عامر الحنتولي من الكويت: تقول أطراف كويتية مطلة على الحوار الذي تجريه لجان حكومية فنية عراقية وكويتية بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين أن الخلاف تطور في الأيام الأخيرة بسبب إقحام الوفد العراقي قضايا سياسية في صلب قضية فنية محددة ومتفق على نقاشها منذ زمن بعيد، إلا أن الوفد الكويتي أبلغ الوفد العراقي أن مسألة ترسيم الحدود ليست متداخلة أبدا مع قضايا أخرى عالقة بين الكويت والعراق مثل استحقاق الدين العراقي للكويت، وأن كل قضية تبحث على حدة وعبر لجان منفصلة تعمل بتوجيهات القيادة السياسية، في إشارة ضمنية الى اقتراح عراقي مقايضة ديونه المالية للكويت بالحدود البحرية معها.

و رغم أن الحكومة الكويتية لا تزال تبعد ملف الخلاف مع الجانب العراقي عن متناول وسائل الإعلام خشية حصول قصف اعلامي متبادل يعمق الأزمة السياسية مع الجار الشمالي، إلا أن أزمة ترسيم الحدود في طريقها للتطور السياسي نحو الأسوأ مع تعالي أصوات في مجلس الأمة الجديد ترفض صراحة اسقاط أي جزء من الديوان الكويتية على العراق، أو مبادلة أجزاء منها بالحدود البحرية، على اعتبار أن الديون مثبتة بالوثائق، وكذلك أموال التعويضات المالية للكويت عن فترة الغزو العراقي لللكويت قبل نحو 19 عاما، وهي التعويضات التي صادق عليها الأمم المتحدة عبر قرار لمجلس الأمن الدولي قبل سنوات.

ورغم تطور العلاقات الكويتية العراقية الملحوظ في الأعوام الأخيرة التي تلت سقوط النظام العراقي السابق بقيادة البعثي صدام حسين عام 2003، إلا أن العديد من الملفات والنقاط الخلافية بين البلدين لا تزال عالقة وسط موجات من التأجيل من الجانب العراقي لحل تلك الأزمات والإتفاق على حسم دائم لها، إذ كثيرا ما يتعلل ساسة العراق بالتطورات الأمنية الداخلية كذريعة لعدم عقد لقاءات حكومية عبر لجان فنية بين البلدين، إذ لا يزال ملف الديون الكويتية على العراق أبرز عقبة بين البلدين، ففي وقت تشكك فيه أطراف كويتية عدة في جدية الحكومة في تحصيل هذه الديون، يؤكد ساسة كويتيين أنهم لا يملكون الحق في اسقاطها أو التنازل عن أجزاء منها دون الرجوع الى الشعب الكويتي عبر ممثليه في مجلس الأمة.

يشار الى أن رئيس الوزراء الكويتي المكلف الشيخ ناصر المحمد الصباح كان على وشك القيام بزيارة تاريخية الى العراق في شهر مارس آذار الماضي، وهي أول زيارة لمسؤول كويتي على هذا المستوى الى العراق منذ عام 1990، إذ أعدت بغداد برنامجا حافلا لزيارة الشيخ المحمد الى أن استقالة حكومته وحل مجلس الأمة في الشهر ذاته حالا دون اتمام الزيارة، بيد أن وزير الخارجية في الحكومة السابقة الشيخ محمد صباح السالم الصباح قام بزيارة أواخر شهر يناير كانون الثاني الماضي الى بغداد قيل وقتذاك أنها استهدفت التحضير لزيارة رئيس الوزراء وتحضير أجندة زيارته، علما أن الكويت أرسلت أواخر العام الماضي سفيرا لها الى العراق هو علي المؤمن القائد السابق للجيش الكويتي.