روما: يعتزم الزعيم الليبي معمر القذافي التركيز الجمعة على حقوق المرأة في ختام زيارة كانت موضع جدل الى ايطاليا القوة الاستعمارية السابقة، اتهم خلالها الولايات المتحدة بانها سلمت العراق لتنظيم القاعدة.
ويلتقي القذافي الذي يؤكد تمسكه بحقوق المرأة الجمعة 700 سيدة من اوساط الاعمال والسياسة والثقافة في اليوم الاخير من زيارة quot;تاريخيةquot; لايطاليا استمرت ثلاثة ايام واكد فيها ان quot;صفحة الماضي طويت وفتحت صفحة صداقة جديدةquot;.
واوضحت وزيرة تكافؤ الفرص مارا كارفانيا ان القذافي طلب عقد اللقاء مع نساء ايطاليات بارزات، موضحة انه سيتيح فرصة لاستعراض quot;وضع المرأة في افريقيا وعلى الاخص في ليبياquot;.
واتهم الزعيم الليبي الخميس الولايات المتحدة بانها سلمت العراق لتنظيم القاعدة باطاحتها رئيسه صدام حسين.
وقال القذافي في خطاب القاه امام اعضاء في مجلس الشيوخ الايطالي quot;كان العراق حصنا في وجه الارهاب، لم يكن من الممكن للقاعدة الدخول اليه بوجود صدام حسين. اما الان وبسبب التدخل الاميركي، فقد بات العراق مساحة مفتوحة للقاعدةquot;.
وتطرق القذافي الذي اقر نظامه بمسؤوليته في اعمال تفجير في الثمانينات، الى القصف الاميركي على ليبيا الذي ادى الى سقوط عشرات القتلى بينهم ابنته بالتبني عام 1986، فاتهم واشنطن بانها تصرفت quot;مثل اسامة بن لادنquot; زعيم القاعدة.
وتساءل quot;ما هو الفرق بين الهجوم الاميركي على منازلنا واعمال القاعدة الارهابية؟quot;
واثارت تصريحات القذافي (67 عاما) الذي فرش له البساط الاحمر عند وصوله الاربعاء الى ايطاليا، ارتباكا بين المسؤولين الايطاليين الذين سعوا لتأكيد روابط بلادهم الوثيقة مع واشنطن.
وقال وزير الخارجية فرنكو فراتيني quot;ان كنا نستقبل معمر القذافي، فهذا لا يعني اننا نوافق على كل ما يقولهquot;.
واضاف دانييلي كابيتسوني المتحدث باسم حزب شعب الحرية بزعامة رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني انه مهما قال القذافي ضد واشنطن quot;لا يمكن لاي شيء ان يطعن في ما تكنه ايطاليا للولايات المتحدة من صداقة وامتنان واعجابquot;.
وقال الزعيم الليبي الذي عاد تدريجيا الى صفوف الاسرة الدولية بعدما اعلن عام 2003 تخلي بلاده عن برامج اسلحة الدمار الشامل، ان ليبيا لم تكافأ على قرارها هذا.
وكانت ليبيا قبلت بمسؤوليتها القانونية في عملية تفجير طائرة تابعة لشركة بان اميركان عام 1988 فوق مدينة لوكربي الاستكتلندية في عملية تسببت بمقتل 270 شخصا ودفعت تعويضات بقيمة 1,8 مليار دولار لعائلات الضحايا.
وقال القذافي quot;اننا ضد الارهاب وندينه، لكن علينا ان نسعى لفهم الاسباب خلف هذه الظاهرة الخبيثةquot;.
واضاف مشددا quot;علينا التحدث حتى الى الشيطان ان اقتضى الامر لمحاولة فهم الارهابquot;.
وجاءت مواقف القذافي قبل زيارة مقررة لبرلوسكوني الى واشنطن الاثنين لاجراء محادثات مع الرئيس الاميركي باراك اوباما.
والتقى الزعيم الليبي لاحقا الخميس طلابا في جامعة لا سابيينزا في روما وقد اثارت هذه الزيارة احتجاجات بين الطلاب ادت الى احتكاكات مع قوى الامن.
ورفعت لافتة احتجاجا على زيارة القذافي كتب عليها quot;تاجر الموتquot;.
وكان القذافي اعاد فتح سجلات الماضي الاستعماري خلال مؤتمر صحافي مشترك الاربعاء مع برلوسكوني فقال quot;ارتكبت العديد من الجرائم في تلك الحقبة وابعد الاف الاشخاصquot;.
وتعليقا على اتفاقية صداقة تم التوصل اليها العام الماضي بين البلدين لتصفية حسابات ثلاثين عاما من الاستعمار الايطالي لليبيا (1911-1942) وتعهدت روما بموجبها دفع تعويضات لليبيا بقيمة خمسة مليارات دولار على شكل استثمارات على السنوات ال25 المقبلة، قال القذافي quot;لا يمكن التعويض على ما الحقته ايطاليا الاستعمارية بالشعب الليبيquot;.
وفي خطوة مثيرة للجدل، علق الزعيم الليبي على صدره وهو يسير على البساط الاحمر في مطار تشيامبينو صورة لعمر المختار ابرز رمز للمقاومة الليبية ضد الاستعمار لدى اعتقاله العام 1931 في ليبيا.
ولقيت زيارة القذافي تنديدا في الصحف الايطالية وكتبت صحيفة الاعمال ايل سولي 24 اوري الخميس quot;لا يمكن تبرير تناسي تاريخ الزعيم الليبي بدواعي المصلحة العلياquot; واصفة القذافي بانه quot;احد اسوأ المستبدين الحاكمين حالياquot;.
واثنى القذافي على برلوسكوني لتوقيعه اتفاق الصداقة مع طرابلس في اب/اغسطس مشيدا بquot;شجاعته في اتخاذ هذا القرار التاريخي بالاعتذار للشعب الليبيquot; عن الاحتلال والاستعمار.
وقال ان المعاهدة quot;ليست مسألة حسابات او دولارات بل مسألة مبادئquot; مضيفا quot;نامل ان تقتدي دول استعمارية اخرى بايطالياquot;.
ويشارك القذافي الشهر المقبل في قمة مجموعة الثماني في ايطاليا بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي.