غزة: تحدى متشددون اسلاميون من جماعة فلسطينية تسمى (جند انصار الله) حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم غزة يوم الجمعة بالاعلان عن اقامة quot;امارة اسلاميةquot; في القطاع مما أدى الى وقوع اشتباكات اسفرت عن مقتل 16 مسلحا، ورغم ان جماعة جند انصار الله لم تحشد سوى بضع مئات من الرجال للاحتفال بتلك المناسبة في مسجد بغزة الا ان هذه الخطوة كانت التحدي الاحدث لحماس من قبل جماعات تتبنى نهجا متشددا مؤيدا للقاعدة

أعقب ذلك الهجوم الذي شنته شرطة حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة الجمعة على مسجد تتحصن فيه مجموعة اسلامية وصفتها بانها quot;تكفيريةquot; في رفح جنوب قطاع غزة، اعقبته اشتباكات اسفرت عن مقتل 13 شخصا على الاقل واصابة اكثر من مئة بجروح، وفق مصادر طبية. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة الفلسطينية لفرانس برس ان عدد القتلى ارتفع الى 13 قتيلا، وعدد الجرحى يربو على المئة.

وحتى قبيل منتصف الليل، كان لا يزال يسمع صوت اطلاق النار من الاسلحة الرشاشة وانفجارات جراء اطلاق قنابل يدوية على الارجح، في حين كانت سيارات الاسعاف تنقل الجرحى والقتلى في الحي الذي فيه مسجد ابن تيمية الذي كان لا يزال عدد من مسلحي جماعة quot;جند انصار اللهquot; المتشددة يتحصنون في مئذنته، كما افاد شهود عيان ومصورو فرانس برس. واغلقت الشرطة منطقة الاشتباكات ومنعت الوصول اليها. وقال شهود ان شرطة حماس قامت بتفجير بيت زعيم المجموعة الشيخ عبد اللطيف موسى القريب من المسجد المحاصر، والذي لم يعرف مصيره. كما تم نسف مبنى مجاور له تحصن فيه المسلحون، واخلاه سكانه. ولم يعرف ان هناك ضحايا تحت الانقاض.

ولم يتسن للطبيب معاوية حسنين تحديد هويات القتلى والجرحى الذين نقلوا الى مستشفى ابو يوسف النجار في رفح، لكنه اكد ان بينهم عددا كبيرا من المدنيين وان نحو عشرين من الجرحى في حالة حرجة، وان بين القتلى قياديا محليا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يدعى محمد الشمالي.

وتشكل منطقة رفح موطنا للحركة السلفية الجهادية التي تنتمي اليها مجموعة جند انصار الله والقريبة ايديولوجيا من تنظيم القاعدة. وهاجمت شرطة حماس مسجد ابن تيمية عصر اليوم بعيد صلاة الجمعة، حيث كان يتحصن مسلحو الجماعة عقب اعلان زعيمها عن قيام quot;امارة اسلاميةquot;.

وحمل المتحدث باسم حركة حماس طاهر النونو في مؤتمر صحافي في غزة مساء الجمعة، quot;المدعو عبد اللطيف موسى ومن معه المسؤولية الكاملة لما حدث نتيجة اعلانه الغير مسؤول خلال خطبة الجمعة، ولن نسمح بعودة الفلتان الامني تحت اي مظلةquot;.

وطالب المتحدث quot;كل من ينتمي الى هذه المجموعة التكفيرية بان يسلم نفسه وسلاحه للشرطةquot;.

واكد انه quot;جرت العديد من الاتصالات معهم في السابق وحاولنا اقناعهم بالرجوع عن هذا الفكر واليوم اعلنوا قيام كيان لا يقوم على القانون ويكفر ابناء شعبناquot;.

وقال الشيخ عبد اللطيف موسى، وهو كذلك امين عام الجماعة السلفية الجهادية في غزة خلال خطبة الجمعة في مسجد ابن تيمية، quot;نعلن اليوم عن ولادة المولود الجديد: الامارة الاسلامية في اكناف بيت المقدسquot;.

واضاف موسى يحيط به عدد من المسلحين quot;سنقيم هذه الامارة على جثثنا. وسنقيم بها الحدود والجنايات واحكام الشريعة الاسلامية، ونعاهد الله أن نعمل على طاعتهquot;.

وتوجه الى حكومة حماس بقوله quot;اما ان يطبقوا شرع الله ويقيموا الحدود والاحكام الاسلامية او يتحولوا الى حزب علماني تحت مظلة الاسلامquot;.

وتابع quot;في حال تطبيق حماس شرع الله نحن السلفيين لدينا استعداد ان نعمل خدما لهذه الحكومة التي تطبق شرع اللهquot;.

وردت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة على ذلك في بيان مؤكدة ان quot;عبد اللطيف موسى اعلن قيام امارة اسلامية ويبدو انه اصابته لوثة عقلية ونؤكد ان اي مخالف للقانون يحمل السلاح لنشر الفلتان ستتم ملاحقته واعتقالهquot;.

فيما أعلنت حركة (حماس) على لسان الناطف باسمها سامي أبو زهري أنها لن تسمح لأحد في قطاع غزة بـquot;أخذ القانون باليدquot;، معتبرة أن ذلك مسؤولية الجهات الأمنية. وقال أبو زهري إن هذا quot;تعبير عن انزلاقات فكرية لا علاقة لها بأية ارتباطات خارجيةquot;، وتابع quot;غير مسموح لأي جهة أو أفراد أخذ القانون باليد فهذه مسؤولية الجهات الأمنيةquot;.

وجاء اعلان عبد اللطيف موسى في حين كان اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال اكد خلال خطبة الجمعة في مسجد الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، عدم وجود اي تنظيمات متشددة في غزة، وقال هنية quot;لا يوجد على ارض قطاع غزة مثل هذه التنظيمات والمجموعات ولا يوجد على ارض غزة الا اهلها وان اهل القطاع ليسوا بحاجة الى رجالquot;.

واعتبر ان quot;ما يتناوله الاعلام الاسرائيلي بهذا الشأن هدفه التحريض ضد القطاع وجلب تحالف دولي ضد غزة، ويعكس مأزقا إسرائيليا في التعامل مع غزةquot;.

وافاد شهود ان مجموعة جند انصار الله هددت اصحاب مقاهي الانترنت بحرقها كما انهم يعملون على فرض قيود اضافية لالتزام الحشمة في القطاع.

وحصل اول احتكاك بين حماس والمجموعة غداة انفجار استهدف حفل زفاف في خان يونس في 21 تموز/يوليو الماضي، واعلنت اثره مجموعة جند الله في بيان على الانترنت ان مسلحين من حماس يحاصرون عددا من اعضائها بتهمة الضلوع في التفجير.

ونفت جماعة quot;جند انصار اللهquot; حينها علاقتها بالتفجير وقالت ان عناصرها اتهموا quot;ظلما وزوراquot;.

وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ منتصف 2007 بعد معارك دامية مع الاجهزة الامنية الموالية لحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.