الولايات المتحدة لن توقف ضغطها على إسرائيل
الصحف الإسرائيلية: الغليان في طهران بين تل أبيب والعرب
إيلاف:
طغت الخلافات بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل حول مسألة البناء في المستوطنات، وتداعيات الغليان في طهران، على ما نشرته الصحف الإسرائيلية اليوم، التي واصلت التغطية الموسعة للأحداث الجارية في طهران. وفيما أشارت يديعوت أحرونوت، في تحليل خاص لمراسلتها لشؤون العالم العربي إلى القلق في أروقة الأنظمة العربية وخشيتها من انتقال عدوى الثورة، أو عدم الاستقرار إلى مواطنها، فقد أبرزت معاريف الانتقادات الشديدة التي وجهت لرئيس الموساد، مئير دغان على أثر تصريحاته الأخيرة حول فرص اندلاع ثورة، وفرص إيران بامتلاك القنبلة الذرية، معتبرة أن هذه التصريحات ألحقت ضررًا بالغًا في إسرائيل، وأبرزت هآرتس الخلافات بين ممثل إسرائيل وبين رئيس وكالة الطاقة الذرية محمود البرادعي.
يديعوت أحرونوت قلق في أروقة النظام العربي
قالت مراسلة الصحيفة للشؤون العربية، سمدار بيري، أن القلق يسود في أروقة الأنظمة العربية المجاورة لإيران، خوفًا من انتقال عدوى الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي إلى بلدانها. وقالت بيري إن أحمدي نجاد يعتزم استغلال كون بلاده عضوًا في منظمة دول عدم الانحياز، للمشاركة في مؤتمر المنظمة بعد أسبوعين في شرم الشيخ، على الرغم من أن مصر أوضحت له وبلهجة فضة أنه ضيف غير مرغوب فيه، وأن الرئيس مبارك لا يحلم باستقباله في مطار شرم الشيخ وفق قواعد البروتوكول.
وقالت الصحيفة إن صمت الأنظمة العربية التي لم تحرك ساكنًا منذ إعلان نتائج الانتخابات في إيران (باستثناء بشار الأسد الذي سارع لتهنئة النجاد)، يشير إلى درجة العصبية والتوتر لدى هذه الأنظمة، فإيران على الأقل أجرت انتخابات ديمقراطية لم تجر مثلها في أي من الدول العربية باستثناء لبنان (وهناك أيضًا وقعت عمليات تزييف لنتائج الانتخابات)، لكن حتى التزييف الكبير في الانتخابات الإيرانية واللبنانية يذكر الملايين في العالم العربي بما يحدث في أوطانهم.

وقالت الصحيفة إنه حتى الدول المعتدلة والحليفة للولايات المتحدة تدير أمورها بأنظمة عرفية وقوانين عسكرية، ففي مصر الذي ينتظر أن يصوت أهلها في استفتاء على تعيين خليفة للرئيس مبارك، فإن ما يحدث في طهران مرشح لأن يتفجر في شوارع القاهرة والإسكندرية على هيئة مظاهرات للملايين من المصريين الذين ليسوا راضين من الوريث المرتقب، نجل الرئيس المصري، جمال مبارك.
وأشارت بيري أيضًا إلى قلق في السعودية، بفعل قدرة إيران على إرسال وإدخال وكلاء لها بين صفوف الحجاج الإيرانيين، لضرب الاستقرار في المملكة العربية السعودية، مهد الإسلام.
وقالت بيري إن الأنظمة العربية تخشى من quot;ترك الحبل على غاربهquot; لعمليات الدمقرطة خشية انهيار كافة الأنظمة الحاكمة فيها.
معاريف: تصريحات دغان ألحقت ضررًا بالغًا بإسرائيل
حظيت تصريحات رئيس الموساد مئير دغان، بشأن قدرة إيران على إنتاج القنبلة الذرية حتى العام 2014 بانتقادات شديدة وبالغة من قبل أوساط رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي وفي الجهاز السياسي. وقالت معاريف إن ديوان رئيس الوزراء استغرب تصريحات دغان المذكورة بشأن القنبلة الذرية الإيرانية وأن الأحداث والغليان في إيران لن يقود إلى قلب نظام الحكم.

وقالت الصحيفة إن جهات في جهاز الأمن الإسرائيلي اعتبرت أنه حتى لو فهمت تصريحات دغان بصورة خاطئة فلا شط أنها ألحقت ضررا بإسرائيل التي تبذل في الأعوام الأخيرة جهودا بالغة لمواصلة التحذير من الخطر الإيراني.
ولفتت الصحيفة على قول المصادر الأمنية الإسرائيلية إن تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الموعد الذي ستنجز فيه إيران مشروعها النووي تختلف عن تصريحات دغان، كما أن هناك خلافا بهذا الخصوص بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن المقربين لرئيس الوزراء ، نتنياهو، أبدوا عدم ارتياح من تصريحات دغان التي تضر بالأسس التي بنى نتنياهو عليها سياستها، إذ يبذل نتنياهو جل جهده للتحذير من الخطر الإيراني quot;الوشيكquot;، كما أن إسرائيل ولغاية تصريحات دغان، هذا الأسبوع أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تحدثت عن أن الوقت يعمل لصالح إيران، وأن الأخيرة على أبواب إنتاج قنبلتها في نهاية العام الحالي وفي أقصى حد في العام القادم، لكن دغان جاء ليقول إن المشروع الإيراني سيكون جاهزا في العام 2014، مع احتمالات ضئيلة لإنجازه عام 2011.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية على وشك تمديد عمل دغان رئيسا للموساد لولاية جديدة، يوم الأحد القادم، وألمحت على لسان أحد منتقدي دغان، أحد كبار مسئولي الجيش الإسرائيلي إلى احتمالات ضئيلة بأن تؤثر هذه التصريحات على ذلك التمديد.
هآرتس: المخابرات الأميركية تعارض إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جونثان بولار
قالت صحيفة هآرتس إنه على غرار التوتر والخلافات بين أجهزة الاستخبارات العسكرية والمدنية في إسرائيل فإن الأجهزة الستة عشر في الولايات المتحدة، تعاني من نفس الظاهرة، لكنها جميعا اتفقت مؤخرا ضد منح العفو للجاسوس الإسرائيلي جونثان بولارد، الذي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاما بعد القبض عليه في أوائل الثمانينات متلبسا بنقل معلومات سرية من وزارة الدفاع الأميركية للموساد الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن لجنة اlt;هزة الاستخبارات التابعة للسنات الأميركي أصدرت مؤخرًا بيانًا شديد اللهجة ضد الإفراج المبكر عن بولارد الذي تنتهي مدة عقوبته في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا البيان للأجهزة الأميركية المختلفة، هو في الواقع الرد الرسمي على الطلب الإسرائيلي من الرئيس الأميركي السابق خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، بالعفو عن بولارد بسبب حالته الصحية المتردية.
وكانت قضية بولارد قد عكّرت جو التعاون الإستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة، لا سيما وأن إسرائيل طالبت أكثر من مرة بتخفيف عقوبة بولارد وهو ما عارضته الأجهزة الأميركية، إلى درجة تهديد رئيس السي أي إيه، تينيت عام 1996 بالاستقالة من منصبه، خلال مباحثات واي ريفر إذا وافق الرئيس على الطلب الإسرائيلي.

واعتبرت الصحيفة أن بيان لجنة السينات هو رسالة للحكومة الإسرائيلية الحالية، بعدم طرح الموضوع، لا سيما أنّ نتنياهو حاول خلال ولايته الأولى الضغط على الرئيس كلينتون للإفراج عن بولارد مقابل تنازلات إسرائيل في مباحثات واي ريفر لكن تهديد تينيت بالاستقالة من منصبه حال دون قبول كلينتون بمطلب نتنياهو. وأشارت الصحيفة إلى أن الأميركيين يريدون توجيه رسالة واضحة لنتنياهو بأنه لا مجال حتى لمقايضة وقف البناء في المستوطنات بالإفراج عن بولارد.
مستشار نتنياهو يلتقي في القاهرةعمر سليمان وعددًا من المسؤولين العرب
يقوم رئيس الحكومة، نتنياهو، ومستشاريه، في الأيام الأخيرة بنقل رسائل لعدة دول عربية، تتضمن توضيحات عن خطاب نتنياهو في بار إيلان. وفي هذا السياق زار مستشار الأمن القومي، لنتنياهو، عوزي أراد، هذا الأسبوع القاهرة والتقى لهذه الغاية بوزير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان ومع مسؤولين كبار من دول عربية أخرى.

ووفقًا لمصدر رفيع المستوى في القدس، فقد هدفت زيارة أراد للقاهرة لتحقيق هدفين أساسيين: الأول هو توضيح بعض النقاط في خطاب نتنياهو والتأكيد على التغيير في موقف نتنياهو، عند إعلانه عن استعداده للقبول بدولة فلسطينية منزوعة السلاح. وجاءت لحاجة لإيضاح مواقف نتنياهو بعد أن صدرت عن القاهرة وعن دول عربية أخرى، مواقف ترفض الخطاب. أما السبب الثاني لرحلة أراد إلى القاهرة، فقد كان بناء للطلب من الحكومة المصرية ، ودول عربية أخرى بالضغط على محمود عباس للموافقة على استئناف المفاوضات مع إسرائيل، ولقاء نتنياهو.

ولفتت الصحيفة إلى أن الاتصالات بين ديوان نتنياهو وبين ديوان أوب مازن، تتم حاليا من خلال اراد والمحامي يتسحاق مولوخو، من طرف نتنياهو، والدكتور صائب عريقات عن الجانب الفلسطيني، وهي تتعلق حاليا فقط بالأمور الجارية، فيما يصر الفلسطينيون حاليًا على موقفهم بخصوص العملية السياسية.

وكشفت الصحيفة في هذا السياق، أن وصلت إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة معلومات تفيد بأن مسؤولين كبار في البيت الأبيض ليسوا متحمسين لخطاب نتنياهو، وأن هؤلاء على ما يبدو يقبلون بالموقف العربي العام، ويرون أن على نتنياهو أن يثبت أنه يعني ما يقول، وأنه لن يتمكن مرة أخرى، عبر خطاب آخر موجه لإسكات وتهدئة ائتلافه الحكومي، من quot;شرائناquot;، وإذا كانت الأوهام تراود البعض، فليعلم أننا لا ننوي تخفيف الضغوط على إسرائيل لإحراز التقدمquot;.
قسم الترجمة - إعداد نضال وتد