (التابع للامم المتحدة)، وهي اخيرا الوثيقة الوحيدة التي تلتزم هذه الحكومة بها.quot;

وقالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة نتنياهو إن تصريحات ليبرمان تعكس الى حد كبير موقف رئيس الحكومة الجديد. يذكر ان خارطة الطريق تربط الخطوات التي تتخذ في سبيل تأسيس دولة فلسطينية بالتقدم الذي تحرزه السلطة الوطنية الفلسطينية في قمع نشاطات الجماعات الفلسطينية المتشددة. الا ان الذي حصل على ارض الواقع كان العكس، فقد نجحت اكبر هذه الجماعات - حماس - في طرد السلطة الوطنية التي تهيمن عليها حركة فتح من قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007. كما تلزم خارطة الطريق اسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني في الاراضي التي احتلتها عام 1967.