الانتخابات الايرانية في افتتاحية quot;واشنطن بوستquot;
لا حرة ولا نزيهة
إيلاف:
لا احد خارج الأسوار الداخلية لصرح السلطة الايرانية يعرف مَنْ فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة. من الجائز ان غالبية صوتت لإعادة انتخاب محمود احمدي نجاد ، كما يزعم هو. ومن الجائز ايضا ، كما تعتقد جازمة قطاعات واسعة من معارضيه ، ان الانتخابات سُرقت منهم. ما نستطيع ان نقوله بيقين ان الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة. فعندما يختار نظام حكم بصورة اعتباطية أي المرشحين يحق لهم خوض الانتخابات ويغلق صحفا ومواقع الكترونية ومكاتب محطات تلفزيونية ويُسكت الرسائل النصية ويضع المنتقدين وراء القضبان ـ فان مثل هذا النظام ينبغي ألا يتوقع لبياناته عن نتائج الانتخابات أن تحظى بأي احترام.
لذا ينبغي ان تحرص ادارة اوباما ، في خطوة أولى ، على الامتناع عن اطلاق ما يشير الى احترام النتائج أكثر مما تستحق. وان مسؤولي الادارة مصيبون في ردود افعالهم الحذرة وترك العملية تأخذ مجراها. ولكن هناك مبادئ لعل الادارة تدافع عنها حتى الآن بدعم حكم القانون وحرية التعبير الديمقراطي في ايران. وبمقدور الولايات المتحدة ان تجعل من الواضح ان حكومة تريد ان تؤخَذ على محمل الجد من المجتمع الدولي ينبغي ألا تستخدم العنف ضد محتجين سلميا أو تعتقل قادة المعارضة ومؤيديهم أو تشوش على المحطات الاذاعية أو تقطع الطريق على استخدام الانترنت. ويمكن ان تدعو الادارة الى عملية شفافة للنظر في دعاوى المعارضة بحدوث تزوير.
إذا تمكن السيد احمدي نجاد من ترصين فوزه المزعوم سيكون هناك ما يكفي من الوقت لاعداد استراتيجية. فالتعامل مع هيكل السلطة المعقد في ايران دون اسباغ أكثر مما تستحق من الشرعية عليها كان يشكل تحديا على الدوام وسيكون تحديا أكبر الآن. وقال الرئيس اوباما عن صواب ان على الغرب ان يستطلع الامكانات الدبلوماسية قبل السير في طريق تشديد العقوبات أو العمل العسكري. وسيبقى ذلك موقفا صائبا: ينبغي ان تكون الولايات المتحدة مستعدة للتحادث بشأن الرقابة على السلاح ومجالات أخرى تتعلق بالمصلحة القومية مع زعيم ايران الأعلى آية الله علي خامنئي وأي أحد سواه يستطيع ان يمثل سياسة الدولة الخارجية.
لكن ما لا يُنكر الآن ان كثيرا من الايرانيين يرفضون نظام احمدي نجاد والكثير مما يمثله هذا النظام ، في الداخل والخارج. وكشفت الحملات الانتخابية الرئاسية عن تململ شعبي هائل في ايران وأشكال حادة من الاستياء تجاه السياسات الاقتصادية والخارجية والاجتماعية الراهنة ، بما في ذلك قمع المرأة. ومن المستبعد ان تزدهر العلاقات الاميركية ـ الايرانية ما دامت هذه الأعداد الكبيرة من الأصوات مكممة. وكما بدأ السيد اوباما يفعل بخطابه في القاهرة فان على الولايات المتحدة ان تجد طريقة للتحادث مع الشعب الايراني فضلا عن القادة الذين يدَّعون تمثيله.
قسم الترجمة ndash; إعداد عبدالإله مجيد