واشنطن: صرح جنرال هولندي الثلاثاء ان القوات التابعة للحلف الاطلسي في ولاية اوروزغان الجنوبية نجحت في قلب المعادلة في مواجهة متمردي طالبان لكن الامر استغرق سنوات من الجهود والصبر. وصرح الجنرال توم ميدندورب الذي يقود قوات الحلف الاطلسي في الولاية ان كسب ثقة السكان المحليين في ولاية اوروزغان الفقيرة استغرق عامين من العمليات العسكرية ضد متمردي طالبان ودوريات على مدار الساعة.

وقال للصحافيين في لقاء عبر الفيديو ان طرد المتمردين من المراكز السكنية كان الشق الاقل صعوبة في الحملة، لكن ضمان وجود دائم لقوات الحلف الاطلسي واقامة علاقات مع السكان المحليين استغرق المزيد من الوقت والجهد. وقال ميدندورب quot;ان العمليات الواضحة تنجح على الدوام، لكن الصعوبة تاتي لاحقا. وهي تكمن في المحافظة على الوجود في المنطقة وكسب ثقة السكانquot;.

واضاف quot;هذا استغرقنا عامين في المناطق الامنة التي كنا فيهاquot;. وقال ميدندورب انه قبل عامين تواجهت القوات الهولندية تكرارا مع عناصر طالبان في المنطقة، لكن الان بات من النادر ان يبادر المتمردون بالهجوم، بل يلجاون الى وضع العبوات الى جانب الطرقات.

واضاف ان التجربة اثبتت عدم وجود quot;حلول سريعةquot; في حملة مكافحة التمرد. وتابع quot;انها عملية تحتاج اعواما، من اجل كسب ثقة الناس والتفاعل معهم بكثافة. كما انها تحتاج الى تواجدنا ليل نهارquot;. وقال ان الهولنديين كانوا يسيرون دوريات راجلة ليلا لاطعاء السكان احساسا بالامان.

وبعد ان ضمنت قوات الحلف الاطلسي امن السكان دخل الجيش والشرطة الافغانيان الى القرية بعد ان غابا عنها عامين، بحسبه. وقال ان تحسن الظروف الامنية في اوروزغان سمح لحوالى 50 منظمة للتنمية ان تبدا عملها في المنطقة المحاذية لولاية هلمند حيث يشن الالاف من مشاة البحرية الاميركية (مارينز) عملية على المتمردين. واعتبر الجنرال الهولندي اوروزغان quot;اكثر الولايات فقرا في احدى اكثر الدول فقرا في العالمquot; حيث تقدر نسبة السكان الذين يقرأون ويكتبون باقل من 10%.

واضاف quot;ان جلتم على الولاية، فكانكم تدخلون منطقة من حقبة العهد القديمquot;.

وتبقى العبوات اليدوية الصنع اكبر خطر يهدد قوات الحلف الاطلسي في المنطقة، فيما تستهدف القوات الخاصة الاميركية والاسترالية شبكات المتمردين المسؤولة عن وضعها، بحسب المصدر نفسه.

واتى كلام الجنرال بعد اصابة ثلاثة جنود هولنديين السبت عند انفجار عبوة يدوية الصنع في اليتهم المدرعة الخفيفة اثناء دورية في اوروزغان. ودعا القائد الجديد للقوات الاميركية والاطلسية الجنرال ستانلي ماكريستال الى اعطاء اولوية اكبر لضمان امن السكان عوضا عن مطاردة المتمردين والحد قدر الامكان من عدد العمليات الجوية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وافاد جنرال اميركي في شرق البلاد ان المقاربة الاكثر قيودا في محيط المناطق الماهولة التي امر بها ماكريستال تلزم قواته بتوخي المزيد من الحذر في تحركاتها. وقال الميجور جنرال كورتيس سكاباروتي للصحافيين في مؤتمر عبر الفيديو quot;اعتقد ان ذلك قد يكون في بعض الحالات خفف من وتيرة عملياتنا حيث اننا بتنا نأخذ المزيد من الوقت، وننتظر تطور وضع ما للتثبت مما اذا كان هناك مدنيون في المنطقةquot;.

وقال quot;قد نناور لمدة اطول لكسب موقع افضل، حيث نعلم انه يمكننا استبعاد اي اصابات بين المدنيينquot;. وادى مقتل مدنيين سقطوا على الاخص في غارات جوية نفذها الحلف الاطلسي الى موجة غضب في البلاد بحيث امر ماكريستال القوات الاميركية بضبط النفس لتقليل خطر سقوط قتلى من المدنيين.