موسكو: في الوقت، عندما كان اهتمام المجتمع الدولي مركزا على عملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي المرتقبة، إما مع قمر صناعي مدني، وإما لأغراض عسكرية، مر خلسة خبر انتهاء وجود القمر الصناعي الإيراني، الذي كان قد أطلق في 2 فبراير وعمل فترة 40 يوما.

هذا، وإن قدرات إيران الصاروخية، التي يشكل أساسها أفضل ما انتج في العهد السوفيتي والصين وكوريا الشمالية، تتيح لها التحول في القريب العاجل إلى دولة فضائية حقا، تمتلك - بعبارة أخرى - سلاحا صاروخيا استراتيجيا جبارا. ويمثل تطوير التكنولوجيات الصاروخية الفضائية اتجاها رئيسيا في تطوير الصناعة والقوات المسلحة الإيرانية، إضافة إلى الطاقة النووية.

وكشف رئيس منظمة الفضاء الإيرانية رضا تقي بور في أعقاب عملية الإطلاق الناجحة في فبراير في تصريح مسهب، عددا من تفاصيل البرنامج الوطني لغزو الفضاء. وعلى سبيل المثال، تعتزم الجمهورية الإيرانية إطلاق أول رائد فضاء إيراني بواسطة صاروخ من صنعها حتى عام 2021.

ويجدر القول بصراحة، أن طموحات طهران الفضائية كبيرة، وتتوفر المسوغات لذلك. وخاصة، في مجال تطوير التكنولوجيات الصاروخية. وقد أطلق القمر الصناعي الإيراني الأول quot;أميدquot; بصاروخ quot;سفير ـ 2quot; الوطني من مرحلتين. وسيطلق إلى الفضاء في القريب، وفق المعلومات التي ترد من طهران، صاروخ من فصيلة quot;كاوشغرquot;.

وبهذا الصدد تحذر المخابرات الغربية من أن نجاح إيران في صناعة الصواريخ للأغراض المدينة يدل على توفر إمكانيات جديدة لتطوير السلاح الصاروخي البالستي الاستراتيجي.

ويشكل الصاروخ السوفياتي التكتيكي quot;ر س ـ 14quot; (سكود) ومثيلاته الكورية الشمالية والصينية المطورة، أساس صناعة الصواريخ الإيرانية. وأطلق على فصيلة الصواريخ الإيرانية من هذا النوع اسم quot;شهابquot;. وبدأ العمل في هذا البرنامج في العقد الأخير من القرن الماضي، عندما جرى صنع الصاروخين quot;شهاب ـ 1quot; وquot;شهاب - 2quot; على أساس أكثر من 300 صاروخ من طراز quot;سكودquot;، جرى شراؤها من كوريا الشمالية. وبدأت جمهورية إيران الإسلامية في عام 1997 بصناعة هذه الصواريخ محليا. كما تتوفر معلومات بأن إيران تقوم بصنع صواريخ من طراز quot;شهاب ـ 2quot; في سورية.

وشكل الصاروخ quot;شهاب ـ 3quot; الخطوة التالية. ويعتمد تصميمه على الصاروخين الكوريين الشماليين quot;No Dong-1/Aquot; و quot;No Dong-2/Aquot; اللذين لا تستبعد إمكانية صنعهما وتطويرهما بدعم مالي إيراني.

وبعد البدء في عام 1998 بسلسلة تجارب هذا الصاروخ، بدأت طهران بصنع صاروخ quot;شهاب ـ 4quot;. وجرت أول عملية إطلاق ناجحة للصاروخ quot;شهاب ـ 3quot; بمحرك كوري شمالي جديد، في يوليو عام 2000. كما عرض الصاروخ quot;شهاب ـ 3quot; على منصة إطلاق سيارة في الاستعراض العسكري في طهران في 22 سبتمبر عام 2003.

ويفترض محللون غربيون أن مدى هذا الصاروخ يصل إلى ما يقارب 2000 كم بوزن شحنة حربية يعادل 700 كغم، أي يعتبر من الصواريخ المتوسطة المدى التي تنتمي إلى صنف quot;الأسلحة الإستراتيجيةquot;. وإذا كانت الأخبار صحيحة، فإن الإيرانيين افلحوا في بداية العام الماضي، في إيصال وزن الشحنة الحربية بالصاروخ إلى 1.3 طن دون خفض المدى.

ويجري العمل حاليا على قدم وساق على الصاروخين البالستيين quot;شهاب ـ 5quot; وquot;شهاب - 6quot;، اللذين يعملان بالوقود الصلب ومداهما 3000 و5000 كم على التوالي. وبالتالي، فإن طهران اقتربت تماما من صنع صلاح صاروخي إستراتيجي عابر للقارات!

وإن البنية التحتية الأرضية، كما يبدو، تتناسب مع الأبعاد الصاروخية. فإن إيران تمتلك سبعة مراكز لتصميم وصنع الصواريخ (أصفهان وسمنان وشيراز وسلطنت آباد ولويزان وكوه برجام علي وشاهرود)، ناهيك عن المؤسسات الصغيرة العديدة.

وتؤكد ثبات نهج طهران لتنمية القوى الصاروخية، عائدية وحدات الصواريخ حتى وقت قريب لفيلق quot;حراس الثورة الإسلاميةquot; أي النخبة العسكرية.

وحاليا ارتقت صفة قوات الصواريخ، فهي لا تخضع إلا للمرشد الأعلى في جمهورية إيران الإسلامية!

اندري كيسلياكوف