من خلال مشروع ضخم بقيمة 157 مليون إسترليني
ساركوزي يسعى لإمتلاك أضخم طائرة رئاسية في أوروبا

أشرف أبوجلالة من القاهرة: بينما يظن كثيرون أن حياة الرؤساء وأبرز ساسة العالم مقتصرة على حضور المؤتمرات وإلقاء الخطب وطرح القضايا بصورة تعكس انطباعا ً بأنهم أناس جامدون ذوو شخصيات عملية إلى حد كبير، تبدو الرفاهية - وأحياناً السفه - جانباً مهما ً في حياة كل منهم، حتى ولو كانت بلاده تعاني من تداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة. هذه هي الحقيقة quot;المخزيةquot; التي أبرزتها اليوم صحيفة quot;التايمزquot; البريطانية من خلال تقريرها التي سلطت خلاله الضوء على بدء مشروع ضخم لتطوير طائرة رئاسية عملاقة للرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي بقيمة من المتوقع لها أن تصل إلى 157 مليون إسترليني، فقط ليصبح الزعيم الأوروبي الذي يمتلك أضخم طائرة رئاسية في القارة !!

في البداية، أكدت الصحيفة على أن ساركوزي شعر مؤخرا ً بحاجته لطائرة عملاقة ndash; تفوق في الحجم أي طائرات أخرى خاصة بالزعماء الأوروبيين ndash; عندما بدأ يلحظ وجود عدد من الطائرات التي تفوق في الحجم طائرته quot;A319quot; عند حضوره لفعاليات مجموعة من المؤتمرات الدولية، ومن بين هذه الطائرات تلك التابعة لرئيس لوزراء الاسباني والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركيل، ناهيك عن طائرة الإير فورس وان الخاصة بالرئيس الأميركي باراك أوباما. وكشفت الصحيفة في هذا السياق عن أن مشروع تطوير طائرة ساركوزي الجديدة سوف يبدأ الشهر المقبل عندما يقوم مجموعة من المهندسين الفرنسيين بتزويد إحدى الطائرات بأجنحة جديدة، لتحويلها إلى طائرة رئاسية متطورة للغاية.

وبرغم أنها لن تكون في نفس حجم طائرات البوينغ 747-200 ، إلا أن طائرة A330-200 الفرنسية سوف تزداد في الطول مسافة قدرها عشرة أمتار على الأقل، وسيزيد ارتفاعها نحو مترين عن باقي الطائرات التي يستخدمها غيره من القادة الأوروبيين. كما أنها ستكون أكثر رفاهية ndash; كما يليق برجل يدعي أوباما، وخوسيه لويس روديريغيز ثاباتيرو، وميركيل. وبحسب ما ذكرته صحيفة ليزيكو الفرنسية المتخصصة في الاقتصاد ، فإن تلك الطائرة سوف تشتمل على مكاتب لساركوزي، بالإضافة لسكرتارية، وغرفة اجتماعات تتسع لـ 12 فرد وكابينة طبية مجهزة للتعامل مع quot;كافة الحالات الطارئةquot;.

وأضافت الصحيفة أن الطائرة ستزود بـ 60 مقعدا ً للركاب وغرفة نوم وحمام خاص، وذلك رغم نفي مساعدو الرئيس للشائعات التي تحدثت عن أن الطائرة ستشتمل على حمام مكتمل لكارلا بروني. كما ستقوم شركة quot;ثيلزquot; الفرنسية المتخصصة في التكنولوجيا الدفاعية بتزويد الطائرة بنظام اتصالات مشفر، كي يظل الرئيس على اتصال دائم بمستشاريه. وستقوم الشركة أيضا ً بتزويد الطائرة بنظام حماية مضاد للصواريخ، سوف يشتمل على الأرجح على أنظمة رادارية للكشف عن الهجمات.

وأوضحت الصحيفة أن المشروع الجديد سوف يبدأ على طائرة A330-200 التي دخلت الخدمة منذ عشرة أعوام، وذلك بمجرد أن يتم تسليمها إلى منطقة تولوز الواقعة في جنوب غرب فرنسا. ومن المنتظر أن تدخل الطائرة التي تم شرائها من شركة quot; Air Caraibes quot; الخدمة اعتبارا ً من العام المقل. وقد اتضح أن ساركوزي كان يريد شراء طائرة جديدة، لكنه قبل بتطوير إحدى الطائرات المستعملة لتقليل النفقات. وقالت الصحيفة أن قيمة عمليتي شراء وإعادة تجهيز الطائرة سوف تقدر بنحو 176 مليون يورو ( 157 مليون إسترليني ) ndash; وهو جزء من عملية إصلاح أسطول الطائرات الرسمية التي تديرها القوات الجوية الفرنسية التي تقدر قيمتها الإجمالية مبلغا قدره 302 مليون يورو.

ويزعم المنتقدون أن أنانية ساركوزي تغلب على الحاجة لضرورة ضبط الإنفاق. أما المؤيدون، فقالوا أن تلك الطائرة الحديثة عبارة عن وسيلة لا غنى عنها لرجل قام العام الماضي بقطع مسافة قدرها 234.595 كيلو متر جوا ً. ونقلت الصحيفة عن كريستيان فريمونت ndash; رئيس مكتب الرئاسي الخاص ndash; قوله quot; سوف تمكننا الطائرة الجديدة من قطع مسافات أبعد وبشكل أسرع، كما ستستهلك قدر أقل من الطاقة، وسوف يكون بإمكاننا مزاولة مهام عملنا على متن الطائرة، كما سيكون لدينا كافة وسائل الاتصال الحديثةquot;. في الوقت ذاته، أكدت مصادر من داخل الحكومة الفرنسية على أن ساركوزي قد اعتبر أن التوقف أثناء الرحلات مجرد مضيعة للوقت.