قراءة في الصحف الاميركية الصادرة اليوم
الموافقة على إعادة فرز الأصوات في إيران لا يطفئ الغليان

إيلاف: تحاول الصحف الأميركية الصادرة اليوم مواكبة التطورات المتسارعة في أزمة الإنتخابات الإيرانية وتغطية جوانب متعددة ترتبط بها إبتداء من الحذر الظاهر في موقف إدارة الرئيس باراك أوباما إلى إنتعاش آمال المغتربين الإيرانيين في الخارج بتغيير النظام مرورا بتضييق النظام الإيراني على الإعلام وسعيه إلى مواجهة المظاهرة بالمظاهرة. ومن متابعات صحف اليوم لقضايا الشرق الأوسط زيارة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر إلى قطاع غزة وعقود العراق النفطية في زمن النظام السابق. كما تواصل الصحف تغطيتها لملفات باكستان وكوريا الشمالية وأفغانستان وقضايا دولية أخرى. داخليا تركز صحف اليوم على مظاهر الأزمة الإقتصادية وآثارها في مناحي الحياة الأميركية ، بما في ذلك الإحتفال بعيد الإستقلال.

في أزمة الانتخابات الايرانية تقول صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; ان القادة الايرانيين اخفقوا في وقف التظاهرات الضخمة احتجاجا على نتائج الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي quot;ولكنهم إذ يجدون انفسهم في موقف دفاعي قدموا تنازلا آخر امام الغضب المستعر قائلين انهم سيوافقون على اعادة فرز محدودة للاصواتquot;. وتضيف الصحيفة ان عرض القادة الايرانيين quot;لاقى رفضا مدويا ، في البداية من سياسيين اصلاحيين قالوا انهم لن يرضوا بأقل من انتخابات جديدة ثم في شوارع العاصمة طهران حيث احتشد انصار المرشح الرئاسي مير حسين موسوي بصفوف متراصة في طابور طوله أكثر من ميل وساروا بصمت في الغالب فيما حمل بعضهم لافتات يسألون فيها quot;أين صوتي؟quot;. وتشير صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الى ان quot;القلق على مستقبل ايران ذات الأهمية البالغة بسبب نفطها وموقعها بجوار العراق وافغانستان وبرنامجها النووي وارتباطاتها بجماعات متطرفة ، تخطى حدود البلدquot; الى العالم الاوسع.

صحيفة quot;واشنطن تايمزquot; تتناول الأزمة الايرانية من منظور آخر تنوه فيه بشعبية الرئيس محمود احمدي نجاد quot;في الشارع العربيquot; على الضد من راي مواطني بلده بأدائه ، وتلاحظ الصحيفة في هذا السياق انه quot;في الوقت الذي كان عشرات الالوف من الايرانيين يحتجون على نتيجة انتخاباتهم الرئاسية وتمتنع عدة حكومات غربية عن الاعتراف بشرعية الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد فان عربا من المواطني الاعتياديين سارعوا الى الترحيب بالنتائج. إذ يرون في السيد احمدي نجاد رجلا متواضعا بالمقارنة مع حكامهم الأثرياء وشخصا تصدى لاسرائيلquot; ، بحسب quot;واشنطن تايمزquot; التي تستدرك قائلة quot;ان بعض العرب بدوا غير مكترثين بالانتخابات في حين قال العديد من المثقفين العرب انهم كانوا يفضلون ان يفوز مير حسين موسوي منافس احمدي نجاد الذي خاض حملته الانتخابية واعدا بانتهاج سياسة خارجية اكثر اعتدالا ولعله كان سيبدي استعدادا أكبر لوقف برنامج ايران النوويquot;.

صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; من جهتها تتابع الحشود التي عبأها انصار المعارضة ومؤيدو الحكومة في شوارع طهران وما اعترى بعض التظاهرات من مواجهات عنيفة. وتقول الصحيفة quot;ان السلطات ، في غمرة الاضطرابات ومزيد من النيران التي اطلقتها ميليشيا مدعومة من الحكومة ، اقدمت على اعتقال قادة بارزين في المعارضة وفرضت قيودا على وسائل الاعلام التي تغطي الأزمة. وان التظاهرات انطلقت بعد ساعات على اعلان وسائل الاعلام الرسمية ان مجلس صيانة الدستور سينظر في نتائج انتخابات الجمعة الماضيةquot;.

اما صحيفة quot;واشنطن بوستquot; فتلفت الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما quot;بدا أكثر مجاهرة بتأييد المتظاهرين المناوئين للحكومة في بلد يشكل واحدا من أكبر التحديات التي تواجه ادارته على مستوى السياسة الخارجيةquot;. وتنقل الصحيفة عن اوباما اعلانه quot;ان شيئا ما حدث في ايران حيث توضع موضع تساؤل اشكال من المواقف العدائية تجاه المجتمع الدولي اتُخذت في السابقquot; ، في اشارة واضحة الى احمدي نجاد الذي اصطدم بقوة مع زعماء العالم حول برنامج ايران النوويquot; ، على ما تفيد صحيفة quot;واشنطن بوستquot;.

صحيفة quot;كريستيان ساينس مونترquot; تركز في تغطيتها أزمة الانتخابات الايرانية على اسباب الشك بفوز احمد نجاد وتقول في هذا الاطار quot;ان نتائج 39.2 مليون ورقة اقتراع مكتوبة بخط اليد أُعلنت بسرعة اكبر بكثير منها في الانتخابات السابقة ، وان المرشد الأعلى أكد انتصار احمدي نجاد بعد يوم بدلا من الأيام الثلاثة المتعارف عليها وان احمدي نجاد حصد نسبة من الاصوات عالية الى درجة تثير الاستغراب في مدن غنية حيث المعروف انه لا يتمتع بشعبية فيها ، وكذلك في المعاقل الاثنية لمنافسيه. وان نتائج المدن والأرياف تكون عادة متفاوتة لكنها هذه المرة جاءت متناسبة على غير المعهودquot; ، كما تخلص quot;كريستيان ساينس مونترquot;.

ومن أزمة الانتخابات الايرانية الى الشأن الفلسطيني مع صحيفة quot;واشنطن بوستquot; في تقرير عن زيارة الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر لقطاع غزة واعلانه خلال تفقده مكتبا تابعا للأمم المتحدة quot;ان الفلسطينيين في قطاع غزة يُعاملون كالحيوانات على ايدي حكام اسرائيل الذين قيدوا حركة السفر ومنعوا استيراد كل شيء ما عدا السلع الأساسية ومنعوا اعادة البناء منذ انتهاء الحرب التي استمرت ثلاثة اسابيع في مطلع العامquot;. وتنقل الصحيفة عن كارتر قوله: quot;لم يسبق في التاريخ ان تعرض مجتمع كبير الى قصف وحشي بالقنابل والصواريخ ثم حرمانه من وسائل اصلاح وضعهquot;. وتمضي quot;واشنطن بوستquot; قائلة ان كارتر وصف الوضع بأنه quot;جريمة مريعة ضد حقوق الانسانquot;.

صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; تقول في تقريرها عن زيارة كارتر لقطاع غزة ان الرئيس الاميركي السابق quot;حث قادة quot;حماسquot; على اتخاذ الخطوات اللازمة ليحظوا بقبول الدول الغربية الكبرىquot;. وتشير الصحيفة الى ان كارتر أكبر شخصية اميركية تجتمع مع حكومة quot;حماسquot; التي رحبت بزيارته معتبرة اياها quot;خطوة مهمة في سعي الحركة الى نيل الشرعية الدوليةquot; ، على حد وصف quot;نيويورك تايمزquot; التي تلاحظ وضع العلم الاميركي بجانب العلم الفلسطيني خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده كارتر ورئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية ، مع غياب علم quot;حماسquot; الأخضر من القاعة.

في الملف العراقي نطالع تقريرا في صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; عن زيارة وفد من شركة لوك اويل النفطية الروسية العملاقة الى بغداد اليوم الاربعاء لمواصلة المحادثات حول احياء صفقة نفطية قيمتها 3.4 مليار دور وقعتها الشركة في زمن الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وتنسب الصحيفة الى مسؤول في الشركة ان رئيسها فاغيت الكبيروف ونائبه اندريه كوزياف يعتزمان التباحث مع المسؤولين العراقيين حول تطوير حقل القرنة الغربي رقم 2 في جنوب العراق وتعيد التذكير بأن الشركة تعاقدت على تطوير الحقل في عام 1997 لكنها طُردت من البلد في عام 2002 ، بحسب quot;وول ستريت جورنالquot;.

تواصل صحف اليوم متابعة تطورات ملف كوريا الشمالية النووي بالارتباط مع دعوة الرئيس اوباما الى تصدي المجتمع الدولي لمساعي بيونغيانغ في مجال الانتشار النووي مع تسليط الضوء على التحدي الذي تواجهه ادارته في اقناع دول مهمة مثل الصين روسيا بتنفيذ العقوبات التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي مؤخرا. وفي الشؤون الدولية ايضا تشير صحف اليوم الى انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية في افغانستان وبوادر انفراج في علاقات الهند وباكستان بعد اجتماع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سنغ والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في روسيا وانطلاق عملية عسكرية جديدة أمرت حكومة زرداري لملاحقة زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود.

داخليا تقول صحيفة quot;واشنطن بوستquot; ان اكثر من 40 بلدة في عموم الولايات المتحدة قررت الغاء الالعاب النارية احتفالا بعيد الاستقلال الاميركي في الرابع من تموز/يوليو مسلِّمة بالواقع الذي فرضته الأزمة الاقتصادية. فان اطلاق المفرقعات وما تنشره من اشكال زاهية الالوان في تقليد دأب الاميركيون على الالتزام به منذ عام 1777 بات الآن ترفا يقرب من الهدر والتبذير ، بحسب تعبير quot;واشنطن بوستquot;.