quot;ايران

طهران: حافظ الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد على صدارة المرشحين في الفرز الاولي لاصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية الايرانية.

واعلن مجتبى هاشمي المسؤول عن حملة احمدي نجاد في تصريح نشرته السبت وكالة فارس للانباء، ان الاصوات التي حصل عليها احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي اجريت الجمعة تزيل quot;كل شكquot; في فوزه. وقال هاشمي ان quot;الفارق بين عدد الاصوات التي حصل عليها احمدي نجاد وتلك التي حصل عليها منافسوه يعني ان اي شك في فوزه سيعتبره الرأي العام شكلا من اشكال المزاحquot;.

وفي الساعة 00,20 ت غ، حصل احمدي نجاد على 65,69% من الاصوات بعد فرز 72% من صناديق الاقتراع، كما ذكرت وزارة الداخلية في مقابل 31,44% لمنافسه الابرز مير حسين موسوي الذي كان اعلن فوزه لدى انتهاء عمليات التصويت.

وقد تضاربت الانباء في وقت سابق بشان نتائج الانتخابات بعد وقت قصير من اغلاق مراكز الاقتراع الجمعة حيث اعلن كل مناحمدي نجاد وخصمه مير حسين موسوي فوزه في الانتخابات الرئاسية الايرانية بعد يوم من المشاركة الكثيفة غير المسبوقة في الاقتراع.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية quot;على اساس المعلومات التي جمعتها، حصل الدكتور احمدي نجاد (52 عاما) على اغلبية الاصوات ليصبح الفائز الاكيد في الانتخابات الرئاسية العاشرةquot;.

من جانبه، أعلن مسؤول ايراني كبير سابق لا يزال مقربا من الحكم ان نجاد فاز بولاية ثانية بحصوله على اكثر بقليل من 50% من الاصوات. وقال آغا محمدي المتحدث السابق باسم المجلس الاعلى للامن القومي والذي لا يزال قريبا من الحكم انه quot;بحسب المعلومات التي بحوزتنا، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 70% واحمدي نجاد سيحصل على اكثر بقليل من 50% من الاصواتquot;.

واكد محمدي ان الرئيس المنتهية ولايته quot;يتصدر النتائج في القرى التي تشكل ثلث الناخبين، وفي المدن المتوسطة التي تشكل ثلثا ثانيا من الناخبينquot; مضيفا أن quot;اما في المدن الكبرى، فبعض المناطق هي ل (مير حسين) موسوي ومناطق اخرى لاحمدي نجادquot;.

و كان مير حسين موسوي (67 عاما) قد اعلن فوزه في الانتخابات امام الصحافيين. وقال موسوي وهو يتلو بيانا على الصحافيين quot;طبقا للمعلومات التي وصلتنا انا الفائز في هذه الانتخابات بفارق كبيرquot;، على الرئيس المنتهية ولايته. واضاف quot;اشكر الحضور الرائع للناخبين (...) جاء اشخاص لم يأتوا من قبل الى صناديق الاقتراع والجميع رأوا ذلك. لقد تشكلت طوابير انتظر فيها الناس طيلة ساعتين او ثلاث ساعات للاقتراعquot;. واتى تصريح موسوي بعدما اعلن احد مساعديه لوكالة فرانس برس ان المرشح المحافظ المعتدل فاز ب65% من الاصوات.

وفي البيان الذي تلاه على الصحافيين، اكد موسوي ان فرق حملته quot;لاحظت في بعض المدن مثل شيراز واصفهان وطهران عددا غير كاف من بطاقات الاقتراعquot;. واكد ان quot;بعض مقارنا تعرضت لهجمات. سالاحق وبدعم من الشعب الاشخاص الذين يقفون وراء هذه الاعمال غير القانونيةquot;. وتابع quot;نتوقع ان يجري فرز الاصوات بشكل صحيح وان نتمكن من تنظيم حفلة بعد ذلك. يجب احترام ارادة الشعبquot;.

الى ذلك، ذكر شاهد من رويترز ان الشرطة الايرانية فضت تجمعا لعدة مئات من انصار مير حسين موسوي في احد ميادين طهران في ساعة متأخرة ليل الجمعة. ووقع الحادث بعد ان قالت لجنة الانتخابات ان الرئيس محمود احمدي نجاد متقدم بشكل قوي على موسوي في عمليات الفرز المبكرة للاصوات بعد . وقال الشاهد ان الشرطة تدخلت ضد حشد من انصار موسوي تجمعوا في ميدان فاطمي بطهران بعد التنبيه عليهم بضرورة ان يتفرقوا.وحظرت الشرطة التجمعات في الشوارع الى ان يتم اعلان النتائج الرسمية للانتخابات ولكن شاهدا اخر من رويترز قال ان عشرات من انصار احمدي نجاد احتفلوا في احد شوارع طهران ملوحين بالاعلام وقد امسك بعضهم بشموع.

اوباما يأمل بحوار مع ايران أيا كان الفائز في الانتخابات الرئاسية
من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي باراك اوباما الجمعة عن الأمل في ان يساعد النقاش الجدي الذي ترافق مع الانتخابات الرئاسية في ايران على البدء بحوار مع طهران أيا كان الفائز بالانتخابات.

وقال اوباما تعليقا على الانتخابات الرئاسية الإيرانية quot;كائنا من كان الذي سيفوز في الانتخابات في نهاية الأمر، نأمل ان يخدم النقاش الجدي في ايران قدرتنا على البدء بحوار معهم بطرق جديدةquot;.واضافquot;بعد الخطاب الذي ألقيته في القاهرة حاولنا ان نرسل لهم رسالة واضحة بأننا نعتقد ان هناك إمكانية للتغيير. وفي النهاية القرار للإيرانيين، لكن تماما كما كان صحيحا في لبنان،فان ما يمكن ان يكون صحيحا في ايران هو انك ترى الناس ينظرون الى إمكانات جديدةquot;.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وصفت في وقت سابق نسبة المشاركة الكبيرة في الانتخابات الإيرانية بأنها إشارة إيجابية. وأضافت quot;مثل جميع الناس خارج إيران وداخلها، سننتظر النتائجquot;.

اقبال غير مسبوق على التصويت

وكانت الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي انطلقت اليوم الجمعة شهدت إقبالاً كثيفاً على التصويت . ووقف الناخبون الايرانيون في طوابير طويلة بانتظار الادلاء باصواتهم في هذه الانتخابات الحاسمة التي شهدت منافسة حامية بين احمدي نجاد وموسوي. وتم تمديد مدة التصويت عدة مرات نظرا للاقبال الشديد على الاقتراع في اكثر الانتخابات تنافسية منذ الثورة الاسلامية قبل 30 عاما، حسب مسؤولين.

وقال عضو مجلس صيانة الدستور محسن اسماعيلي ان quot;نسبة المشاركة جيدة واتوقع ان تكون (...) على الاقل 70%quot;.

من جهته، اوضح وزير الداخلية صادق محصولي quot;اعتقد ان النتائج الاولية ستعلن لوسائل الاعلام بعد صلاة الفجرquot; التي تقام عند الساعة الرابعة (23,30 تغ من الجمعة).

وستجرى دورة ثانية من الانتخابات اذا لم يفز اي من المرشحين باكثر من خمسين بالمئة من اصوات الناخبين.

وسلطت الانتخابات الاضواء على الانقسامات العميقة في ايران بعد اربع سنوات من حكم احمدي نجاد الذي تسبب خطابه المتشدد في المزيد من عزلة بلاده عن الغرب. كما تعرض للانتقادات داخل بلاده بسبب سياساته الاقتصادية.

وتنافس في الانتخابات مرشحان اخران هما رئيس البرلمان السابق الاصلاحي مهدي كروبي والرئيس السابق للحرس الثوري الايراني المحافظ محسن رضائي، الا انهما لا يتمتعان بفرص كبيرة للفوز.

ويتردد المحللون في التكهن بفائز في الاقتراع ويقولون ان الانتخابات يمكن ان تعكس ما حصل في 2005 عندما حقق احمدي نجاد الذي لم يكن معروفا في ذلك الوقت فوزا مفاجئا في الدورة الثانية، متغلبا على رجل الدين النافذ اكبر هاشمي رفسنجاني.

ويؤيد معظم الشباب والشابات في المدن الكبرى موسوي فيما يحظى احمدي نجاد، الذي وعد بمساعدة الفقراء والقضاء على الفساد، بدعم قوي من البلدات الريفية والقرى.

وقال ايوب مهرابي الموظف البالغ من العمر 28 عاما quot;احمدي نجاد هو الاكثر كفاءةquot;.

ووعد المرشحان الرئيسيان بمستقبل افضل للبلاد عند ادلائهما بصوتيهما، حيث حيا احمدي نجاد الجموع الغفيرة التي تجمعت عند مراكز الاقتراع التي اصطفت امامها الرجال والنساء في صفين منفصلين.

وجرى التصويت كذلك في العراق، وكذلك في الامارات العربية المتحدة حيث تعيش ثاني اكبر الجاليات الايرانية في العالم بعد الولايات المتحدة.

وبعث موسوي برسالة مفتوحة الى المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي يحثه فيها على حماية صناديق الاقتراع، محذرا من مخاطر حدوث quot;اعمال غير قانونيةquot; وزاعما ان مراقبيه منعوا من دخول مراكز الاقتراع.

وقال وزير الداخلية صادق حصولي انه quot;لم يتم الابلاغ عن اي مخالفات حتى الانquot;.

ويتابع المجتمع الدولي الانتخابات الايرانية باهتمام كبير، حيث ان الرئيس الايراني المقبل سيتسلم مهامه في لحظة حاسمة في السياسة الايرانية الخارجية.