الامم المتحدة: ستضغط الولايات المتحدة حتى تفرض الامم المتحدة عقوبات جديدة على إيران أواخر العام الحالي اذا لم تفلح الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحسين العلاقات مع طهران في منعها من المضي قدما في برنامجها النووي المثير للجدل. ويقول دبلوماسيون إن خطط فرض جولة رابعة من العقوبات الدولية ستظل مجمدة على الاقل الى ما بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية التي تجري في يونيو حزيران القادم.

وهناك أمل في واشنطن وعواصم غربية أخرى في ان تجيء الانتخابات الايرانية برئيس معتدل يقبل فرصة العرض الجديد لاوباما بفتح القنوات الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية.

والزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي هو صاحب القول الفصل في السياسة النووية الايرانية لا رئيس البلاد. لكن فوز المحافظين في إيران قد يقلص فرص نجاح الاستراتيجية الجديدة لاوباما خاصة وأن مسؤولين إيرانيين قابلوا بفتور عرض الرئيس الامريكي الجديد وتعهدوا بالمضي قدما في برنامج تخصيب اليورانيوم.

وتشك الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في ان إيران تطور سرا برنامجا لتصنيع اسلحة نووية كما تشك في ذلك أيضا اسرائيل وهي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يعتقد على نطاق واسع انها تملك أسلحة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي لتوليد الطاقة وتمكينها من زيادة صادراتها النفطية.

ويرى محللون ان الاهم من انتخابات الرئاسة الايرانية هو الى متى ستنتظر اسرائيل لترى ما اذا كانت السياسة الامييية الجديدة ستنجح قبل ان تتخذ قرارا بشأن مهاجمة مواقع نووية ايرانية. ويقول مارك فيتزباتريك وهو مسؤول سابق في الخارجية الاميركية وخبير في الحد من انتشار الاسلحة النووية في معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن ان ايران لن يكون لديها متسع من الوقت بعد الانتخابات لتغير سياستها على الجبهة النووية. ويضيف quot;اسرائيل لن تنتظر الى الابد. لا استطيع ان أحدد المهلة بالاشهر لكني لا اعتقد ان ايران لديها الكثير من الوقت. أمامها فرصة الآن وعليها ان تنتهزها.quot;

ويبدو ان الزعيم الاسرائيلي الجديد أكد صحة هذا التقييم خلال حديث مع مجلة اميركية. وقال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد وعدد من مساعديه العسكريين لمجلة (اتلانتيك) هذا الاسبوع ان الدولة اليهودية لن تنتظر طويلا. ونقل عن مساعد عسكري اسرائيلي قوله ان المهلة التي وضعتها اسرائيل هي بالاشهر quot;لا بالسنواتquot;.

وقصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي (اوزيراك) عام 1981 ولمحت الى استعدادها القيام بنفس الشيء مع إيران. ويلقى التغيير في سياسة أوباما التي ابتعدت عن سياسة سلفه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي سعى لفرض العزلة على طهران تأييدا من جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وتقود الدول الثلاث جهودا لاقناع ايران بتجميد برنامج التخصيب تمشيا مع خمس قرارات أصدرها مجلس الامن. كما رحبت روسيا والصين أيضا بالتوجه الجديد لاوباما.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند هذا الاسبوع quot;الوقت الآن غير مناسب للتسرع بفرض عقوبات جديدة...الوقت الآن هو لمساندة التوجه الاميركي وهي فرصة لا تتكرر الا مرة واحدة في الجيل.quot;

وقطعت الولايات المتحدة علاقتها مع إيران عام 1980 بعد فترة قصيرة من قيام الثورة الإسلامية عام 1979 حين سيطر ايرانيون على السفارة الاميركية في طهران واحتجزوا الدبلوماسيين والمسؤوليين الاميركيين رهائن. وظلت العلاقات متوترة بين واشنطن وطهران طوال سنوات رئاسة بوش الثمانية.

وكدليل على بدء التغيير استأنفت واشنطن وطهران بعض الاتصالات. فخلال هذا الاسبوع التقى ريتشارد هولبروك المبعوث الاميركي الخاص لافغانستان وباكستان لفترة قصيرة مع نائب وزير الخارجية الايراني محمد مهدي خوندزاده على هامش مؤتمر عقد في مدينة لاهاي الهولندية لمناقشة الوضع في أفغانستان.

وفي الوقت نفسه يرى محللون ودبلوماسيون ان ادارة أوباما ستكون واقعية بشأن فرص التوصل الى انفراجة في المشكلة الايرانية وانها تعرف ان ايران ستحاول استغلال المحادثات لكسب الوقت لاستكمال برنامجها النووي.

وقال محللون ودبلوماسيون ان العمل بشأن استصدار قرار جديد للامم المتحدة بفرض عقوبات على ايران سيبدأ على الارجح اواخر العام اذا استمرت طهران في تخصيب اليورانيوم لكن التركيز في الوقت الراهن سيكون على الحوار مع ايران لا معاقبتها.