الشونة الجنوبية، الأردن: إختتم البابا بيندكتوس السادس عشر مساء اليوم الأحد رحلة حجه في الأردن التي بدأها الجمعة، بزيارة موقع معمودية المسيح في وادي الخرار على الضفة الشرقية لنهر الاردن (50 كيلومتراً جنوب عمان)، برفقة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا والامير غازي بن محمد مستشار الملك للشؤون الدينية.
وأزاح البابا والملك عبد الله الثاني الستار عن النصب التذكاري لكنيستي اللاتين والروم الكاثوليك اللتان ستبنيان في الموقع الذي يعتقد أن المسيح تعمد فيه على يد يوحنا المعمدان قبل أكثر من ألفي عام.

وقبل البدء بمراسم الاحتفال وإقامة الصلوات تجول البابا يرافقه الملك والملكة والامير غازي في موقع المعمودية بواسطة سيارات كهربائية تم استيرادها خصيصاً لهذه المناسبة، وحيا خلال الحبر الأعظم الحشود التي استقبلته في المكان.
وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني أول حبر اعظم يزور المكان في رحلة الحج التي قام بها عام 2000 واعتمد في ذلك العام الموقع للحج المسيحي.

وبدا الاردن بتطوير الموقع في عام 1997 من خلال تأسيس هيئة خاصة هي هيئة المغطس وجرت حفيات في المنطقة اكتشف خلالها العديد من الاثار الدينية، ويعتبر تل مار الياس من ابرز الآثار في المكان ويعتقد ان أقدم دير في المنطق موجود في هذا المكان.
ويغادر بيندكتوس السادس عشر الأردن صباح غد الاثنين في طريقه إلى إسرائيل واراضي السلطة الفلسطينية وتجرى للبابا ماسم وداع رسمية يتقدمها العاهل الاردني.

يذكر أن الموقع الذي زاره البابا اليوم يضم الكثير من المواقع المقدسة، ومن بين هذه المواقع تل مار الياس، الذي يعتقد انه يضم أول دير شُيد شرقي نهر الأردن على طريق الحج المسيحي، إضافة إلى بقايا ثلاث كنائس وقاعة صلاة أقيمت في موقع مغارة يقال أن المسيح زار فيها يوحنا المعمدان مرات عدة.
كما تضم المنطقة أيضا منطقة سكن الرهبان التي تشتمل على غرف مرصوفة بالفسيفساء، وموقع القديسة مريم المصرية على بعد مئة متر شرق النهر، والتي يُقالن وفق العقيدة المسيحية، أنها سمعت صوتا يقول لها quot;اعبري نهر الأردن وستجدين الراحةquot;.

ويمكن للناظر من موقع المغطس مشاهدة منطقة أريحا والقدس المحتلتين غرب نهر الأردن، وجبل نبو إلى الشرق منه.
وكان البابا قد زار أمس السبت الجبل، الذي يعتقد المسيحيون أن النبي موسى شاهد منه ارض الميعاد ومات ودفن فيه.

وتشير وثائق هيئة تطوير موقع المغطس وهي هيئة حكومية أن دائرة الآثار الأردنية بدأت العمل في موقع المغطس في عام 1997 حيث قام فريق اثري أردني بحفريات في الموقع كشفت عن احد عشر موقعا اثريا دينيا على امتداد وادي الخرار بطول 4.5 كيلومترات.
وبعد أن اعتمد البابا يوحنا بولس الثاني موقع للحج المسيحي، بدأت سلطة موقع المغطس بتطوير الموقع لجذب السياح المسيحيين، حيث تم إنشاء عدد من البرك الخاصة بالتعميد على مطل تل مار الياس ليستخدمها الحجاج المسيحيون.

كما اتخذت قرارات لإنشاء كنائس في موقع المغطس لإعادة الحياة الروحانية له وبوشر بإنشاء كنائس الروم الارثوذكس والروم الكاثوليك واللاتين، اللتين دشنهما البابا اليوم، وكنائي الاقباط والانجيلية واللوثرية وبيت الضيافة للحجاج الروس.