المشاركون بقمة عدم الانحياز يدعون لتوفير الأمن والرفاهية في العالم

إعداد أشرف أبوجلالة: في الوقتالذي كان يُتَوَقع فيه حضور الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الإنحياز التي بدأت فعالياتها اليوم في منتجع شرم الشيخ المصري، جاء غيابه ممتزجا ً أيضا ً بقدر كبير من التكهنات والتحليلات المثيرة للجدل. فلم تكد تهدأ quot;موجة الغضبquot; التي تفجرت في شوارع طهران عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي جاءت نتائجها لصالح نجاد، حتى أثيرت موجة جديدة من الجدل تتحدث عن أن الزعيم الإيراني في طريقه إلى فقدان شعبيته حول العالم. وفي هذا الشأن، تنقل صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية عن مجموعة من المحللين المختصين بالشأن الإيراني، قولهم إن قمة عدم الانحياز التي بدأت الاربعاء في القاهرة ستمثل أول الاختبارات الكبرى لنجاد بعد تجديد انتخابه رئيسا ً للبلاد، وتحت عنوان quot;هل يفقد نجاد شعبيته حول العالم ؟quot; تشير الصحيفة في سياق تقريرها إلى أن صورة وأيديولوجية المقاومة الخاصة بنجاد والتي استطاع أن يكتسبها محلياً وإقليمياً وعالمياً قد بدأت تتبدل الآن جراء الأحداث الانتخابية الأخيرة.

ويرى المحللون أن صورة المقاومة التي نقلها نجاد من الساحة المحلية إلى الساحة العالمية، مثلما فعل غيره من زعماء البلاد السابقين على مدار الثلاثين عاماً المنقضية، من خلال تحديه للهيمنة الغربية باسم الدفاع عن المضطهدين في جميع أنحاء العالم وكسبه للحلفاء من لبنان إلى فنزويلا في الوقت الذي يلقى فيه سيلاً حاداً من الانتقادات من جانب واشنطن، قد بدأت تتبدل في أعقاب موجات الجدل التي صاحبت إعادة انتخابه رئيسا ً للبلاد في الثاني عشر من شهر يونيو / حزيران الماضي. وقد كان يتوقع كثيرون أن يقوم نجاد باستغلال فرصة حضوره لتلك القمة، التي حضرها نيابة ً عنه وزير خارجيته منوشهر متكي، في إعادة التأكيد وبكل قوة على فكرة quot;المقاومةquot; من خلال شن هجوم لفظي على إسرائيل والغرب.

وتنقل الصحيفة عن نبيل عبد الفتاح، مساعد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، متحدثا ً عن الرسالة التي يتوقع أن يدلي بها نجاد في حال حضوره للقمة :quot; سيوجه نجاد رسالة للولايات المتحدة، وإسرائيل، وأوروبا. وسوف يواصل هجومه على إسرائيل، ودفاعه عن نفسه وعن النظام الإيراني في مواجهة المنتقدين الغربيين الذين شككوا في نزاهة الانتخابات الأخيرةquot;. لكن عبد الفتاح عاود ليؤكد أن تلك اللهجة الانتقادية لنجاد لن تكون كافية بالنسبة إلى العرب، لأنه يرى من وجهة نظره أن quot; بإمكان الناس أن يروا الآن أن إيران باتت تمتلك الأنظمة السياسية الاستبدادية نفسها المنتشرة بباقي الدول العربية. ولم يعد نجاد بطلا ًquot;.

أما جوش ستاشر، الأستاذ في سياسة الشرق الأوسط في جامعة كينت في ولاية أوهايو الأميركية، فقال من جانبه إن quot;تعوّد الشعوب العربية على مشاهدة مظاهر الانتخابات المسروقة في بلادهم، بالتزامن مع مشهد المسيرات الاحتجاجية المناوئة للنظام، أمر قد يصيب شعبية نجاد في المنطقة بالضرر. ويوجد في جميع دول المنطقة رؤساء وملوك لا تتفق معهم شعوبهم، كما يحدث في جميع البلدان تزوير في الانتخابات. وقد أظهرت المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها شوارع طهران عقب الانتخابات الأخيرة أن خطاب نجاد الخاص بالمقاومة لم يعد يأتي على هوى الناس هناك، وهي الوضعية التي قد تنتشر في باقي دول المنطقةquot;. وقد اعتبرت الصحيفة ذلك أنه قد يكون محل ارتياح لمصر ndash; التي تشعر بالقلق شأنها شأن العديد من الدول العربية السنية - من خطاب إيران الثوري وترويجها لفكر المقاومة. لكنها رأت أن الاستعراض القوي لسلطة الشارع التي بزغت في أعقاب الانتخابات هو أكثر مدعاة للقلق على الأنظمة المستبدة.

في المقابل، يرى كريستيان راسموس إلينغ، عالم السياسة الإيرانية الضيف في جامعة نيويورك الأميركية، أنه وبغض النظر عن كم التأثيرات السلبية التي قد تلحق بمصداقية النظام الإيراني، فإن فكرة المقاومة لا يحتمل أن تتلاشى، لأنها كانت ومازالت معلماً رئيساً للجمهورية الإسلامية منذ نشوء الثورة في عام 1979. بينما عقَّب ستاشر بقوله :quot; بغض النظر أيضاً عن هوية الشخص الفائز في الانتخابات، يظل دور إيران في مقاومة الغرب كما هو. فهذا الدور أكبر من أحمدي نجاد؛ لأنه متعلق بالمكانة التي تحظى بها إيران في المنطقةquot;. في حين يقول إيان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية :quot; تمتلك أيديولوجية المقاومة في طياتها قدرا كبيرا من مفهوم البقاء في السلطة لأنها ليست مدفوعة بشرعية النظام الإيراني، وإنما باستمرار وجود خصوم أمثال الولايات المتحدة وإسرائيلquot;.