الكويت تنتخب غدا البرلمان الجديد
حرب فتاوى ضد المرشحات والتشاؤم سيد الموقف
عامر الحنتولي من الكويت:
في وقت استمرت فيه مناوشات مرشحين وتهديداتهم بالعودة الى الإستجواب في حال أقرت الحكومة المقبلة أي قوانين لمشاريع مثيرة للجدل، عاد التشاؤم ليصبح سيد الموقف في الكويت وسط تنام قوي لدعوات عدم التصويت الى أي من المرشحين في إشارة ضمنية الى رفض الشارع الكويتي لطروحات وبرامج غالبية المرشحين الذين يؤثرون اطلاق الوعيد والتهديد ما يعكس مناخا تشاؤميا من قدرة البرلمان الجديد الذي ينتخب غدا على اقامة علاقات تعاون واضحة مع الحكومة الجديدة بغض النظر عن هوية رئيسها الذي يتوقع أن يتحدد خلال 48 ساعة وسط تكهنات متزايدة خول إعادة تكليف الشيخ ناصر المحمد الصباح بتأليف وزارة جديدة ستكون السادسة برئاسته في عهد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.

وتؤثر أطراف كويتية عدة وسم المجلس الجديد بأنه quot;مجلس الفرصة الأخيرةquot; على اعتبار أن الأمير الكويتي فضل في شهر مارس الماضي في اثر صراع مرير بين الحكومة والبرلمان استمرار المسيرة الديمقراطية، وعدم تعليقها بتاتا، إذ قبل استقالة الحكومة برئاسة الشيخ المحمد التي رفضت التعاطي مع ثلاثة استجوابات قدمت تحديدا لمساءلة الأخير، قبل أن يحل الأمير البرلمان، بيد أن الحل كان دستوريا أي عبر المادة (107) التي توجب على الأمير الدعوة لإنتخابات مبكرة في غضون (60) يوما من تاريخ الحل، خلافا لدعوات وتكهنات كثيرة كانت تملأ الأجواء الكويتية حول قرار وشيك للأمير بتعليق العمل بمواد عدة من الدستور الكويتي منها المادة التي تتعلق بإجراء الإنتخابات ثم حل البرلمان وعدم إجراء انتخابات فيما يعرف اصطلاحا هنا في الداخل الكويتي بquot;الحل غير الدستوريquot;.

وعلى بعد ساعات من الإنتخابات التي ستجري بدءا من فجر غد السبت وحتى الساعة الثامنة مساءا مالم تقرر الحكومة مد ساعات الإقتراع في حال ضعف الإقبال والتصويت، تواجه المرأة الكويتية حربا واضحة إلا أنها لا تعرف خصمها الحقيقي إذ تتوقع أكثر من مرشحة كويتية أن تغرق جهات مجهولة وسائل الإعلام الكويتية غدا قبل توجه الناخبين والناخبات الى صناديق الإقتراع بفتاوى عدة تحرم وتحذر من خطورة التصويت للمرأة ضمن المساعي المتزايدة لإسقاط المرأة بعد أن تعاظمت فرص مرشحات عدة للفوز في الإنتخابات المقبلة، إذ يقر أكثر من مرشح في هذه الإنتخابات بأن أكثر من إمرأة ستكون زميلة له في المجلس المقبل، إذ عمد العشرات من المرشحين الى إقامة مقرات نسائية لجلب أصوات الناخبات، فيما عماد آخرين الى إبرام تحالفات معلنة وأخرى غير معلنة مع مرشحات وذلك لضمان الظفر بأصواتهن.

يشار الى أن فتوى كانت قد صدرت عن جهات إسلامية الإسبوع الماضي تحظر فيها التصويت للمرأة، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط النسائية التي اعتبرت الفتوى بأنها ظلامية ومتخلفة وتهدف الى ترهيب الناخبين والناخبات بالدين، فيما قال بعض كتاب الأعمدة أن هذه النوعية من الفتاوى ستقود الى تحويل الكويت الى إمارة إسلامية مثل طالبان في أفغانستان، علما أن الحرب لإسقاط المرشحات لم يقتصر على فتاوى وآراء مناهضة بل تعدى ذلك الى بث مقاطع فيديو لمرشحة كويتية تظهرها أنها تسيئ الى الحجاب الإسلامي، وتهين زوجات الرسول الكريم، وهو ما نفته المرشحة أسيل العوضي التي اعتبرت أن الفيديو ليس سوى مقاطع مبتسرة خلال محاضرتها أمام طلبة مادة التفكير النقدي لطلبة قسم الفسلفة في جامعة الكويت.