بغداد تبدأ الشهر المقبل دفع مرتبات 91 ألف عنصر مسلح مسرح
طمأنة الصحوات بالإلتزام بضمها إلى وظائف امنية ومدنية
إيلاف من بغداد :
طمأن قائدان أميركيان عناصر مجالس الصحوات السنية العراقية البالغ عددها 91 ألف فرد بإلتزام الحكومة العراقية وجديتها في إلحاقهم بوظائف عسكرية ومدنية، مؤكدين أنه سيتم خلال الشهر المقبل البدء بشكل منتظم بصرف مرتباتهم مؤكدين التصميم على تعويض هذه العناصر لما قدمته من تضحيات في برنامج يشكل اساسًا لعملية المصالحة الوطنية ويضمن أملاً ومستقبلاً أفضل للعراقيين.

وقال مسؤول من قوات التحالف إن الحكومة العراقية ملتزمة بموعدها في تحمل المسؤوليات وتسديد جميع الرواتب لجميع عناصر الصحوات الذين يطلق عليهم quot;أبناء العراقquot;، كما تعمل على دفع الأجور المستحقة لجميع أفراد هذه الجماعة الذين يستحقون تلك الأموال لقيامهم بعمليات المراقبة والحراسة.
وجاءت هذه التطمينات اثر مخاوف اثيرت مؤخرًا وسط مجاميع الصحوات من استهداف الحكومة العراقية لها وإعتقال قادتها وملاحقة عناصرها حيث كانت مناطق في بغداد قد شهدت مؤخرا مواجهات مسلحة مع عدد من هذه العناصر التي عبرت عن مخاوف من استهدافها الامر الذي دفع بقيادات منها الى الهرب الى سوريا والاردن .

وأشار اللواء جون جونسون نائب رئيس أركان قائد عمليات الفيلق المتعدد الجنسيات في العراق قائلاً quot; مراراً وتكراراً أبدت كل من الحكومة العراقية وقوات التحالف التزامهما لأبناء العراق من خلال تصرفهما وهذا ما يؤكد ويثبت التزامهما هنا.quot; واشار الى انه عندما يتم وضع عملية دفع رواتب أبناء العراق على المسار الصحيح سيتحول إهتمام الحكومة العراقية وقوات التحالف إلى عملية نقل أبناء العراق وتسليمهم وظائف جديدة في القطاعين العسكري والمدني .
وأضاف اللواء جونسون قائلاً quot; إن القرار الذي إتخذه مؤخرًا مجلس الوزراء العراقي بنقل عمل أبناء العراق وتسليمهم وظائف في مختلف الوزارات وصهرهم في قوات الأمن العراقية هي إشارة مهمة جداً للأحداث التي ستجري في الأشهر المقبلةquot; كما نقل عنه بيان صحافي للقوات الاميركية الى quot;أيلافquot; اليوم .

ومن جهته اشار العقيد جافري كولماير رئيس عملية المصالح من الفيلق المتعدد الجنسيات في العراق قائلاً quot; حالياً يقوم صرافو الرواتب العراقيين بدفع رواتب أبناء العراق في أربعة محافظات هي : بغداد وبابل وواسط، وديالى وسوف يضاف إلى تلك المحافظات ثلاث محافظات أخرى في أواخر شهر نيسان (ابريل) الحالي أما خلال شهر أيار (مايو) المقبل ستقوم الحكومة العراقية بدفع الرواتب وبشكل شهري لجميع عناصر أبناء العراق المتواجدين في المحافظات التسع العراقية حيث يبلغ عددهم 91 الف عنصر.

واضاف انه في الوقت نفسه يقوم المسؤولون بإتخاذ التدابير اللازمة لدفع الرواتب المتأخرة والمستحقة في المحافظات الأربعة حيث كان ذلك نتيجة خطأ غير متعمد في الميزانية العراقية. ويتم الآن العمل على تصحيح هذا الأمر في المحافظة الرابعة أيضاً حيث تم الإنتهاء من تصحيحه في المحافظات الثلاث إضافةً على ذلك يتوجب على الحكومة العراقية أن تضُم المحافظات الخمس المتبقية في برنامج دفع الرواتب بعد أن تولت المسؤولية الكاملة على جميع عناصر أبناء العراق.
واوضح العقيد كولماير إن التأخير في دفع رواتب أبناء العراق كان نتيجة قيام مجلس النواب والذي هو بمثابة الهيئة التشريعية الرئيسة بتغيرات في ميزانية العام 2009 حيث إن تلك التغيرات أستبعدت تمويل مرتبات عناصر أبناء العراق مما أدى إلى تأخير في عملية دفع الرواتب لبعض العناصر في المحافظات الأربعة لعدة أسابيع أو لشهر واحد على الأكثر.

واضاف العقيد كولماير قائلاً quot; إن هذا الخلل في حد ذاته يمكن أن يكون من بعض القضايا التي تتوقعها حتى في الحكومات الديموقراطية السليمة حيث يتم التشاور في الأمور التشريعية المتعلقة في أمور الميزانياتquot; . واشار الى انه quot; ليس فقط برنامج دفع رواتب عناصر أبناء العراق هو الوحيد الذي تأثر خلال القيام بتعديل للميزانية العراقية، فلم يتم تمويل و دعم 200 صندوق تابع للمجالس المحلية في جميع ارجاء البلاد وبشكل مؤقت من قبل مجلس النواب.quot;
واشار كولماير الى انه وعلى الفور قام مجلس الوزراء بالتحرك لتصحيح هذا الخطأ غير المتعمد وقام بتمرير قانون لصرف رواتب أبناء العراق من ميزانية وزارة الداخلية حيث سيظل هذا الحل سارياً حتى قيام مجلس النواب بتمرير حل نهائي لتمويل رواتب أبناء العراق. وأضاف قائلاً quot; إن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت لتحقيق تلك التغيرات ولكن العراقييون كرسوا أنفسهم لتعويض أبناء العراق لما قاموا به وقدموه من تضحيات حيث أنهم يقومون بالإجراءات المناسبة لذلك.quot;
واوضح إن القيام بتسوية للرواتب كان من أولوية الحكومة العراقية و قوات التحالف الذين ركزوا على البرنامج المتعلق بأبناء العراق حيث كان هذا البرنامج يشكل البرنامج الرائد لعملية المصالحة التي جرت في العراق. لقد تحركت الحكومة العراقية وبسرعة لإعادة تمويل البرنامج المتعلق بأبناء العراق حتى قبل قيامها بتمرير الميزانية النهائية لعام 2009.

وأنهى العقيد كولماير تصريحه قائلاً quot; من خلال العمل مع الحكومة العراقية نكون قد قمنا بدمج السكان الذين كانوا في الماضي منقسمين في عراق جديد و وفرنا لهم الأمل ومستقبل أفضل.quot;
وكانت القوات الاميركية اعلنت مؤخرا انتقال 91 الفًا من مسلحي مجالس الصحوات التي شكلتها عام 2006 الى السلطات العراقية حيث سيتم ضم 20 بالمئة منهم الى قوات الامن العراقية فيما سيتم ايجاد وظائف مدنية للاخرين وضمان صرف الحكومة العراقية لمرتباتهم بعد تاخير استمر اشهرا عدة اثار مخاوف من امكانية انتقال قسم منهم الى المنظمات المسلحة المتمردة .
وقالت القوات الاميركية ان المتطوعين المحليين من عناصر الصحوات قد ساعدوا في الحد من اعمال العنف والتاثير الارهابي في انحاء البلاد . وشكلت قوات الصحوة للمرة الاولى في ايلول (سبتمبر) عام 2006 في محافظة الانبار الغربية السنية حيث استطاعت خلال اشهر قليلة طرد مسلحي القاعدة والجماعات المتطرفة المرتبطة بها الامر الذي شجع الجيش الاميركي على تطبيق هذه التجربة في محافظات اخرى خلال عام 2007 .