الداخلية مستعدة للمهمة الأمنية واحتفالات رسمية بيوم السيادة العراقية
مواطنون عراقيون قلقون لانسحاب القوات الأميركية

قوات أميركية في مدينة الصدر

صباح الخفاجي من بغداد: قوبلت دعوة الحكومة العراقية مواطنيها للاحتفال بيوم الثلاثين من حزيران بردود فعل حذرة، ومشوبة بقلق وخوف من قبل العراقيين في عموم محافظات العراق، وحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على الاحتفال بالثلاثين من حزيران باعتباره يوما للسيادة، لانسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية، وفق الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الطرفين. وكان لـquot;إيلافquot; وقفة مع مواطنين عراقيين عبروا عن اراءهم بانسحاب القوات الاميركية من الشوارع العراقية. قال علي عمر سائق تاكسي: اشعر بخوف وقلق كبير انا وعائلتي بسبب انسحاب الأميركيون من المدن، لان انسحابهم سيفتح الطريق للميليشيات والعصابات ان تعيث فسادا بأمننا وعائلتنا. ويبرر علي عمر، سائق تاكسي والمعيل الوحيد لعائلته وأخواته، خوفه قائلا: كنت امتلك محلا في حي البنوك قبل عامين عندما هاجمنا ثلاثون مسلحا وقتلوا 32 رجلا من أصحاب المحلات الأخرى، أصابوني في كتفي لكني بقيت اركض هربا من الاطلاقات التي ظلت تلاحقني. وأصيب علي في بطنه حيث اخترقت إحدى الاطلاقات ظهره، وتركت فجوة في جسده لكنه نجا من الموت. وهو يخشى كثيرا من عودة الجماعات المسلحة التي تقتل المواطنين تحت عناوين سنية وشيعية..

اما هبة رزاق معلمة فتعبر عن قلقها من انسحاب القوات العسكرية الأميركية المتزامن مع اقتراب الانتخابات النيابية وقالت quot;ان الأحزاب الشيعية تتصارع فيما بينها للبقاء في السلطة، والأحزاب السنية تتصارع للسبب نفسه. لهذا انا خائفة كثيرا من ان يتحول هذا الصراع الى صراع دموي مسلح والى عودة التفجيرات التي شهدتها مناطقنا في جانب الرصافة من بغداد. وتابعت quot;اسكن في جانب الرصافة من بغداد- وقد وقعت 3 تفجيرات في السوق الشعبي الكبير في حينا ومات أكثر من 100 مواطنة ومواطن وأطفال أيضا، والقلق كبير من ان يسبب انسحاب الاميركيون من المدن الى زيادة التفجيرات خصوصا مع اقتراب الانتخابات التي يريد الجميع الفوز بها على حساب المواطن وأمنه، لان تخويف الناس وقتلهم وزيادة التفجيرات ستدفع الناس للبقاء في منازلهم او للهجرة منها وبالتالي لن تتاح لنا فرصة المشاركة في الانتخابات وإبقاء الوضع على حاله.

سليمة خليل مدرسة قالت إنها عادت قبل أشهر من ليبيا لمعرفة الوضع الحقيقي في العراق والذي على أساسه ستقرر العودة نهائيا مع عائلتها المكونة من زوجها وأولادها الأربعة ام البقاء في ليبيا..لكنها وحسب التفجيرات المتزايدة يوميا في بغداد والمحافظات الأخرى فانها تشعر بخوف كبير من العودة الى العراق وتعريض اولادها لخطر الموت. وقالت المدرسة سليمة خليل: أعيش في ليبيا منذ عام 1999..عدت لوجدي الى العراق قبل 3 أشهر للاطلاع ومعايشة الوضع الحقيقي.أدركت ان كل شيء تغير الأخلاق-المعايير،الناس،طريقة العيش والحياة بشكل عام مختلفة هنا عنها في ليبيا..ورغم ان الحياة في ليبيا تعتبر مريحة وآمنة وهادئة وطبيعية الا أنني رغبت بشدة في العودة الى وطني،بعد سمعت ان الوضع الأمني تحسن واستقر في العراق، لكن التفجيرات المتزايدة والأطفال والنساء والرجال الذين يسقطون ضحايا للتفجيرات اليومية يدفعني لاتخاذ قرار بعدم العودة والبقاء في ليبيا..فليس معقولا ترك العيش بأمان والمجئ لمكان كله اغتيالات وذبح وتفجيرات..

قوات الامن العراقية تحتفل بخروج الجيش الاميركي

أياد محمد موظف في المصرف المركزي يعتقد ان توقيت انسحاب الأميركيين من المدن يعتبر توقيتا سيئا..ويبرر ذلك لقناعته ان الأجهزة الأمنية المتمثلة بوزارة الداخلية والدفاع والاستخبارات العراقية غير قادرة على تولي مسؤولية حماية المواطن العراقي، لانهم لا يمتلكون المعدات العسكرية الحديثة القادرة على مجابهة او القضاء على التفجيرات والهجمات المسلحة التي تضطلع بها ميليشيات مسلحة تابعة لهذا الحزب او ذاك.أو ان تذبح العراقيين تنفيذا لرغبات دول مجاورة سنية وشيعية. ويؤيد رستم فاروق أستاذ جامعي الآراء القائلة أن القوات الأمنية العراقية غير قادرة كفاية على تحمل المسؤوليات الأمنية خصوصا وان الوضع الأمني في العراق قابلا للاشتعال في أي لحظة، وقال رستم quot; اسكن في منطقة الأمين الثانية،قبل أيام اقتحمت مجموعة منزلا مجاورا لي حيث اسكن وقاموا بذبح جاري لان زوجته تعمل في صالون حلاقة..ورغم أني لا اعرف السبب الأساسي وراء ذبحه..لكن من يضمن لي أنهم لن يأتوا اليوم او غدا ليذبحوني أنا أيضا..او يذبحوا آخرين..الوضع في بغداد سيء وغير آمن..ولا أظن ان وزارة الداخلية ستفتح تحقيقا او تتوصل الى هوية الجناة قريبا..او أنها ستقدمهم للعدالة لينالوا جزائهم ويعاقبوا على جريمتهم..!!

ورجح الصحافي ضياء العقابي أسباب ازدياد التفجيرات في المناطق الشيعية عن السنية في كرخ بغداد الى قوة النفوذ الذي تحتله دولة شيعية جارة في تلك المناطق ودعمها لميليشيات وفرق موت مما يساعدها على الانطلاق وتنفيذ عملياتها بسهولة وسرعة. وقال العقابي الذي يعمل مراسلا لقناة محلية: من خلال عملي لمست خوفا حقيقيا عند الناس لان بعضهم يظن ان الأميركان سيخرجون من العراق نهائيا، ويتركون العراق بيد الميليشيات والعصابات وفرق الموت والقاعدة ومخابرات الدول المجاورة للعراق الذي اتخذته مكان لتصفية الحسابات فيما بينها ومع الولايات المتحدة. وأضاف : يظن البعض أن الحكومة ستفرض حظرا في الثلاثين من هذا الشهر وان هذا التاريخ سيشهد إرباكا وتفاقم التفجيرات والمفخخات..دون ان يفكروا ان انسحاب القوات العسكرية الأميركية من المدن لن يقتصر على يوم الثلاثين بل ستأتي بعده أشهر وسنوات وحياة كاملة..

اما سالم البيضاوي بائع مواد غذائية فانه لا يفهم ما الذي تعنيه دعوة الحكومة الى الاحتفال في يوم الثلاثين من حزيران خصوصا وان الولايات المتحدة لن تنسحب من العراق نهائيا..وعن ذلك قال: ان كان الجنود الأميركان لن يغادروا العراق نهائيا فلماذا الاحتفال وأين هي السيادة؟ ولام ناصر رأي مخالف: اذ اكدت على ضرورة الاحتفال بانسحاب القوات الاميركية، وقالت: يجب ان نحتفل لأننا سنتخلص من الزحام، ومن الدبابات الأميركية والمدرعات والجنود الذين يقطعون الشوارع التي يمرون بها لساعات طويلة مما يضطرنا الى الانتظار في طوابير السيارات المتراصة في لهيب صيف بغداد دون ان يجرؤ أي منا على التحرك ولو حركة واحدة أو الاعتراض..

طبيب الأسنان ثامر الزبيدي يقول:انسحاب القوات العسكرية الأميركية من المدن العراقية يعتبر خطوة كبيرة على طريق السيادة الوطنية العراقية- الانسحاب من المدن يعتبر اعتراف أميركي بقدرة الحكومة العراقية على حفظ امن الوطن والمواطن-وندعو الحكومة العراقية وأجهزتها ووزارتها الأمنية الى حماية المواطن وعدم التهاون او التقاعس عن اداء واجبهم الذين يتقاضون من اجله احورا كبيرة.. الاسكافي أبو سعدون قال: منذ عهد صدام حسين وأنا اعمل اسكافيا وسقط نظام صدام وجاء الاحتلال وسيذهبون وجاءت حكومة وستأتي أخرى دون ان يتغير في وضعي شيئا..وجود الجنود الأميركان لن يتغير كثيرا لأنهم سيبقون في العراق..وفي رائيي ان الاحتلال الاميركي وان أزال صدام لكنه صنع بالمقابل عشرات الصداميين، وأضاف: فرحتنا الحقيقية بسقوط صدام ونظامه والاحتلال والحكومات العملية الموجودة حاليا وان تأتي حكومة وطنية حقيقية تخدم الشعب العراقي الجريح..هذه فرحتنا الحقيقية الوحيدة..

وزارة الداخلية: الانسحاب تم منذ أشهر فلا داعي للهلع

طمأنت دائرة عمليات وزارة الداخلية المواطنين العراقيين ودعتهم إلى التكاتف ومساعدة الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية من اجل سلامتهم ومحاربة ما أسمته- العمليات الإجرامية الإرهابية التي تمارس ضد العامة في العراق. وفي اتصال هاتفي صرح مدير عمليات وزارة الداخلية لـquot;إيلافquot;: ان وزارة الداخلية على استعداد تام لتولي المهام الأمنية وأنهم سيضربون بيد من نار على كل من يعتدي على المواطنين.

وفي رد عن سؤال لـquot;إيلافquot; عن مدى جاهزية تسليح القوات الأمنية العراقية قال اللواء الركن عبد الكريم خلف: تم تزويد الكثير من الأفواج العسكرية بمدرعات حديثة ودبابات وأسلحة..لكنه استدركquot;لن أقول ان تسليح قواتنا بمعدات وأجهزة واليات حديثة أصبح مكتملا او بلغ درجة المئة بالمئة لكن مع ذلك نحن مستعدون للقضاء على أي ميليشيا او عصابات تعبث بامن وسلامة العراقيين..

وفي ما يتعلق بالآراء القائلة ان النجاح في فرض الأمن يعتمد على وجود استخبارات قوية وهو أمر يرى البعض انه غير متوافر عند الاستخبارات العراقية رد مدير عمليات الداخلية: توجد بعض الخروقات في الأجهزة الأمنية العراقية لكني اؤكد اننا في وزارة الداخلية مصممون على عدم التهاون مع كل من يتسبب بإقلاق الأمن في العراق. وأضاف: تم انسحاب القوات العسكرية الأميركية من المدن العراق فعليا قبل أشهر في غالبية مدن العراق..عدا بعض المحافظات مثل نينوى،بغداد كركوك وصلاح الدين..وكان الوضع الأمني جيدا خلال الأشهر الماضية لكن التفجيرات التي حدثت في بغداد وفي كركوك واستهدفت بيوتا من الطين لمواطنين بسطاء لا تدل الا على خسارة الإرهابيين وتطويقهم..فهم لا يعرفون ما الذي يفعلونه لأننا قضينا على تنظيماتهم الرئيسية.لهذا نراهم يضربون يمنة ويسرة لأنهم في النزع الأخير..

ولم ينف خلف الجدل الدائر عن وجود خروقات بين صفوف القادة أنفسهم في وزارة الداخلية والتي يتحدث عنها برلمانيون ومسئولين كبار في الحكومة.. لكنه قال: تكلمنا مع الإخوان القادة في وزارة الداخلية وفي قيادة عمليات بغداد وطلبنا التعاون والتنسيق المتكامل بين الجميع من اجل الحفاظ على الأمن.

ومن الجدير بالذكر ان عدد القوات الامنية العراقية العاملة في وزارة الداخلية يبلغ 500 الف شرطي بالاضافة الى نحو 350 الف عسكري. وياتي انسحاب القوات الأميركية تنفيذا لالتزام الولايات المتحدة بسحب قواتها في الـ 30 من حزيران/يونيو الحالي وفق ما هو منصوص عليه في الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن.لكن الانسحاب لن يكون نهائيا.و طبقا لتصريحات قادة عسكريون أميركيون في العراق فان ان القوات الاميركية ستتمركز في قواعد قريبة من المدن بحيث يمكنها التدخل والعودة الى المدن في حال طلب الجانب العراقي مساعدتها.