بروكسل: رأت مجموعة الأزمات الدولية اليوم الثلاثاء ان بإمكان الولايات المتحدة وإيران البدء بحوار طويل المدى بهدف تقليل مخاطر المواجهة بينهما.

وأصدرت المجموعة التي تتخذ من بروكسل مقرا تقريرا اليوم بعنوان:

quot;الانخراط الأميركي الإيراني :وجهة نظر من طهران quot;، يفحص احتمالات التقارب استنادا إلى مقابلات مع مسؤولين إيرانيين ومحللين.

وجاء في التقرير ان مسألة قيام علاقات طبيعية حقيقية بين الولايات المتحدة وإيران قد تكون بعيدة المنال حاليا.لكن الطرفين يمكنهما انجاز هدف أكثر واقعية :البدء بحوار طويل المدى يقلل إلى أدنى حد مخاطر المواجهة بينهما مع العمل على مناطق المصالح المتبادلة.

وأشار التقرير إلى ان التفاؤل الحذر الحالي بتحسين العلاقات مضمون جزئيا- وهذه أكثر لحظة واعدة خلال جيل .لكن التوقعات من الجانبين تبدو غير ملائمة فيما تبقى الفجوة بين مواقفهما كبيرة .

وقال محلل الشؤون الإيرانية في المجموعة فريديرك تيليير quot;بسماع حجج إيران نجد بذور سوء تفاهم محتمل quot;.وأضاف quot;لكن معرفتها (الحجج) يعني ان بإمكان المفاوضين محاولة إنهاء الخلافات قبل ان تستفحلquot;.

ويضيف التقرير ان هدف إيران ثلاثي الأبعاد :حوار واسع مع الولايات المتحدة يغطي المواضيع الثنائية والإقليمية؛و التعاون المستهدف في ملفات إقليمية محددة وبخاصة العراق وأفغانستان ؛والحقيقة المتواصلة حول الخلافات العميقة والتنافس الاستراتيجي الشامل. بكلمات أخرى فان ما تسعى إليه هو إدارة أفضل وأكثر تنظيما للخلافات ومنافس محترم.

وأشار إلى ان العقوبات تحدث مفعولها حيث تواجه إيران مأزقا اقتصاديا خطيرا.لكن لا يحتمل ان يؤدي هذا إلى تغيير ذو معنى في السياسة. فالاعتبارات الاقتصادية لها تأثير طفيف على صناعة القرار حول المواضيع الإستراتيجية في إيران.

ويضيف انه بالرغم من كل منافعه ،فان التطبيع مع واشنطن ستترتب عليه تكلفة سياسية كبرى للنظام.فكلما كان التوتر مع واشنطن اكبر كلما كان أسهل للنظام حشد التأييد ،وقمع المنشقين وتوسل الوحدة الوطنية ضد عدو مشترك. بطريقة مماثلة فان التنافس الداخلي بين مختلف القوى سيعقد الانخراط.

وقال مدير برنامج المجموعة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا روبرت مالي quot;العقبات كبيرة أمام تطبيع العلاقات .رؤية إيران لنهاية اللعبة سواء في ما يتعلق ببرنامجها النووي او علاقاتها بالمجموعات العربية المقاتلة تتناقض مع رؤية واشنطن ،وليس هناك أي ضمان بان النظام المحلي الإيراني سيفضل تغيرا حقيقيا في العلاقةquot;.

وأضافquot;لكن هذه الخلافات تجعل من الأكثر أهمية ان تبدأ الجهود الأميركية بحكمة ،وان تأخذ الإدارة الأميركية بعين الاعتبار وجهات نظر إيران ،حتى ولو لم تقبلهاquot;.