هدموا وأحرقوا بيته وبقي وحيدًا في المحكمة:
المتّهم بتمزيق القرآن في صنعاء لا يجد من يدافع عنه

علي عبدالجليل من صنعاء: لا تبدو محنة المتّهم بتمزيق القرآن الكريم في صنعاء عبدالملك البيضاني تشبه أي محنة، فإذا كان بعض الجيران قد شهدوا عليه بتمزيق القرآن وهو غاضب أثناء مشاجرة بيه وبين شقيقه، فإن غضب الآخرين لم يتوقف تجاه المتهم منذ منتصف إبريل الماضي، فقد قام متشددون بهدم منزل المذكور وحرقه إلى جانب حرق سيارته، وتم بعدها القبض عليه وسجنه والتحقيق معه ومحاكمته في جلسات لم تنته حتى الآن؛ كما لم تتوقف القضية في هذا المستوى إذْ صعدت واتسعت لتشمل عدة هيئات رسمية وشعبية بدأها مجلس النوّاب في 18 ابريل الماضي بتشكيله لجنة لمتابعة الإجراءات ضد المتهم وإحالته إلى القضاء حيث لم يجد هناك من يدافع عنه، وبقي وحيدًا من كلماته التي أنكر فيها التهم الموجهة إليه قائلاً إن للقرآن ربّ يحميه.

المحامي ياسين العزيزي لم يقل أنّه تخلّى عن المتهم الذي نصبه للدفاع عنه، وإنّما أخبر (إيلاف) أنه انسحب من الجلسة الثانية لأن قاضي محكمة شمال صنعاء المعنية بالنظر في القضية رفض إطلاعه عن ملف الأولويّاتquot;، متسائلاً quot;كيف يمكن الدفاع عن المتهم وقد أصبح هناك حكم مسبق عليهquot;.

ويقف المحامي جمال الجعبي ضد حرق وهدم منزل المتهم ويقول لـ (إيلاف) إن quot;تهديم المنزل وما قاموا به من تصرفات بشعة وغير قانونيةquot;.
ويبدو أن عددًا من المحامين قد تلقوا ضغوطًا من ناشطين سلفيين بعدم الدفاع عن المتّهم.

وإذ وجّهت النيابة العامة تهمة الردّة على الإسلام ضد البيضاني فإن ثورة من الغضب لم تنته، ورافقها تعيين قاضٍ جديد للمحكمة، منذ الجلسة الثالثة لمحاكمة المتّهم، مما أدى إلى تكهنّات عديدة بشأن سير القضيّة.

ولا يخفي بعضهم أن هناك من استغل القضيّة سياسيًا ضد المتّهم من قبل أشخاص لم ترق لهم تصرّفات عائلته في الحارة، وقد قال متشددون إسلاميون لـ (إيلاف) أن quot;الحل هو بتغيير المنكر بالأيديquot;، فيما رفض علماء دين التعليق على ما جرى quot;لكي لا يكون هناك أي تأثير على سير القضيّة في القضاءquot;.

وقال أفراد مقرّبون من أسرة البيضاني لـ (إيلاف) إن حياة المتّهم في خطر إذا ما تم الإفراج عنه، مشيرين إلى أن quot;هناك متشددين يرفضون عودة سكن الأسرة في الحارة وأنهم يهددون بأنّهم سيعاقبون المتهم بنفسهم إذا لم يعاقبه القضاءquot;.

وكان البيضاني قد أنكر في الجلسة الأولى للمحاكمة كل التهم الموجّهة إليه وإعتبرها كاذبة، وقال إنه quot;يؤمن بالله وبكتابه وسنّة رسولهquot;، معتبرًا أن quot;القرآن الكريم تكفّل الله بحفظه إلى يوم القيامةquot;.

وما زالت أسرة البيضاني بلا مأوى بعد أن أقدم ما وصفوهم بالسلفيين المتشددين بهدم المنزل بالجرّافات وإحراق أثاثه، إضافة إلى نهب ممتلكاته من قبل المتجمهرين الذين حضروا.

وفي الوقت الذي تحتجز الأجهزة الأمنية بعض المتّهمين بهدم وحرق منزل الأسرة، طالبت والدة المتهم (مكّية) الجهات القضائية والحكومية بإنصاف أسرتها من المعتدين، خاصة وأن شقيق المتهم صالح البيضاني قد تعرّض هو الآخر للاعتداء كما تم تكسير زجاج سيّارته.