الأردن: ناشرو مواقع يرفضون تشريعا يحد من حريتها

رانيا تادرس من عمان: وصف إعلاميون أردنيون الإجراءات الجديدة التي اتخذها المكتب الدائم في مجلس النواب بحق الجسم الصحفي تأتي في سياق تصفية حسابات وردة فعل ثأرية. وخلفيات هذا القرار تعود إلى حالة التشنج والأزمة التي حكمت علاقة الطرفين خلال الأسابيع الماضية مع انطلاقة أعمال الدورة الاستثنائية التي شهدت هجوم بعض النواب على الصحافيين.

فيما كان تاج التصعيد برفض مجلس النواب طلب الحكومة بعدم فرض 5% كضربية على إيرادات الصحف والوسائل الإعلامية من اجل دعم الثقافة مما دفع الصحف اليومية الأردنية الى مقاطعة أخبار البرلمان لأيام ثم العودة مجددا إلى تغطية النشاطات بعد تفاهمات خاصة جمعت رؤساء تحرير الصحف اليومية مع رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي.

قرار الصحافة التراجع عن المقاطعة بات يقابله قرار سيطبق عليهم من قبل المكتب الدائم في مجلس النواب عبر إجراءات يمر بها الصحفي حددت في بيان صدر اليوم حصلت إيلاف على نسخة منه جاء فيه تنظيما للعمل المؤسسي وعلاقة المجلس مع الجسم الصحفي وتسهيل دخولهم للحصول على خبر من مصدره وبسرعة على رؤساء تحرير الصحف اليومية والأسبوعية والمواقع الإخبارية الالكترونية تزويد الأمانة العامة للمجلس بأسماء مندوبيهم ومصوريهم لاعتمادهم وصرف البطاقات اللازمة لأداء مهامهم. في حين الإجراء الثاني تمثل بتخصيص قاعة للإعلاميين مجهزة بكافة متطلباتهم.

والقرار الثالث ينص على قيام المستشار الإعلامي بالاجتماع يوميا مع الصحافيين لإطلاعهم على نشاطات المجلس المختلفة وبحث أي شأن أعلامي له علاقة بالمجلس. وأخير في حال رغبة أي من النواب أو الصحافيين إجراء لقاءات الصحفية يتم تنسيق ذلك مسبقا عن طريق المكتب الإعلامي لترتيب اللقاء مع مرافقة مخصصة من قبل المكتب الإعلامي للصحفي. غير أن نقيب الصحفيين بالانأبة حكمت المومني يعتقد أن القرار متسرع وجاء نتيجة حالة تشنج يمر بها البرلمان اتجاه الأعلام quot;.

ويقول لإيلاف أن قرارات مجلس النواب هذه جاءت لتظهر الصحفي كأنه إرهابيا يخضع للمراقبة ومتابعة لخطواته داخل المجلس مما يظهر حالة أحكام عرفية أعلنها المجلس ضد الصحافيينquot;. وأكد أن الجسم الصحفي يرفض هذه القرارات وسيناقش مجلس نقابة الصحفيين في جلسة الاثنين غدا إجراءات الرد على تلك القرارات.

من جانبه، يرى الصحافي المتخصص في تغطية مجلس النواب في صحفية الرأي الأردنية ماجد الأمير أن هذا القرار يحد من الحرية وقيد جديد على العمل الصحفي، وكما أن هدفه إخفاء المعلومات وحقيقة ما يدور في أروقة البرلمان وإخفائه عن الرأي العامquot; ويقول لـquot; إيلاف quot; أن المجلس الحالي يضمر العداء للأعلام ويرفض دوره وحقه في النقد وطالب الأمير رؤساء التحرير وزملائه الإعلاميين رفض مثل هذا القرارات والتصدي لها وعدم الانصياع لتلك القرارات.

فيما علقت رئيسة تحرير جريدة الأنباط الدكتورة رولا الحروب على قرار مجلس النواب اتجاه الجسم الصحفي انه يندرج ضمن موقف استعداء جديد موجه من المجلس إلى الأسرة الصحفية يقود إلى علاقة غير صحية تربط الطرفين. وكذلك يمكن توصيف هذه الخطوات في إطار تصفية الحسابات والمناكفات المرفوضة.

وفي ظل تصلب موقف برلماني اتجاه الجسم الصحفي فما الخيارات المتاحة والمطلوب من الصحفيين تقول الحروب لـquot; إيلاف quot; انه quot; لابد لرؤساء التحرير وعقلاء الوسط الإعلامي فتح حوار مع رئيس مجلس النواب للتوصل إلى صيغة ترضي الطرفين وتزيل حالة الاحتقان السائدة بين الطرفين.