مصادر غربية لا تستبعد تورط حزب الله في استهداف السفارات المصرية

الإخوان: قضية كوادر حزب الله أبعادها سياسية

حكوميون لـ إيلاف: أمين عام حزب الله سقط في شر أعماله

نبيل شرف الدين من القاهرة:قالت مصادر قضائية في القاهرة إن النائب العام المصري سيحيل المجموعة التي اشتهرت إعلامياً في مصر بقضية quot; خلية حزب الله quot; على المحاكمة، وأضافت المصادر ذاتها أن النائب العام سيصدر قراراً بإحالة المتهمين على محكمة أمن الدولة طوارئ خلال أيام، مشيرة إلى أن عدد المتهمين في هذه القضية بلغ 50 متهماً، من بينهم 22 هارباً، ويتوقع خبراء في القانون أن تصل العقوبة للمتهمين الرئيسين في هذه القضية في حالة ثبوت إدانتهم إلى السجن المؤبد. وقررت النيابة حبس 28 متهماً منهم على ذمة التحقيقات بعد توجيه عدة اتهامات لهم، منها التخابر لصالح جهة أجنبية، وقد استمرت التحقيقات عدة أشهر استمعت فيها النيابة إلى أقوال المتهمين والضباط الذين تابعوا القضية، وقامت بمعاينة الأماكن التي كانوا يترددون إليها، وخاصة تهريب الأسلحة إلى حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.

وكانت تحريات أجهزة الأمن قد أشارت إلى أن ما يوصف بـ quot;خلية حزب اللهquot; تستهدف الإخلال بالأمن العام، من خلال إعداد برنامج حركي وتنظيمي لأنشطة عناصر التنظيم في الداخل المصري لتنفيذ ما يكلفون به من مهام تنظيمية، ومنها تأسيس مشروعات تجارية بأسماء العناصر المستقطبة لاتخاذها ساتراً لتنفيذ المهام المكلفين بها من جانب التنظيم، واستئجار بعض العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس لرصد السفن التي تعبر القناة، ورصد المنشآت والقرى السياحية شمال وجنوب سيناء ورفح والقرى والمدن الواقعة على الحدود المصرية الفلسطينية، وإرسال النتائج إلى كوادر حزب الله في لبنان، وتوفير كميات من المفرقعاتquot;، كما ورد في محضر التحريات بالقضية والذي اطلعت quot;إيلافquot; عليه ضمن أوراق القضية.

وفي وقت سابق اعترف حزب الله بأن مصر تحتجز عضوا فيه هو سامي شهاب وأن شهاب كان يقدم إمدادات عسكرية لغزة بمساعدة من يصلون الى عشرة أشخاص أخرين، غير أن أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله نفى أنه يستهدف مصر، وأن الهدف هو دعم ما يصفه بالمقاومة في الأراضي الفلسطينية عبر الحدود بين مصر وإسرائيل.

تفاصيل التحقيقات

أما في تفاصيل التحقيقات فقد سربت مصادر قضائية أنباء مفادها أن المتهمين في خلية حزب الله ألقي القبض عليهم قبل تنفيذهم عمليات تخريبية، واعترفوا بمسؤولية قيادات الحزب عن تدبير هذا المخطط، ولفت المصدر إلى أن المتهمين اعترفوا أن مسؤول جهاز استخبارات الحزب كان يشرف على هذه الخلية. ووفقاً لأوراق القضية فإن التحقيقات فيها تشير إلى أن الخلية الأولى كان يرأسها اللبناني، وكان يشرف أيضاً على بقية المجموعات، أما الثانية فكانت تضم فلسطينيين ولبنانيين مكلفين بالإشراف على تنفيذ العمليات التخريبية التي تتحدث عنها السلطات، وذلك من خلال نقل التكليفات وشرحها لمجموعة التنفيذ.

أما المجموعة الثالثة فتضم فلسطينيين ومصريين كانت مهمتهم تنفيذ العمليات، وتبقى المجموعة الرابعة وهي من المصريين، وتشير التحريات التي أجرتها أجهزة الأمن إلى أن أفراد تلك المجموعة ربما لم يعلموا بتفاصيل المخطط الذي كانوا جزءًا منه، لكن مهمتهم انحصرت في الدعم اللوجيستي، التي رأت معها المصادر الأمنية أنها لا تعني بالضرورة علم هذه المجموعة بالأهداف الحقيقية.

وقال المتهم ناصر خليل في التحقيقات إنه انضم إلى التنظيم بعد أن أخبره المتهم اللبناني بأنه سيتقاضى مبلغ 1500 جنيه شهرياً نظير مساعدته لأفراد التنظيم، وأضاف أنه وافق على الانضمام إلى التنظيم بعد أن أقنعه بأن الهدف هو مساعدة الفلسطينيين وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية والطبية، وأنكر المتهم معرفته بالمتهم الأول أو مقابلته شخصياً وأنه لم يعرف شيئاً عن موضوع الأسلحة أو تحديد مواقع استراتيجية أو رصد تجمعات للسياح في مصر.

وخلصت التحقيقات إلى أن المتهم الرئيس في القضية هو محمد يوسف منصور (لبناني الجنسية) والمعروف باسمه الحركي quot;سامي شهابquot; أوفد من الوحدة (1800) التابعة لحزب الله والمتخصصة في عمليات ما يسميه الحزب (دول الطوق) ليؤسس ويدعم التنظيم الذي يضم بين أعضائه اثنين من أهالي مدينة العريش يحملان الهوية المصرية. وحسب التحقيقات فإن التنظيم تلقى أموالا ضخمة من الحزب اللبناني لعمل سواتر في صورة مشروعات يتم من خلالها تنفيذ عمليات إرهاب للسائحين في سيناء وللسفن المارة في قناة السويس ، ومجموعة أخرى مختارة من العمليات الإرهابية.

كما أشارت التحقيقات إلى أن المتهم اللبناني يحمل عدة أسماء حركية داخل لبنان وخارجه وهو من مواليد بنت جبيل في لبنان في 14 سبتمبر من عام 1970، وحصل على الشهادة الابتدائية، وامتهن حرفة الحدادة، وهو من سكان الضاحية الجنوبية. وأضاف أنه انضم إلى حزب الله عام 1986 ، حيث التحق quot;بفصائل التعبئةquot; التابعة للحزب ، وتلقى تدريبا متخصصا على استعمال الأسلحة والمهارات القتالية، وشارك في عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، لافتاً إلى أنه بعد ست سنوات انتقل إلى فصائل الرصد والاستطلاع وتلقى دورة تدريبية على الاستطلاع والاستخبارات وقام بالفعل بجمع معلومات عسكرية عن القوات الإسرائيلية في إقليم التفاح.