واشنطن: رأت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; أن quot;الهدوء السطحي الذي تشهده إيران على صعيد التظاهرات المشتتة والنادرة يخفي نشاطاً حثيثاً وبوادر ولادة معارضة سياسيةquot;، مشيرةً الى quot;الحركة الاجتماعية واسعة النطاق التي أعلن المعارض حسين موسوي عن انشائهاquot;. واعتبر الصحيفة أن quot;الشخصيات الإيرانية السياسية البارزة في المعارضة لطالما كانت حجر الزاوية في الجمهورية الاسلامية. ولعل الأمر الأكثر اثارة للاستغراب هو موقف رجال الدين، حيث لم يقم سوى قليل من أبرز آيات الله الإيرانيين بإعلان تأييدهم للرئيس أحمدي نجاد، بل ان أحدهم اصدر فتوى الأسبوع الماضي، تجيز مقاطعة حفل تنصيب أحمدي نجاد رئيساً لإيرانquot;. ووجت انتقاداً مباشراً quot;لآية الله علي خامنئي الذي يمثل السلطة الدينية العليا في إيرانquot;.

ورأت الصحيفة أن quot;تصرفات ملالي إيران تعكس تحول النفوذ السياسي في إيران من المؤسسة الدينية الى المؤسسة العسكريةquot;، موضحة ان quot;الرئيس أحمدي نجاد نفسه كان عاملاً في هذا التغيير وهو المحارب القديم في الحرب الإيرانية العراقية وصاحب روابط قوية بالحرس الثوري الإيراني، بل انه حرص في ولايته على تحويل بعض الأرصدة الحكومية من المؤسسات الدينية الخاضعة للملالي الى الآلة العسكرية والحرس الثوريquot;.

ولاحظت الصحيفة أن quot;دور خامنئي ضلل الى حد ما تحول القوى، لاسيما وأنه لعب دوراً على كلا الطرفين فهو رجل دين مقرب من الحرس الثوري وقد حرص على تنمية علاقاته بهquot;. quot;ورغم أنه يتعذر استقراء حقيقة الخلاف الواقع بين أحمدي نجاد وخامنئي، الا أن هذا الخلاف دليل واضح على الصدع المتنامي في صرح النخبة السياسية في إيرانquot;، هذا ما أكدته الصحيفة الأميركية، مشيرة إلى أن quot;حالة الاضطراب التي أصابت إيران تجعل من المستحيل على أميركا الخوض الآن في أي حوار معها، لأن اية مباحثات مع أحمدي نجاد من شأنها اضفاء شرعية على نظام فقد التأييد في بلادهquot;.

واعتبرت أن quot;الاستراتيجية الأميركية المثلى في ظل الظروف الراهنة هي الانتظار والتحلي بالصبر، فالكرة باتت في ملعب طهران، ويقع على عاتق أحمدي نجاد وخامنئي الرد على العرض السخي والجدي الذي تقدم الغرب في شهر نيسان به لإيرانquot;، مؤكدةً أن quot;قادة إيران يواجهون ضغوطاً أشد من الضغوط التي يواجهها الغربquot;.