بغداد:قال مسؤولون غربيون إن الامم المتحدة ستسلم إلى العراق يوم الاربعاء تقريرا حول المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك تأمل ان تؤدي الى تجنب الحرب بين الاكراد والحكومة التي يقودها العرب في بغداد.

وتقرير الامم المتحدة حول مستقبل كركوك وهي مدينة غنية بالنفط تقول الاقلية الكردية انها عاصمة اسلافهم هو اخر جهد لانهاء عقود من الصراع حول منطقة يقطنها خليط من الاكراد والتركمان والعرب.

وتعتبر التوترات في الشمال أيضا عنصرا حاسما في السلام الدائم في العراق حيث يخشى كثيرون ان يتبع ست سنوات من اراقة الدماء بين السنة الذين كانوا مهيمنين يوما ما والاغلبية الشيعية حرب بين العرب والاكراد.

وبينما يتحدث مسؤولون اجانب عن لحظة مواتية لحل وسط بين العرقيات المتنازعة في كركوك سيكون من الصعب حل صراع له جذور في التاريخ العراقي.

وقال راكان الجبوري وهو عربي يشغل منصب نائب حاكم محافظة كركوك ان الخلاف بشأن كركوك مرتبط بالنفط والعرق والهوية والارض وكل شيء.

ويصر الاكراد على ان غالبية سكان المحافظة يريدون ان يصبحوا جزءا من المنطقة الكردية التي تعد مستقلة فعليا منذ عام 1991.

وتبدو كردستان التي نجت من الحرب التي اجتاحت بقية العراق بعد غزو عام 2003 منظمة وفي حالة رخاء.

غير ان هناك اعتراضات شديدة من العرب والتركمان في كركوك الذين يتهمون الاكراد بالجشع والظلم.

وياتي تقرير الامم المتحدة فيما يتطلع العراق الى اجراء انتخابات عامة في اواخر العام الجاري وفيما يسعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وهو شيعي اكسبه توجهه الوطني دعما الى تأكيد اكبر لسلطة الحكومة المركزية على كركوك.

ويثير ميله لتأكيد سلطته ردود فعل مريرة في أربيل العاصمة الكردية حيث تحدث المسؤولون عن اسلوب سلطوي مماثل لصدام حسين الذي ارتكب مذابح جماعية ضد الاكراد.

وقال عدنان مفتي رئيس البرلمان الكردي ان احدا لا يمكنه ان يسيطر على العراق بصورة ديكتاتورية. وقال انهم يرفضون اي قرار ضد الشعب الكردي.

ويشير دستور العراق الذي وضع في عام 2005 الى اجراء استفتاء حول كركوك غير انه لم يتم. ويقول عرب وتركمان انه لا يمكن ان يتم الآن.

ويشكو العرب والتركمان في كركوك من ان الاكراد استغلوا قوتهم - ويلقي بعضهم باللوم في ذلك على المسؤولين الامريكيين لتسليمهم السيطرة على المحافظة في عام 2003 - ويقولون ان الاكراد نقلوا نحو نصف مليون كردي الى كركوك منذ ذلك الحين.

واتسعت الهوة بين الاكراد والعرب في كركوك بعد ان اتى المالكي بكتيبة جديدة من الجيش العراقي الى كركوك مما اقلق البشمركة العراقيين الذين يتمركزون في المحافظة من فترة طويلة.

غير ان المسؤولين الاميركيين يشيرون الى ان السياسيين الاكراد ربما يكونوا اكثر استعدادا لحل وسط فيما يفكرون في انسحاب حليفهم طويل الامد الولايات المتحدة واحتمال ان يفقدوا بعضا من نفوذهم البرلماني في الانتخابات التالية.

ويتحدث العديد من الاكراد بخوف عن قوة العرب المتجددة وخطة الولايات المتحدة بسحب كل قواتها بحلول نهاية عام 2011.

وقال الكولونيل ريان جونزالفيس quot;علينا ان نقنع الاكراد ان يثقوا في كل من حكومتهم.. وان المجتمع الدولي لن يسمح لذلك بان يحدث..اي الحرب الاهلية او المعاملة غير العادلة لشعب.quot;

ويراقب الجيش الاميركي اي مؤشرات على زيادة العنف في كركوك حيث قتلت سيارة ملغومة عشرة اشخاص في الاسبوع الماضي.

وبعد ست سنوات من اراقة الدماء والمشاحنات يوجد لدى العديد من سكان المدينة كثير من الشك.

ولايرى على صادق المتحدث باسم حزب أيلي التركماني اسبابا للتفاؤل. ويقول انه لا توجد نية لحل حقيقي من الجانب الكردي. واضاف انه على الورق يوجد حوار ولكن بدون اجراء.