بروكسل:شكلت الحرب على قطاع غزة التي شنها الجيش الاسرائيلي اواخر العام الماضي وراح ضحيتها آلاف المدنيين الفلسطينيين بين قتلى وجرحى صدمة كبرى لأوروبا ادت الى تغيير النظرة حول قضية فلسطين في أذهان الأوروبيين. هذا ما جزمت به باحثة ومحللة سياسية اوروبية واكدت quot;ان الاوروبيين والحكومات الاوروبية صدمت بالأحداث التي دارت في غزة كما صدم الجمهور الاوروبي بالصور المروعة التي كانت تتوالى تباعاquot;.

وقالت الدكتورة مارغريت جوهانسن من (معهد بحوث السلام والسياسة الأمنية في جامعة هامبورغ)ان المزاج الشعبي في اوروبا كان ضد الحرب وكانت هناك ادعاءات بارتكاب جرائم حرب لكن بعد ان رأى الجمهور حقيقة ما يحدث هناك لم يعد من السهل على الحكومات الأوروبية تجاهل الامر quot;واعتقد ان ذلك عمل بطريقة او اخرى على تغيير المفاهيم السائدةquot;.

وقد وصلت الدكتورة جوهانسن الى بروكسل لتشارك في اطلاق (تقرير السلام 2009) الذي ساهمت خمسة معاهد بحوث المانية في اعداده في حدث سياسي-ثقافي نظمه (مكتب المعلومات الامنية الدولية) وهو عبارة عن مركز بحوث ودراسات امنية يتخذ من بروكسل مقرا له.

واوضحت جوهانسن ان التقرير جزم في الفصل المخصص لحرب غزة بان quot;تقاسم السلطةquot; هو شرط اساسي لاحلال السلام بين الفلسطينيين واسرائيل. واضافت انه quot;اذا بقي ثمة تنافس بين حركتي (حماس) و(فتح) وهما ابرز الأطراف الفلسطينية الفاعلة فان اسرائيل لن يعود لديها من الدوافع ما يكفي لابرام معاهدة سلام معهماquot;.

ولاحظت ان السلطة الفلسطينية مدعومة من حركة فتح فقط في حين تبقى حماس خارج النظام السياسي وتفتقد للشرعية الدستورية وهو ما رأت به quot;الامر الضروري لاقامة دولة مستقرةquot;. وشددت المحللة السياسية الالمانية على quot;وجوب أن تدرج حماس في الحل بل وينبغي أن تكون جزءا من الحلquot;.

وقالت انها ترى انه من الخطأ من جانب الغرب مقاطعة حماس وانه كان ينبغي احترام نتائج انتخابات العام 2006 التي قال عنها الاتحاد الاوروبي انها كانت quot;نزيهة وديمقراطيةquot;.

وذكرت ان العالم العربي قام بالكثير من خلال جامعة الدول العربية ومن خلال خطة السلام التي طرحها في العامين 2002 و 2007. وختمت الباحثة الالمانية حديثها مؤكدة ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لن يحل بالوسائل العسكرية موضحة ان التقرير يرى ان اسرائيل ليست في وضع يسمح لها باجبار الفلسطينيين على قبول شروطها لوضع حد للصراع.