إيلاف-قسم الترجمة: ورغم أن قصتنا هي من ساحات القتال فهي لا تخلو من ظرف وطرافة. وكانت إيلاف قد نقلت، وقبل حوالي أكثر من أسبوع، في زاويتها اليومية، أقوال الصحف البريطانية، خبراً طريفاً عن جندي أميركي كان قد خاض إحدى المواجهات ضد قوات الطالبان في شرقي أفغانستان، وهو يرتدي سروالاً قصيراً بلون زهري، كذاك الذي يرتديه الملاكمون، وquot;شبشب بلاستيك ذي الإصبع الواحدةquot;، وأرفقتـْه بتعليق يقول: ربما كان هذا الجندي يعتقد في قرارة نفسه بأنه في مواجهة مع قوات quot;الطالباتquot; وليس quot;الطالبانquot;. وأثار الخبر في حينه موجة من ردود الأفعال المتضاربة، ومن نفس الجندي الذي شعر بخوف شديد من عقوبة صارمة قد تتخذ بحقه نتيجة هذه quot;المخالفة الجسيمةquot;. لكن الخبر تفاعل على غير صعيد، ولاسيما مع نشر الصورة في صدر الصفحات الأميركية، ووصلت أصداؤه إلى أعلى هيئات القرار هناك.

فما هو شعور القائد العسكري عن هذا الجندي حين يسمع أو يرى ذلك وإجراءات الحماية والوقاية تتطلب قدراً عالياً من الجدية والحيطة والاتزان؟ وقد لا تصدق عزيزي القارئ، بأن أكثر ردود الفعل ثناء وإطراء، وحتى إعجاباً، جاءت، ويا للمفارقة، وبالضد من كل تلك التوقعات، على لسان روبرت غيتس، نفسه، وزير الدفاع الأميركي الذي أثنى بقوة على ما قام به الجندي الـعادي جداً وغير المتكلف.

فقد امتدح وزير الدفاع يوم الخميس الجندي الأميركي الذي يخدم في شرق أفغانستان، وشدّ اهتمام وسائل الإعلام، هذا الشهر بعد اندفاعه للذود عن موقعه من هجوم، بينما كان يرتدي سروالاً قصيراً زهري اللون، وشبشب بلاستيك من ذي الإصبع الواحدة. وقد مضى غيتس في الواقع أبعد من ذلك في إطرائه، حين عبـّر عن رغبته برؤية

نهاية مقاتلي نمور التأميل وآخر أخبار غراميات بيرلسكوني

الجندي ومصافحته في المرة القادمة التي سيزور فيها أفغانستان، ومما ورد من ملاحظات معدة لخطاب ألقاه في نيويورك: quot; إن أي جندي يذهب للقتال ضد الطالبان بسروال زهري وشبشب فهو يمتلك نوعاً خاصة من الشجاعةquot;. وأضاف قائلاً: quot; بمقدوري التساؤل عن التأثير الذي سيحدثه ذلك على الطالبان. فقط تخيلوا مشاهدة ذلك: رجل بسروال زهري، وشبشب يضعك في عدسة منظار بندقيته. يا له من إبداع لا يصدق في مجال الحرب النفسيةquot;.

وكان الاختصاصي العسكري زاكاري بويد 19 عاماً، وهو من فورت وورث، تكساس، قد اندفع، بسرعة، من مقر استراحته يوم الحادي عشر من مايو/ أيار الجاري، للانضمام إلى زملاء من فصيلته في القاعدة العسكرية أفغانستان في مقاطعة كومار، بعد أن تعرضت وحدتهم إلى إطلاق نار من مواقع تابعة للطالبان. هذا وقد كان أحد مصوري الأخبار قريباً ليلتقط الصورة لبويد وهو واقف خلف ستار معتمراً خوذته، مع درع واق، وquot;تي شيرتquot; أحمر اللون، إضافة للسروال الـذي أصبح أكثر شهرة من مارلين مونرو وكارلا بروني وأوباما، والمزركش بعبارة: quot; أنا أحب نيويوركquot;.

quot; وأؤكد لكم بأن وظيفة الاختصاصي بويد، هي في واقع الأمر، في أمان تامquot;. جاء هذا من تعليق لغيتس في الخطاب المقرر أن يلقيه مسؤول الدفاع الأول في نيويورك في حفل العشاء في الذكرى السنوية لمناسبة quot;تحية إلى الحريةquot;. إذ كان بويد قد قال لوالديه، في وقت سابق، حين وجدت الصورة طريقها إلى الصفحة الأولى من النيويورك تايمز، بأنه قد يفقد وظيفته فيما لو رآه الرئيس باراك أوباما من دون زيه الرسمي.

وفي الحقيقة لا ندري أين ذهب السروال الرسمي للجندي، ولا يمكن لنا، بدورنا، الجزم فيما إذا كان قد quot;اختفىquot; بفعل الخوف أم بفعل النسيان والتسرع والاندفاع، لمواجهة الطالبان، كما جاء في الأخبار. غير أن الحكمة من ذلك كله، أنه يعتقد، وبعد هذا الموقف الرسمي المتسامح والمتهاون من قبل وزير الدفاع الأميركي بالذات، فلن يبالي الجنود الأميركان، ولن يخافوا، أبداً، فيما لو لبسوا أي لون آخر من السراويل، أو فيما لو حاربوا الطالبان أو غيرهم، بالبكيني، ربما، في المرات القادمة. هل يمكن تخيل ذلك؟ ما علينا سوى الانتظار وترقب المزيد من الغرائب والعجائب وquot;القفشاتquot; من جنود العم سام في ساح الوغى والقتال. ويبقى السؤال الأهم ألم تجد وزارة الدفاع الأميركية سوى quot;لبـّيسةquot; السروايل الزهرية لتقاتل بهم الطالبان؟

وquot;عيش كتير بتشوف كتيرquot;.

إعداد: نضال نعيسة