بسبب مخاوف أمنية على حياتهم وإستقرارهم:
يهود اليمن لا يستبعدون خيار الهجرة إلى إسرائيل

علي عبد الجليل من صنعاء: قالت مصادر مقربة من أبناء الطائفة اليهودية في اليمن أن اليهود اليمنيين يعيشون في قلق على حياتهم واستقرارهم، وأنهم قد لا يستبعدون خيار الهجرة إلى إسرائيل. وذكرت المصادر ل quot;إيلافquot; أن إحدى الوكالات المعنية تعمل حالياً على هجرة ما تبقى من يهود اليمن إلى إسرائيل بعد مخاوف أمنية على حياتهم إثر مقتل أحد أبناء الطائفة. وبقيت أقلية يهودية تعلن عدم رغبتها في الهجرة إلى إسرائيل معتبرة أن اليمن وطنها، محملة الدولة مسئولية حمايتها. ولم تتوقف موجات الهجرة من قبل الكثير من الأسر منذ أربعينيات القرن الماضي حيث رحل ما يقرب من خمسين ألف أثناء قيام إسرائيل بعد أن كانت الهجرة تتعلق في السابق بأسباب دينية.

وكانت أسرة سعيد بن يعقوب بن يسرائيل هي آخر الأسر التي وصلت إلى تل أبيب في فبراير الماضي. وأعلنت الأسرة المكونة من عشرة أفراد أنها غادرت اليمن بسبب خوفها على أمنها خاصة بعد إلقاء قنبلة على منزلها من قبل مجهولين، ومقتل ماشا يعيش (في11ديسمبر 2008) على يد أحد المسلمين نهاية العام الماضي. ويرتبط يهود اليمن، الذين يعيشون في صنعاء وفي ريدة وخارف بمحافظة عمران شمال صنعاء، بالقدس في علاقة دينية وتقوم بعض الأسر بإرسال أبنائها إلى هناك لتلقي التعاليم في المدارس الدينية.

ولا تسمح الحكومة اليمنية بالسفر إلى إسرائيل مباشرة، ويختار اليهود دولة أخرى يعبرون منها إلى إسرائيل. وحكمت إحدى المحاكم المحلية (في 2مارس 2009)على قاتل ماشا يعيش بدفع الدية وإدخاله مصحّة نفسية، إلا أن والد القتيل يعيش النهاري لم يتقبل الحكم، وقال quot;هذه ليست شريعة محمدquot; وطالب بتطبيق quot;شرع الإسلام وسنة النبي محمدquot;، حسب تعبيره. واعترف عبد العزيز يحي العبدي، الطيار السابق في القوات الجوية اليمنية، أمام المحكمة انه قتل ماشا الذي يُدرّس اللغة العبرية لأبناء طائفته بعد أن خيّره بين اعتناق الإسلام أو القتل.

وكانت جماعة من أتباع جماعة الحوثي في منطقة صعدة قد اعتدوا عام 2004على عدد من اليهود مما أدى إلى نزوح معظمهم إلى مناطق أخرى. وفي ندوة عقدت نهاية الشهر الماضي في صنعاء قال عدد من اليهود أنهم ما زالوا يتعرضون للاعتداءات والمضايقات، وأن نزوحهم عام 2007 من قرية آل سالم إلى صنعاء، حيث يعيشون الآن، جاء بعد تهديدهم من قبل الحوثيين. وفي الندوة التي أقامها موقع التغيير نت وملتقى المرأة للدراسات والتدريب ذكر محمود طه، وهو مطلع على أحوال هذه الطائفة، أن عدد اليهود الحاليين في اليمن يبلغ 338 نسمة، وفقاً لمصادر اليهود أنفسهمquot;. مشيراً إلى أن العدد يتوزع على قرابة 45 عائلة في عمران، و67 نسمة في صنعاء التي نزحوا إليها من صعدة قبل عامين.

وأعلنت عدة وكالات ومراكز يهودية خلال الأشهر الماضية استعدادها للعمل من أجل نقل ما تبقى من يهود في اليمن إلى إسرائيل. ونقلت صحيفة يدعوت عن اتحاد المراكز اليهودية في شمال أمريكا بأنه سيقوم بإجلاء يهود اليمن إلى أمريكا ، فيما أشارت إلى أن الناطق باسم المركز اليهودي UJC قد قال quot;بأن نقل اليهود إلى أمريكا ليس هو الصحيح ، بل يجب ترحيلهم إلى إسرائيلquot;. وقال رئيس المركز اليهودي هاورد ريغ، حسب الصحيفة الإسرائيلية: quot; يجب ألا نرتاح بينما يواجه يهودي واحد خطر الموتquot;.