المقربون من هرم السلطة الشيشانية يصفون دليمخانوفبظل قادروف
دبي تكشف تفاصيل جريمة إغتيال يماداييف وملاحقة إبن عم الرئيس

دليمخانوف ابن عم الرئيس والنائب الاول لرئيس الحكومة
الشيشانية إلى اليسار

زيد بنيامين، إيلاف من دبي: في استراحة ما بين شوطي المباراة التي جمعت بين تيريك غروزني وسيسكا موسكو ضمن الدوري الروسي لكرة القدم، تلقى حكم المباراة تهديداً من احد عشاق فريق العاصمة الشيشانية، وذلك بسبب اداءه الذي لم يعجب ذلك المشجع، حيث اكد الاخير للحكم المغلوب على امره انه لن يعرف احداً مصيره لو استمر مستواه بهذا الشكل في الشوط الثاني.. ظهر فيما بعد عبر الصحف الروسية ان من هدد الحكم المسكين هو ادم ديلمخانوف نائب رئيس الوزراء الشيشاني.. الذي طفا اسمه على السطح حينما اتهمه الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي بالوقوف وراء اغتيال قائد المعارضة الشيشانية سليم يماداييف في دبي في الثامن والعشرين من مارس 2009.

دليمخانوف ليس نائباً لرئيس الوزراء في الشيشان فحسب، بل هو الرجل الاقرب الى الرئيس الشيشاني رمضان قادروف وهو ابن عمه، وكلاهما لا يتحكمان بمصير الشيشان وشعبها فحسب، بل يريدان التدخل في جميع نتائج منازلات الملاكمة (التي يشجعها قادروف الصغير) او مباريات كرة القدم (كما في حالة ديلمخانوف) التي تجري في غروزني.. او حتى في موسكو!

خلفان

وفي التفاصيل كشف الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي عن تفاصيل جريمة إعتيال قائد الحرب الشيشاني سليم ياماداييف والتي وقعت في دبي قبل أقل من أسبوع، وقال أن أن السطات الإماراتية سوف تلاحق عن طريق الإنتربول أدم ديلمخانوف نائب رئيس الوزراء الشيشاني وابن عم الرئيس الشيشاني في الوقت ذاته لتورطه في التخطيط للجريمة، ولم تكن شرطة دبي في حاجة إلى أكثر من 5 أيام لكشف خيوط الجريمة التي اتخذت طابعاً أمنياً وسياسياً، الجريمة التي أكدت تورط جمهورية الشيشان في تصدير جرائم تصفية الحسابات خارج أراضيها، وهو الأمر وصفه ضاحي حلفان بأنه جريمة قذرة مؤكداً أن الإمارات لن تسمح بأن تستباح أرضها في مثل هذا النوع من الجرائم، ورغم ذلك لن تغلق دبي أبوابها في وجه أحد يرغب في الحياة بها دون تمييز بين ديانات أو جنسيات أو هوية من يرغبون في ذلك.

وفي بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده القائد العام لشرطة دبي الأحد قال quot; وكالة الأنباء الروسية بثت تصريحاً منذ أيام على لسان مسؤول شيشاني يقول أن الأنباء الواردة من الإمارات تفيد أن مواطناً شيشانياً يدعى سليم ياماداييف تم اغتياله في دبي، وتم دفن جثمانه هناك، وأعرب عن أمله أن تكشف السلطات الإماراتية عن الجناة، وتصدر بياناً حول حقيقة الحادث، وهو ما نقوم به الآن فلن نقول سوى الحقيقة، فقد ثبت لنا بالدليل القاطع أن نائب رئيس الوزراء الشيشاني هو الرجل المدبر لجريمة اغتيال ياماداييف، والجريمة صناعة شيشانية دماً ولحماً، وهي حلقة جديدة في مسلسل تصفية الحسابات والجرائم القذرة التي يتم تصديرها إلى خارج الأراضي الشيشانية، ونحن بدورنا لن نتردد في ملاحقة من تورطوا في تلك الجريمة تخطيطاً وتنفيذاً، ولن يكون هناك أي اعتبارات لأي مسؤول كبير أو صغير يثبت تورطه، ولذلك قررنا وضع اسم نائب رئيس الوزراء الشيشاني أدم ديلمخانوف على لائحة المطلوبين للعدالة هو وبقية العصابة الإجرامية والتي تمكنا فعلياً من القبض على اثنين قاما بتنفيذ الجريمة وهما إيراني يدعى مهدي لورنيا وطاجيكي يدعى مخسود جانquot;.

وارتفعت نبرة تحذيرات الفريق ضاحي خلفان حينما تحدث حول أمن بلاده، قائلاً quot;سوف نضرب بيد من حديد ولن نقف مكتوفي الأيدي في ملاحقة كل من تسول له نفسه نقل جرائمة القذرة خارج أراضيه مستخدماً أراضي الإمارات، ولن نتهاون مع أي إنتهاكات أمنية من هذا النوع، ورغم ذلك سوف نظل نرحب بالجميع على أراضينا دون تمييز بين دين أو جنسية أو لون، ولكننا بكل تأكيد لانرحب بقاتل مأجور، أو بعصابات تصفية الحسابات السياسية، أو بالخارجين على القانون، وعلى كل دولة تؤرقها الصراعات الدموية ألا تنقل معاركها إلى أراضينا، فالإمارات لن تكون مكاناً للصراعات وتصفية الحساباتquot;.

وانتقل قائد عام شرطة دبي إلى الحديث حول تفاصيل القبض على الجناة بقوله quot; تم القاء القبض على شخصين ضالعين في الجريمة، وهما إيراني وطاجيكي، وسوف نلاحق عن طريق الإنتربول كل من خطط لهذا لإغتيال ياماداييف على أراضي دبي، وخاصة نائب رئيس الوزراء الشيشاني أدم ديلمخانوف ، وقد جاء القبض على الجناة بفضل تحركات وجهود إدارة التحريات والمباحث الجنائية بالتنسيق مع أمن الدولة، كما أنني أشدد على أن إيران وإستخباراتها لا علاقة لها بالجريمة رغم ضلوع أحد مواطنيها في الجريمة، كما أن الجماعات الإسلامية السلفية لا علاقة لها كذلك بإغتيال ياماداييف، ولم تتم الجريمة على إثر عراك في أحد البارات كما قالت وسائل إعلام شيشانية، فكل هذه الروايات محض كذب وإفتراء، وقد أوضحنا طبيعة الجريمة بالكامل كما أسلفنا، فقد تم اغتيال ياماداييف في مرآب المنزل الذي يقطنه في دبي حينما عاجله أحد الأشخاص برصاصات من الخلف استقرت في رأسهquot;.

دليمخانوف

ولد ادم دليمخانوف في عام 1969 في بينوي بالقرب من مقاطعة (نوزي يورتسكي) بحسب موقعه على الانترنت، وقد خدم في الجيش الاحمر السوفييتي وهو في بداية العشرينات من عمره، حتى عام 1989، ليعمل في صناعة الحديد لفترة وجيزة عام 1990 في ارغون.

انتقل فيما بعد للعمل في شركة خدمات عامة ليترك ذلك في 1991 حيث سيلتحق بالدراسة الجامعية في (جامعة ولاية الشيشان) التي سيتخرج منها عام 1994، ويبدو انه استفاد من الاموال التي جمعها من عمله لفترة وجيزة ومتقطعة في اكثر من مكان في تمويل دراسته، لكن سرعان ما ظهر التشكيك في درجته الجامعية حينما وصل الى السلطة، حيث اكد كثيرون انه لم يحضر الى الجامعة للدراسة في هذه الفترة.

يقول دليمخانوف انه تخرج ايضاً من مؤسسة ماختشيكالا لادارة الاعمال والقانون في داغستان وهو ما لم يجري التأكد منه ايضاً.

ولا يبدو دور آدم دليمخانوف واضحاً خلال الحرب الروسية الشيشانية الاولى (1994 ndash; 1996)، لكن بعض المصادر تشير الى انه خلال هذه الحرب عمل دليمخانوف سائقاً لقادة احد الميليشات وهو (سلمان رادوييف)، لكن تتفق كل المصادر مهما اختلفت في متابعة حياته، انه لم يملك دوراً مؤثراً فيها.

جاءت المحطة الاهم في حياته حينما اعلن انضمامه الى روسيا في عام 1999، بعد ان انضمت قوات القائد الامام احمد قادروف (والد الرئيس الحالي) الى الكرملين وهو في نفس الوقت عم دليمخانوف ومن هنا بدأت المناصب تتوالى عليه ، ففي عام 2000 تولى اول منصب في حياته على صعيد السياسة الشيشانية حيث اختير في وزارة الداخلية مديراً لقسم التحليل والتخطيط فيها، وكانت مهمة القسم الرئيسية هي حماية المصالح الحكومية في البلاد.

في سبتمبر 2003، تولى دليمخانوف قسم اخر في وزارة الداخلية، يسمى قسم النفط، ومهمته الحفاظ على البنى التحتية الخاصة بالنفط والغاز من اي سرقة قد تقوم بها الميليشات العسكرية الاخرى في هذا الاقليم، وبعد ان اثبت نجاحه في مهمته، اختير نائباً لرئيس الوزراء منذ يوليو 2006، وفي يديه مسؤولية الوزرات الامنية على صعيد الشيشان.

لم ينتظر دليمخانوف طويلاً ليجرب قوة السلطة، خصوصا حينما وصل ابن عمه الى منصب رئيس الوزراء الفعلي في الشيشان بعد اصابة رئيس الوزراء المعين بجروح في انفجار سيارة مفخخة، وفي فبراير 2007 اصبح رمضان قادروف رئيساً للشيشان، ليرقي دليمخانوف الى منصب النائب الاول لرئيس الوزراء وكان ذلك كفيلاً بأن يترقى على صعيد روسيا ايضاً، حيث وصل الى نائباً في الدوما (البرلمان) الروسي.

ويصف تقرير نشره مركز دراسات اسيا القوقاز اهمية دليمخانوف بالنسبة الى النظام الشيشاني بالقول انه quot;يمثل الغلاف الذي يحمي هذا النظام والسيف الذي يستخدمه من اجل ذلك ايضاً، وهو رجل غير بيروقراطي، يمتاز الهيكل الذي اسسه في ذلك النظام بالسرعةquot;، ولاجل ذلك قام بالعديد من العمليات (القذرة) سابقاً من بينها عام 2005، حينما قام باعتقال عدد من افراد عائلة مجموعة (دوكا اوماروف) من اجل الضغط عليه للاستسلام، ولم تكن هذه الحالة الوحيدة المدرجة في سجل دليمخانوف.

في احد تقارير الصادرة عن حقوق الانسان عام 2006، هناك اشارة واضحة الى دور قسم النفط والغاز (الذي ترأسه دليمخانوف) في اختطاف عدد من المدنيين، وهناك شهادة لاحد المختطفين يقول فيها ان المنزل الذي تم الاحتفاظ عليه فيه يقع في مقابل منزل (دليمخانوف) بالقرب من غودورميس (مدينة زعيم المعارضة القتيل في دبي سليم يماداييف).

ويضيف تقرير مركز دراسات اسيا القوقاز في استنتاجاته حول شخصية دليمخانوف بالقول quot;لقد نجح في تقدم نفسه باعتباره الرجال الاكثر اخلاصا للرئيس رمضان قادروف، وقد قدم كل الدلائل اللازمة لذلك، حيث نجح في التخلص من منافسي الرئيس قادروف واحداً واحداً في غمرة انشغال موسكو عنهم، حتى وصل به الامر الى تهديد حكم مباراة في قلب العاصمة الروسية، ويقول المقربون من الرئيس الشيشاني رمضان قادروف ان الاخير يعتبر دليمخانوف خليفته في رئاسة الشيشان، وهو اكثر اللاعبين اهمية في السياسة الشيشانية بعد الرئيس نفسهquot;.

التسلسل الزمني لقضية يماداييف

السبت 28 مارس 2009
اغتيال سليم يمادييف احد قادة القوات الشيشانية التي ساهمت في تثبيت دعائم الحكم الروسي في المنطقة برصاص اطلق عليه اثناء وجود في مراب شقته الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي.

الأحد 29 مارس 2009
الصحف المحلية الاماراتية تؤكد مقتل شيشاني في دبي واسمه (سلمان مادوف) نقلاً عن بيانات الشرطة المحلية.

الاثنين 30 مارس 2009
دفن سليم يمادييف في دبي في الساعة الثالثة ظهراً بالتوقيت المحلي.

الثلاثاء 31 مارس 2009
عيسى يمادييف شقيق القتيل يؤكد لقناة NTV الروسية ان شقيقه مايزال على قيد الحياة وانه يشعر بتحسن quot;والاطباء لم يسمحوا بالحديث معه لفترة طويلة، وانه لا يوجد شيء يهدد حياته وكل شيء سيكون على مايرامquot;.

الثلاثاء 31 مارس 2009
انباء عن اعتقالات على هامش قضية يماداييف، الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي يتحدث عن ما بين اربعة وخمسة ووالقنصل الروسي يتحدث عن نحو 7 في عهدة الشرطة بينهم روسي وعدد من الاشخاص اغلبهم اصحاب القاب سلوفاكية.

الثلاثاء 31 مارس 2009
الفريق تميم يقول ان القتيل كان يتنقل مع شخصين حيث اعتدى القاتل على احدهما قبل ان يوجد الرصاص له.
وزارة الخارجية الروسية تقول انها تتابع التحقيقات في دبي عن كثب.

الاربعاء 1 ابريل 2009
الرئيس الشيشاني رمضان قادروف الذي يشكل يمادييف ابرز اركان معارضته يؤكد مقتل ودفن يمادييف في دبي ويلقي اللوء على تصفية الحسابات بين الجماعات المحلية.

الخميس 2 ابريل 2009
انباء عن اطلاق سراح المشبته بهم في القضية، وصحيفة روسية تنقل عن محامين لهم علاقة بالقضية قولهم ان تفكير المحققين في دبي يتجه نحو ان يكون القتل ناتج عن شجار بين سكارى، دون ورود تأكيدات من شرطة دبي.

الجمعة 3 ابريل 2009
الفريق ضاحي خلفان تميم يقول ان مراحل التحقيق في القضية وصلت الى المراحل الاخيرة، ووسائل اعلام محلية اماراتية تؤكد التحقيق مع مشتبه به جديد في القضية.

الاحد 5 ابريل 2009
الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي يؤكد ان ادم دليمخانوف النائب الاول لرئيس الوزراء الشيشاني وابن عم الرئيس الشيشاني رمضان قادروف يقف وراء عملية اغتيال يماداييف.

يماداييف في سطور (قائد المعارضة)

- ولد في غودورميس في 24 سبتمبر 1973 وتوفي في دبي في 28 مارس 2009.
-درس ادارة الاعمال في العاصمة الروسية في موسكو.
-تدرب في افغانستان املاً في ان يتحول الى مقاتل.
-حارب ضد القوات الروسية اثناء حرب الشيشان الاولى 1994 ndash; 1996
-حارب ضد القوات الروسية اثناء حرب الشيشان الثانية قبل ان ينقلب على معسكره في عام 1999، ضمن سياسة روسية للقتال في الشيشان بصورة غير مباشرة.
- سمح للرجل القوي في الشيشان احمد قادروف (والد الرئيس الحالي) السيطرة على مدينة غودورميس المهمة دون قتال.
- اصبح قائد وحدة (فوستوك) العسكرية التابعة للمخابرات الروسية.
-قتل زعيم اسلامي مرموق في حرب العصابات الشيشانية تلك وهو ابو الوليد.
-في 2003 نال لقب بطل روسيا وهو ارقى تكريم تمنحه المؤسسة العسكرية في موسكو.
-في 2003 قتل شقيقه دزرابيل.
-في 14 ابريل 2008 جرى مواجهات بين قوات يماداييف وقوات قادروف في غودورميس وهو بداية النهاية لعلاقات الرجلين.
-صدرت بحقه مذكرة اعتقال روسية في الاول من اغسطس 2008 واوقف البحث عنه في 22 اغسطس 2008 لانه حارب مع روسيا في اوسيتيا الجنوبية ضد جورجيا.
-قتل شقيقه رسلان يماداييف في 24 سبتمبر 2008 في موسكو، وكان في الاعتقاد ان القتيل هو سليم يماداييف نفسه.
-تعرض الى 19 محاولة اغتيال قبيل وصوله الى دبي.
-كان يعيش في دبي مع زوجته واطفاله الستة.
-في المكان حيث قتل لا يسمح بحمل المسدسات الا لفريق حماية المباني.