محمد حميدة من القاهرة: فى خطوة مناهضة لتأسيس جمعية شيعية يعتزم مفكرون وناشطون شيعة تأسيسها بديلا عن جزب سياسي ، اعلن الباحث الإسلامي فتحي عثمان عن عزمه تقديم بلاغ على يد محضر الى وزير التضامن الاجتماعي الدكتور على مصيلحى يطالبه فيه بعدم الموافقة على إنشاء الجمعية. وقال عثمان فى تصريحات خاصة لـquot;إيلافquot; ان إنشاء مثل هذه الجمعية ما هو إلا محاولة من جانب الشيعة لانتزاع الاعتراف بهم فى مصر . وحذر قائلا quot; لا يجب الموافقة لهم على هذه الجمعية او اى نشاط رسمى لأنها ستكون مظلة لتحقيق مشاريع تضر بالأمن القومي المصري quot; ، مشيرا إلى ان ولاء الشيعة ليس للدولة المصرية ولا ارض الكنانة بل ولائهم الأول والأخير للمرجعيات الدينية الشيعية وآيات قم فى إيران .

وكان الناشط والمفكر الشيعي أحمد راسم النفيس قد تقدم هو ومجموعة من المفكرين بأوراق تأسيس جمعية أهلية تحت اسم quot;جمعية الشيعةquot;، تهدف الى تجميع مجموعة من الشيعة المصريين، الذين لهم رؤية واحدة، ومصالح مشتركة إلى حد ما، ويتعرضون إلى مضايقات من الجهات الأمنية . وكانت أجهزة الأمن قد اعتقلت بحسب مصادر غير رسمية اكثر من 300 شيعي على رأسهم الشيخ حسن شحاتة إمام مسجد كوبري الجامعة بتهمة ازدراء الأديان ومحاولة نشر الفكر الشيعى وتلقى تمويل من خارج البلاد تحديدا من سوريا وإيران .ويريد شيعة مصر الحصول على حماية قانونية من الإجراءات الأمنية .

قال عثمان الذى صدر له مطبوعات مناهضة للمد الشيعى مثل quot;شاهنامة ارث الشيعة المزيفquot; ، وقصة quot;الخميني بين الحقيقة والخيال quot;، ان هذه الجمعية من جانب الشيعة فى مصر quot;ما هي إلا بديل عن إنشاء حزب شيعي quot; لأنهم يدركون جيدا ان لجنة الأحزاب لن توافق لهم على إنشائه وهو ما حدا بهم إلى استغلال القانون المصري المنظم للجمعيات الأهلية والذي قد يسمح بتأسيس جمعية للشيعة أسوة بغيرهم ، quot;وفى حال حدوث ذلك ينتزع الشيعة اعتراف رسمي بوجودهم بالرغم من أنهم لا يعترفون بالمذهب السنيquot; ، كما انهم سيمكنهم تلقى تبرعات من الخارج واستخدامها فى تنفيذ مشروعات الجهات الممولة التى تهدف الى اثارة القلاقل وزعزعة الاستقرار ، بالاضافة الى توزيع منشورات وطباعة كتب ومجلات تروج للمذهب الشيعى وتتعرض للصحابة .

وأشار عثمان الى ان محاولات التقريب التى بذلت من جانب علماء المذهبين الشيعي والسني انتهت بالفشل نظرا لعدم اعتراف الشيعة بالمذهب السني وعدم استجابة الحوزة العلمية فى النجف وقم لما تم الاتفاق عليه بفتح دار للتقريب فى طهران أسوة بمصر وإنشاء مجلة تتحدث باسم السنة فى طهران ودراسة الفقه السني . وبالرغم من ان فتاوى صدرت من قبل علماء السنة مثل الشيخ شلتوت شيخ الأزهر الراحل بجواز التعبد بالمذهب الشيعي وأخرهم فضيلة الشيخ على جمعة مفتى الديار المصرية بجواز التعبد بالمذهب الشيعي ، إلا أن الحوزة العلمية في النجف الاشرف كان لها رأى أخر وانتقدت بعد أيام معدودة تصريحات السيد علي أكبر محتشمي وزير الداخلية الأسبق في إيران لأنه قال : يجوز للشيعة التعبد بالمذهب السني موافقا بذلك ما ذهب إليه شيخ الأزهر الراحل في مصر محمود شلتوت من جواز تعبد المسلم السني بالمذهب الجعفري.

وتأتى محاولة إنشاء الجمعية الشيعية فى أعقاب إعلان الأمين العام لمجلس رعاية أل البيت محمد الدريني تصفية المجلس واعتزال العمل العام. وبعد ثلاثة ايام تقريبا من مشروع quot;إعلان شيعة مصرquot; الذى حمل توقيع الدكتور أحمد راسم النفيس ويتضمن خلاصة توافقات وتفاهمات المفكرين والمثقفين الشيعة في مصر بشأن الأوضاع الراهنة . وأكد البيان ان أوضاع الشيعة المصريين ازدادت سوءا من بعد خلية حزب الله التى اتهمتها السلطات بمحاولة زعزعة الأمن القومي المصري، وهو الأمر الذي جعل الشيعة المصريين في قفص الاتهام وتم تصنيفهم علي أنهم أصبحوا جزءا لا يتجزأ من محور الشر الذي يضم إيران وكوريا الشمالية.

وطالب البيان باحترام الجهود التي بذلها علماء الدين الأفاضل أمثال الشيخ محمود شلتوت والشيخ محمد الغزالي والشيخ محمد أبو زهرة لتحقيق الوحدة الإسلامية وإدانة كل محاولات الانقلاب عليها والإطاحة بثمارها. وأدان على الجانب الأخر حملات التكفير والسب والقذف من أي جهة كانت فضلا عن استخدام لغة مسيئة ومبتذلة في إدارة الحوار الفكري بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة كما أكد البيان علي مواجهة الأخطار التي تهددهم وعلي رأسها المشروع الصهيوني الذي يهدف لإخضاعهم والهيمنة علي مقدراتهم السياسية والاقتصادية.