دمشق: دعا الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي اليوم السبت في دمشق الى رفض الحلول quot;المفصلةquot; في الخارج لمشاكل المنطقة، موضحا انها quot;لا تناسب شعوبناquot;. وقال الاسد في خطابه quot;علينا الا نسمح بانتهاك سيادتنا واستقلالنا، والاستقلال يبدأ من منطقتنا لا من الخارج، ومن خلال مواجهة التحديات التى تفرض علينا اعتمادا على أنفسنا وايجاد الحلول التى تناسبنا وتحقق مصالحناquot;. واضاف الرئيس السوري quot;في المقابل، فنحن نرفض بكل تأكيد أن تفصل الحلول فى الخارج لكى تطرح علينا جاهزة وما علينا سوى التنفيذ، فهذا النوع من التفصيل لن يناسب مقاسنا ولا ذوق شعوبنا ولذلك فالفشل مصيرهquot;.

وقال الاسد ان اسرائيل هي quot;العقبة الاساسية امام السلام المنشودquot; في الشرق الاوسط، مؤكدا ان فشل العمل السياسي في quot;استعادة الحقوق يعطي الحق للمقاومةquot; للعمل من اجل استعادتها. واضاف ان اسرائيل quot;دولة عدوانية المنشأ والنوايا كانت تصور لعقود على انها الحمل الوديع الراغب في السلام مع الذئاب المحيطة به بمن فيهم اصحاب الارض الاصليين من الفلسطينيين. لكن فشل هذه العملية (عملية السلام) حتى اليوم اظهر بشكل صارخ حقيقة ان اسرائيل هي العقبة الاكبر في وجه ذلك السلام المنشودquot;. واضاف الرئيس السوري ان quot;فشل العمل السياسي في استعادة الحقوق الشرعية لاصحابها سيعطي الحق للمقاومة في القيام بواجبها من اجل استعادتهاquot;.

وافتتح وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي اليوم في دمشق الدورة السادسة والثلاثين لمجلسهم التي ستتمحور حول quot;تعزيز التضامن الاسلاميquot; ومناقشة مسألة الاسلاموفوبيا وعملية السلام في الشرق الاوسط. ويشارك في هذه الدورة وزراء خارجية الدول الاسلامية 57 وزير خارجية او ممثلون عنهم ومراقبون من مختلف دول العالم.

ودان الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي في افتتاح الاجتماع جهود تهويد القدس ودعا الى تضافر جهودها من اجل محاكمة quot;من ارتكب الجرائم في غزةquot;. وقال احسان اوغلي ان quot;القدس الشريف والمسجد الاقصى يتعرض لحملة شرسة تهدف الى تهويدها وطمس الهوية العربية فيهاquot;.

ودعا الى quot;تسارع دعم صمود هذه المدينة المقدسة واهلها سياسيا ومادياquot;. وتحدث احسان اوغلي عن زيارته غزة، موضحا انه رأى quot;جرائم حرب مشهودة واستخدام اسلحة محرمة دولياquot;، داعيا الى تضافر quot;جهودنا لمحاكمة من ارتكب هذه الجرائمquot;. وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي اعلنت في بيان ان اجتماعها الوزاري سيبحث في quot;مشروع حول الدور المقبل للمنظمة في حفظ السلام وتسوية النزاعات بين الدول الاعضاءquot;، موضحة ان quot;هذا المشروع ياتي من حاجة العالم الاسلامي الى قوة حفظ سلام لان عددا كبيرا من النزاعات تجري فيه ولان الدول الاعضاء هي من كبار المساهمين في قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدةquot;.

كما سيبحث هذا الاجتماع مجمل المسائل التي تهم الدول الاعضاء من دارفور الى الصومال مرورا بالمسالة الفلسطينية. وتضم منظمة المؤتمر الاسلامي 57 دولة يعيش فيها نحو 1,3 مليار نسمة. وانشئت منظمة المؤتمر الاسلامي في 1969 اثر احراق المسجد الاقصى في القدس، وتعد ثاني اكبر منظمة حكومية دولية بعد الامم المتحدة وتضم 57 دولة بالقارات الاربع.