جدل فقهي وتوجه رسمي لتحجيم نفوذ طهران
فتوى الشيخ شلتوت عن المذهب الشيعي على المحك

محمد حميدة من القاهرة: قرر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي تحويل البحث المقدم من الباحث فتحي عثمان إلى لجنة خاصة، لإبداء قرارها في ما يتعلق بجواز التعبد بالمذهب الشيعي في الوقت الراهن. وكان عثمان قد تقدم ببحث quot;الشيعة وصراع الوجود في ظل فتوى الشيخ شلتوت quot;هادفًا الى استصدار فتوى بعدم جواز فتوى الشيخ شلتوت عن التعبد بالمذهب الشيعي، بدعوى تغير الحال والمكان والأشخاص.

وقال الباحث المعروف بمناهضته للمد الشيعى في مصر والدول العربية في تصريحات خاصة لـ quot;إيلاف quot; إنه تقدم بالبحث المذكور إلى أربع جهات هي مجمع البحوث الإسلامية وشيخ الأزهر وإمام أهل السنة الشيخ محمد مختار رئيس الجمعية الشرعية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة وزير الأوقاف حمدي زقزق، quot;وقد شكل المجمع كالمعتاد في مثل هذه الأمور لجنة خاصة من كبار علماء الفقه والعقيدة لدراسة البحث مثلما فعل شيخ الازهرquot; .

ويرى عثمان ان هناك أسبابًا ودواعي وراء عدم صلاحية فتوى الشيخ شلتوت فى الوقت الحالي بسبب اختلاف الحال والأشخاص والمكان والزمان،معتمدًا على فتوى للدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية لأهل السنة في مصر والصادرة في آب/أغسطس 2008 ، والشيخ حسن الصفار عن توجهات المرجعيات الدينية .

ويعتقد ان الظروف التي تمخضت ونتج عنها فتوى الشيخ شلتوت وإنشاء دار التقرب بالقاهرة وتدريس الفقه الشيعي بالأزهر الشريف كانت مستندة الى شروط لم يتحقق منها شيء على ارض الواقع في البلاد التي تتمذهب بالمذهب الشيعي سواء في أيام الشيخ شلتوت أو حتى بعد رحيله quot;إيرانquot; وهي نبذ البدع والخلافة والتوقف عن منابذة الصحابة وتدريس اللغة العربيةquot;.

ويدور هذه الأيام جدلاً فقهيًا حول فتوى الشيخ شلتوت، حيث شكك العلامة يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فى إصدار الراحل شلتوت هذه الفتوى خلال لقاء له بدورة quot;شباب المستقبلquot; التي عقدت بالقاهرة الأسبوع الماضي. ودخل في جدل ساخن مع الباحث الشرعي عصام تليمة المقيم بقطر الذي أصر على وجود الفتوى. ويترافق مع موجه الجدل الفقهى توجه رسمي ضد المذهب الشيعي، تجلى أخيرًا في الاتهامات التي وجهت إلى أعضاء تنظيم حزب الله الذي ألقي القبض عليه مؤخرًا، وتجري التحقيقات معه حاليًا في ضوء اتهامات من بينها نشر المذهب الشيعي والتخطيط لأعمال تخريبية على ارض مصر.

وهذا التوجه كما يرى المحللون مرتبط بزيادة النفوذ الايراني في المنطقة العربية ومحاولات القاهرة لتحجيم هذا النفوذ، فضلاً عن التصريحات الأخيرة لقيادات ايران والسيد حسن نصر الله امين حزب الله التي تحرض الشعب المصري على القيام بثورة ضد النظام الحاكم والقوات المسلحة على الانقلاب وفتح معبر رفح بالقوة إبان حرب غزة .

وعلى جانب متصل حجز القضاء دعوى فيلم quot;الخميني بين الحقيقة والخيال quot; للحكم يوم 16 حزيران/يونيو القادم،وقد تغيب اليوم الثلاثاء عن حضور الجلسة الرقابة على المصنفات الفنية للجلسة الثانية على التوالى بينما حضر فريق الدفاع عن وزارة الثقافة .

وكان فتحى عثمان قد اختصم هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بسبب رفضها الموافقة له على العمل، واتجه الى المحكمة للحصول على حقه في عمل فيلم تسجيلي، وخصوصًا ان الرقابة رفضت دون إبداء أسباب مقنعة. وقد تقدم بشكوى الى المجلس الاعلى للثقافة لم يبت فيها حتى الآن.