الصين تنفي إرتكاب إبادة جماعية في شينجيانغ

اورومتشي: اسوة ببعض مواطنيه الاويغور يعرب رجل الاعمال الصيني انور عن امله في ان تفتح الحوادث الدامية التي جرت في اورومتشي اعين العالم على معاناة هذه الاقلية الاتنية وتساهم في حلها. يعتمر انور قبعته التقليدية وهو جالس في منزله الصغير في عاصمة اقليم شينجيانغ. يتكلم بصوت منخفض يشوبه الغضب الشديد عن القيود المفروضة على حرية الدين وعن اوجه اخرى من القمع التي يتعرض له شعبه المسلم الناطقة باللغة التركية.

ويلفت انور الى ان الاضطرابات التي جرت في الخامس من تموز/يوليو واسفرت عن 184 قتيلا على الاقل واعقبتها حوادث اتنية متفرقة ستكون لها جوانب ايجابية اذا ادت الى لفت اتنباه العالم الى ما يحدث في شينجيانغ حيث تقطن اقليات مسلمة بينها نحو ثمانية ملايين من الايغور. ويقول quot;طوال حياتي لم ار فرصة مماثلة. ندعو الولايات المتحدة والامم المتحدة الى القدوم ليشاهدوا الوضع بانفسهم ويساعدوناquot;.

ودعت المنشقة الصينية الايغورية ربيعة قدير التي تعيش في المنفى بعد الاضطرابات الى فتح تحقيق دولي معربة عن املها بان تلتزم الولايات المتحدة قضية الايغور. ويبتسم انور ابتسامة عريضة عند ذكر الانتقادات الاجنبية للسياسة الصينية في شينجيانغ. وكانت ابرز ردود الفعل المساندة للايغور صدرت عن منظمة المؤتمر الاسلامي التي اعربت عن quot;قلق عميقquot; بعد الاضطرابات وعن اسفها quot;للاستخدام المفرط للقوةquot;.

كما جرت تظاهرات في تركيا حيث صدرت ردود فعل منها رد فعل رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الذي شبه ما جرى في اورومتشي ب quot;نوع من الابادةquot; يستهدف الايغور. ويقول انور quot;هذا جيد. نامل بان تكف سائر الدول في العالم عن تجاهلناquot;، معربا عن امله بان تكون شينجيانغ قد اصبحت على خارطة العالم. ورغم ان عددا من الدول الكبرى استقبلت زعيمة المؤتمر العالمي للاويغور ربيعة قدير، فان قدير لا تتمتع بقوة الشخصية والحضور اللتين يتمتع بهما الدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبتيين البوذيين المقيم في المنفى في الهند.

ويعاني الايغور والتيبيتيون من القمع السياسي والديني ومن سياسة الهيمنة التي تفرضها السلطات الرسمية على منطقتهم التي تقع في اقصى شمال غرب البلاد. في المقابل ثمة احتمال ان تنقلب الاضطرابات التي شهدتها اورومتشي على الاويغور عبر تعزيز سيطرة السلطات المركزية على هذه المنطقة الاستراتيجية الغنية بالموارد الطبيعية خصوصا وتسيء الى سمعة الايغور بعد الاعتداءات التي استهدفت مدنيين من اكثرية الهان.

ويقول الاخصائي في شعوب اسيا الوسطى الناطقة باللغة التركية في بومانا كوليدج (كاليفورنيا، الولايات المتحدة) درو غلادني quot;بطريقة ما ساعدت الاضطرابات قضية الايغور بان فتحت اعين العالم عليهاquot;. ويضيف quot;لكن الحكومة نجحت في تحويل النتائج على المستوى الداخلي ضد الايغور فبينت انهم عنيفونquot;. ويعزز هذا الانطباع الاتهامات التي تطلقها السلطات الصينية مؤكدة بانها واجهت في شينجيانغ تهديدات ارهابية.

وكان تشو يونغكانغ احد الاعضاء التسعة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي دعا مؤخرا خلال زيارة لولاية شينجيانغ الى اقامة quot;جدار حديديquot; في وجه quot;القوى المعاديةquot;. ويستبعد درو غلادني ان تغير الحكومة الصينية سياستها في هذه المنطقة. كما يرى عدد كبير من الايغوريين ان هذه الاضطرابات لن تساهم في تحسين مصيرهم بل على العكس من ذلك.

ولم يتمكن انور خلال ثلاث سنوات من الحصول على عمل ثابت رغم انه يحمل شهادات جامعية. وهو يؤكد ان المعارض المخصصة للحصول على وظائف غالبا ما تضع لافتات تشير الى استثناء الايغوريين من الوظائف. ويقول quot;في السابق كنا نتساءل عما اذا كان بالامكان ان تكون الاحوال اكثر سوءا، وحاليا دخلنا لفترة طويلة في مرحلة سيئة جديدةquot;.