طهران: نشرت يوم الجمعة تصريحات للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قال فيها ان بلاده تفضل الحوار مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي وانها سترد رسميا قريبا على الدعوة لاجراء محادثات.
وهذه التصريحات هي أحدث اشارة من طهران على انها ستقبل عرض اجراء محادثات مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا.
وقال كبير المفاوضين النوويين الايراني يوم الاثنين ان ايران ترحب بحوار quot;بناء.quot;
وأعلنت الدول الست الكبرى الاسبوع الماضي أنها ستطلب من خافير سولانا كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي دعوة ايران لاجتماع للتوصل الى quot;حل دبلوماسي لهذه القضية الحرجةquot; في اشارة الى النزاع النووي المستمر.
ويمثل هذا تحولا كبيرا في سياسة الولايات المتحدة في ظل قيادة الرئيس الجديد باراك أوباما الذي رفض سلفه جورج بوش المحادثات المباشرة مع طهران ما دامت تمضي في نشاطها النووي الذي يخشى الغرب أن تكون له أهداف عسكرية وهو ما تنفيه طهران.
وجاء ترحيب ايران يوم الاثنين باجراء حوار quot;بناءquot; مع الدول الست الكبرى بمثابة أوضح اشارة لطهران حتى الآن عن قبول دعوة لاجراء محادثات بشأن نشاطها النووي.
ونقلت وكالة فارس للانباء يوم الجمعة عن الرئيس الايراني قوله حين سئل عن الدعوة لاجراء محادثات quot;سنصدر قريبا بيانا.quot;
ونقلت الوكالة عن أحمدي نجاد قوله خلال اجتماع عقده مساء الخميس مع ايرانيين يعيشون في الخارج quot;نحن ميالون للحوار وسنعلن في هذا البيان اطار المحادثات وموقف ايران.quot;
وأعلن الرئيس الايراني يوم الاربعاء أن ايران أعدت مجموعة من المقترحات لحسم خلافها النووي مع القوى العالمية. لكنه لم يذكر تفاصيل عن المقترحات الجديدة.
ولم يتضح ما اذا كان عرض ايران سيكون بالضرورة مختلفا عن عروض سابقة من الجانبين لم تكلل بالنجاح.
وتقول ايران رابع أكبر دولة منتجة للنفط في العالم ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء. واستبعدت مرارا وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الذي له استخدامات مدنية وعسكرية على السواء.
وعرضت الدول الست في باديء الامر مجموعة من الحوافز الاقتصادية والسياسية على ايران عام 2006 مقابل تعليق التخصيب. ولمح رد ايران حينها الى بعض المرونة لكنه استبعد التعليق كشرط للمحادثات كما تطالب الدول الكبرى.
وفي يونيو حزيران الماضي حسنت الدول الست العرض لكنها احتفظت بشرط التعليق. وفي ردها قالت ايران انها مستعدة للتفاوض بشأن اتفاق سلام وامن أوسع نطاقا ورفضت اي صيغة quot;تنازليةquot; لتعليق برنامجها النووي.
وصرح مسؤولون غربيون بأن رد ايران الثاني هو موافقة على اجراء محادثات من اجل المحادثات وانه عديم الفائدة لانه تجنب مجددا مسألة التعليق. وشعروا ان ايران تريد كسب الوقت لتوسيع برنامجها النووي حتى يصبح الرجوع عنه غير ممكن.
وأبدت ادارة أوباما استعدادها لعقد اجتماع مع ايران دون شروط لكنها أوضحت في الوقت نفسه ان مطلب تعليق التخصيب مازال هدفا لها.
وقال مسؤول ايراني طلب عدم نشر اسمه لرويترز يوم الاربعاء quot;التعليق مستحيلquot; لكن ايران تريد استئناف المحادثات مع القوى الكبرى.
وقال quot;في نهاية المطاف قد تقبل ايران البروتوكول الاضافيquot; للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة.
ويسمح البروتوكول لمفتشي الوكالة بالقيام بعمليات تفتيش بعد فترة قصيرة من طلب التفتيش ويتجاوز المواقع النووية المعلنة في مسعى لكشف اي انشطة سرية