نضال وتد تل أبيب: بين خيارات إسرائيل المرتقبة وفق خطاب نتنياهو، الأحد المقبل في جامعة بار إيلان اليمينية، وخيارات إيران في انتخابات الرئاسة اليوم، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مصدر سياسي رفيع المستوى، أن إسرائيل تفضل فوز أحمدي نجاد في الانتخابات في إيران، فيما اختلف محللو الشؤون الحزبية والسياسية بخيارات نتنياهو في ظل الاعتبارات الحزبية الداخلية، التي عليه أخذها بالحسبان، مقابل الاعتبارات السياسية الدولية والحفاظ ليس فقط على الحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وإنما أيضا على تعاون وثيق مع إدارة أوباما، منوهة إلى quot;تاريخ العلاقات المشوب بالتوتر بين نتنياهو وآل كلينتون.
إلى ذلك أبرزت الصحف الإسرائيلية قضية قرار محكمة عسكرية إسرائيلية ، خفض رتبة الكولونيل تمير تشيكو على خلفية حادث طرق، وسحب رخصة القيادة منه مما حدا بجنرال سابق إلى القول إن إسرائيل هي دولة quot;تأكل ضباطهاquot;.
هآرتس: نتنياهو يستشير، أديبين قبل وضع خطابه
كشفت صحيفة هآرتس، ألنقاب عن قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيامين نتنياهو، أمس الأول، بلقاء الأديبين الإسرائيليين، دافيد غروسمان، المعروف بمواقفه اليسارية جدا، وأيال ميجد، وذلك في إطار المشاورات التي يجريها قبل وضع نص خطابه الذي سيلقيه الأحد في جامعة بار إيلان، وأن اتفق مع الاثنين على عدم الإفصاح عما دار في اللقاء.
وقالت الصحيفة إن ذلك يشير إلى الأهمية التي يوليها نتنياهو لخطابه السياسي، وهو أول واشمل خطاب سيلقيه نتنياهو منذ فوزه في الانتخابات، والذي سيكون عمليا بمثابة الرد على مطالب الولايات المتحدة. وقال أحد رجال نتنياهو : إن نتنياهو يولي أهمية قصوى لهذا الخطاب، لدرجة أن ولاية نتنياهو ستبدأ عمليا مساء الأحد بعد إلقاء الخطابquot;.
وقالت الصحيفة: quot; إن نتنياهو جند طاقما خاصا مهمته وضع إطار للخطاب من خلال المناورة بين طرح خطة سياسية يتبناها الأميركيون، وبين الحفاظ على سلامة الائتلاف الحكومي اليمينيquot;. وأضافت تقول إن quot;مستشاري نتنياهو الذين تحدثوا في الأيام الأخيرة مع وزراء وأعضاء كنيست في الليكود، نقلوا رسالة مفادها أن الخطاب لن يتجه بقوة نحو مواقف اليسار، وإنما سيكون بصياغة تمكن رجال اليمين في الليكود من التعايش معه بسلامquot;، ووفقا للتقديرات( راجع المقابلة الحصرية في إيلاف مع مساعد نتنياهو طيلة عشر سنوات، عضو الكنيست أوفير أكونيس، ن.و) سيدعو نتنياهو في خطابه إلى إطلاق مفاوضات مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة، من خلال ارتكازه إلى خطته السياسية بشأن خارطة الطريق التي تنتهي quot;بدولتين لشعبين) دون أن يضطر نتنياهو إلى أن يذكر بصريح العبارة التزامه بمبدأ quot;الدولتينquot;. وسيطلب نتنياهو من الفلسطينيين تبادلية في التعامل واعترافا منهم بإسرائيل كوطن للشعب اليهوديquot;.
معاريف: انتخابات مصيرية في إيران وإسرائيل تفضل نجاد
جاء العنوان الرئيسي لصحيفة معاريف غريبا للوهلة الأولى، إذ كتبت الصحيفة على لسان مصدر سياسي رفيع المستوى أن إسرائيل تفضل أحمدي نجاد على خصمه موساوي. وكتبت الصحيفة في عناوينها الفرعية إنه في الوقت الذي ينتخب فيه الإيرانيون رئيسا لهم، يدعون في القدس إن أحمدي نجاد، هو المرشح المفضل بالنسبة لإسرائيل والسبب هو أنه وبالذات فإن الرئيس الإيراني المتطرف الذي يدعو لإبادة إسرائيل هو الذي سيساعد إسرائيل في إقناع المجتمع الدولي للتحرك ضد مشروع الذرة الإيراني.
وقالت الصحيفة في حيثيات الخبر: quot;إنه يكره إسرائيل، ينكر المحرقة، ويعمل لتطوير مشروع الذرة الإيراني، ولكن في يوم الانتخابات الرئاسية في طهران ، يعتقدون في القدس إن الرئيس الحالي ، محمد أحمدي نجاد هو المرشح الأفضل للمصالح الإسرائيلية.quot; يفضل أن يتم انتخابه هوquot; قال مصدر سياسي رفيع المستوى لمعاريف وأضاف الاعتقاد السائد عندنا هو أن أحمدي نجاد يقول ما في قلبه، بماذا يختلف الآخرون عنه، أنهم أكثر لطفا، لكنهم يفكرون مثله تماماquot;.
يدعون في إسرائيل أن أحمدي نجاد، وهو مخطط مدن في الأصل، وضابط سابق في الحرس الثوري، يعكس بصورة شفافة للغاية مواقف القيادة الإيرانية، ولذلك فهو يسهل على المجتمع الدولي فهم هذه المواقف. وأكد المصدر السياسي لمعاريف أن هذه هي الفرضية الأساسية المقبولة على كافة الأجهزة والجهات الإسرائيلية المهتمة بالملف الإيراني.
وفي هذا السياق دعا المحلل السياسي، بن كاسبيت في معاريف اليوم، كل من له أصدقاء في إيران، أن يحثهم على انتخاب أحمدي نجاد قائلا إن ذلك في صالح إسرائيل. quot;إذا هزم أحمدي نجاد سنشتاق غليه، فليس هناك من هو قادر على خدمة المصالح الإعلامية والدعائية لدولة إسرائيل أفضل منه. فحملته لإنكار المحرقة، وتصريحاته غير المتوقفة بشأن ضرورة محو إسرائيل من الخريطة، ودسائسه السياسية والتطرف المجنون الذي نضح خلال ولايته ساعد في إيضاح وتجسيد الخطر الكامن في مشروع الذرة الإيراني أفضل من كل شريط دعائي آخرquot;.
يديعوت أحرونوت: معضلة نتنياهو
مع أن يديعوت أحرونوت خصصت صفحتها الأولى، لقرار المحكمة العسكرية بحق الليفتانت كولونيل تمير بسبب حادث طرق وخرقه quot;لمنظومة القيم والسلوكيات المطلوبة من ضباط الجيش الإسرائيليquot;، إلا أنها أسهبت بدورها في الحديث عن الانتخابات في إيران، ذاهبة على القول وعلى لسان اليهود الذين هاجروا من إيران إلى إسرائيل، إن لدى هؤلاء، الذين عاشوا في غيران طويلا قناعات تامة بأن أحمدي نجاد هو الأفضل للمصالح الإسرائيلية فمواقفه المعلنة وتصريحاته العدائية ضد إسرائيل تسهل على الدعاية الإسرائيلية ضد إيران ، وهذا هو الموقف المسيطر عمليا في إسرائيل.
إلى ذلك خصص المراسل السياسي للصحيفة شيمعون شيفر مقالته اليوم للتأكيد على أن نتنياهو لا يعرف بعد، ما الذي سيقوله في خطابه الأحد. وقال شيفر إنه عندما أعلن نتنياهو عن عزمه إلقاء خطاب سياسي الأحد ردا على المطالب الأميركية، فقد عملت العواصم المختلفة من واشنطن وحتى القاهرة ساعات إضافية في محاولة للتكهن بما سيقوله نتنياهو، لكن نتنياهو نفسه لم يكن يعرف عند إعلانه ما الذي سيقوله في خطابه.
وبحسب شيفر فإن نتنياهو يتمزق بين موقف مجموعة من المقربين تدعوه إلى إعلان تبني خارطة الطريق، ومواصلة العمل وفق مبادئه ومواقفه، ليترك إحباط مبادرة أوباما للجانب العربي ، فيما يدعوه المعسكر الآخر على التمسك بمواقفه ومبادئه، ومواصلة العمل في البناء في المستوطنات ومعارضة إقامة دولة فلسطينية، وبذل يدرك خصومك أنك قائد قوي الشكيمة، وسيضطرون في نهاية المطاف على تقدير صمودك في وجه الضغوط الأميركية.
ويقول شيفر إن نتنياهو يتخبط بين هذين الموقفين، خصوصا وأن بيرس وغيهود براك يمارسان عليه ضغوط هائلة للتجاوب مع الأميركيين، لكن نتنياهو لغاية الآن لم يكتب خطابه بعد، فيما يصر المقربون منه أن خطابه سيكون خطابا لا ينسى.