واشنطن: هاجم نواب ديمقراطيون بعنف نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني الاحد، واتهموه باساءة استغلال السلطة وسط ورود تقارير تفيد بأنه امر وكالة المخابرات المركزية بحجب معلومات خاصة ببرنامج سري لمكافحة الارهاب عن الكونغرس. وتعهد النواب بعقد جلسات استماع للتعرف على طبيعة البرنامج والجهود التي بذلت لاخفائه عن المشرعين الاميركيين.

وكان تقرير صحفي اميركي، قد ذكر نقلا عن مسؤولين حكوميين اميركيين، ان تشيني أمر وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بعدم اطلاع الكونغرس على برنامج سري لمكافحة الارهاب قبل ثمانية اعوام، وهو برنامج كان الرئيس الحالي للوكالة ليون بانيتا قد أمر بايقاف العمل به في يونيو/حزيران الماضي.

وقال النائب الديمقراطي البارز كنت كونراد quot; هي قضية تتعلق بما اذا كان نائب الرئيس السابق للولايات المتحدة قد حجب معلومات حساسة معينة عن زعماء نواب الكونجرس المعنيين بعمل الاستخبارات. انها مسألة غير مقبولةquot;.

وقال كونراد، في تصريحات لتليفزيون سي ان ان، إن اطلاع الاستخبارات لاعضاء رئيسيين في الكونجرس على البرامج السريةquot; امر يحتمه القانون. انها مسألة خطيرةquot;. وقالت النائبة آنا اتشو عضو لجنة الاستخبارات انها ستدعو للاستعانة بمستشار قانوني خارجي للتحقيق في القضية.

كما قال السناتور باتريك ليهي رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشيوخ، والتي تتمتع بنفوذ قوي، انه يؤيد اجراء تحقيق.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز، قد ذكرت على موقعها في الانترنت، الاحد ان مسؤولين حكوميين لهم اطلاع مباشر على العرض الموجز الذي قدمه بانيتا حول الموضوع للكونغرس في الرابع والعشرين من يونيو، اكدوا ان تشيني طلب من الـ سي آي ايه عدم مناقشة الموضوع مع الكونغرس او لجانه المختصة.

وقد ترتب على هذا، حسب هؤلاء المسؤولين، امتناع مسؤولي الوكالة عن ابلاغ الكونغرس حول جهود جمع المعلومات الاستخبارية التي حصلوا عليها، لانهم اعتقدوا انها معلومات لا ترقى الى مستوى تقديم عرض موجز حولها الى الكونغرس.

وقد ظهرت المعلومات المتعلقة بهذا البرنامج السري الى السطح عندما دخل الغرماء من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في خصومات ومشاحنات وجدل شديد حول ما اذا كانت وكالة المخابرات المركزية قد اطلعت الكونجرس على نحو واف وكاف وشامل حول البرامج السرية الحساسة.

وكانت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي قد اتهمت في مايو/ايار الماضي الوكالة بتضليل النواب الاميركيين في عام 2002 حول اساليب الاستجواب التي اعتبرت على نطاق واسع تعذيبا، ومنها الايهام بالاغراق، وهو اسلوب مورس على متهمين او مشتبه بأنهم من الارهابيين.

وقد خرجت المعلومات المتصلة بتلك الاساليب الى العلن عندما تبين ان احد المتهمين بالانتماء الى تنظيم القاعدة، وهو ابو زبيدة، قد تعرض للايهام بالاغراق 83 مرة.

الا ان الرئيس السابق للوكالة الجنرال مايكل هيدن رد غاضبا بالقول ان كبار اعضاء الكونجرس كانوا على اطلاع تام وبشكل دائم، لكن هناك البعض منهم لم يكونوا على علم بتلك المعلومات.

وقال هيدن، الذي صمم ونفذ هذا البرنامج في عام 2001، انه كان منزعجا من التصريحات التي تحدثت عن عدم اطلاع الكونغرس. واضاف انه شخصيا كان يُطلع الاعضاء البارزين في الكونغرس على كافة تفاصيل عمليات التنصت، وانه شعر انهم كانوا يدعمونها.

يشار الى ان البرنامج تضمن عمليات تنصت على هواتف واجهزة كومبيوتر من اجل رصد وملاحقة معلومات ربما تتصل بشبكة تنظيم القاعدة، وهو ما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز في عام 2005 واكده الرئيس السابق جورج بوش لاحقا.

الا ان ذلك لم يمنع العديد من اعضاء الكونجرس من الاستغراب والدهشة، وحتى السخط، من عدم اطلاعهم على تلك التفاصيل وحصرها في عدد محدود من الاعضاء البارزين بدعوى ان البرنامج شديد الحساسية.

وقال هيدن ان اعضاء الكونجرس المعنيين كانوا يُبلغون حول تطورات البرنامج في البيت الابيض غالبا، وكان تشيني حاضرا في كل مرة.

وتقول الصحيفة ان طبيعة نشاط البرنامج ما زالت سرية ولم يكشف عنها، الا ان هيدن قال، في مقابلة مع وكالة اسوشيتدبرس، ان المعلومات التي جمعت من خلاله كانت بالغة الاهمية وعالية القيمة واستفيد منها في جهود الحكومة لمنع وقوع المزيد من الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة.