طهران: ذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء أن ايران ستحاكم المزيد من الاشخاص اليوم الاحد لمشاركتهم في الاضطرابات التي اندلعت في أعقاب انتخابات الرئاسة الايرانية التي جرت في يونيو حزيران والمتنازع على نتيجتها. وقالت الوكالة quot;بدأت اليوم جلسة المحاكمة للمجموعة الثالثة من المتهمين بالمشاركة في الاضطرابات التي تلت الانتخاباتquot; مضيفة أنه ليس هناك أي سياسيين معتدلين بارزين بين من يحاكمون اليوم.

الى ذلك يزور الرئيس السوري بشار الأسد اليوم العاصمة الإيرانية طهران، لتهنئة الرئيس محمود أحمدي نجاد بإعادة انتخابه والبحث في تطورات الوضع الإقليمي. ونقلت قناة (العالم) التلفزيونية الإيرانية اليوم أن الأسد سيبحث مع نظيره الإيراني توسعة العلاقات الثنائية ، والتطورات الإقليمية. وهذه هي الزيارة الرابعة للأسد إلى طهران منذ تسلم الرئيس نجاد مهامه الرئاسية قبل أربع سنوات، فيما زار نجاد دمشق عدة مرات.

وعين علي خامنئي المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران رجل الدين صادق لاريجاني رئيسا للقضاء. ويأتي تعيين لاريجاني في وقت يثور فيه جدل قانوني وسياسي في ايران حول محاكمة بعض رموز المعارضة الذين شاركوا في المظاهرات المنددة بنتيجة الانتخابات الرئاسية، ووسط اتهامات بوقوع حالات اغتصاب وتعذيب حتى الموت بين المعتقلين. يذكر أن لاريجاني عضو في الحرس الثوري الايراني وهو شقيق رئيس البرلمان علي لاريجاني.

إلى ذلك دعا مهدي كروبي، أحد زعماء المعارضة في إيران إلى التظاهر يوم الإثنين، وأعلنت جماعة أنصار حزب الله إيران أنها ستهاجم مقر جريدة quot;إعتماد مليquot; التابعة للاصلاحي مهدي كروبي بسبب نشر رسالة الانتهاكات الجنسية. فيما يشن المحافظون حملة تبدو منظمة، عبر منابر صلاة الجمعة في طهران ومشهد وأصفهان، للحث على محاكمة الإصلاحيين مير حسين موسوي وكروبي. من جهته دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في جلسة للمجلس الأعلى للأمن القومي بضرورة اعتقال زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، و8 من المسؤولين بينهم علي أكبر محتشمي بور، وعلي الويري ومحمد رضا خاتمي الشقيق الأصغر للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، وأحد أبناء هاشمي رفسنجاني، وفقًا لما أعلنته مصادر إيرانية أمس. كما طالب جميع خطباء الجمعة في إيران السلطة القضائية وأجهزة الأمن باعتقال كروبي وإحالته إلى المحكمة.

وقالت المصادر إن أعضاء مجلس الأمن اعترضوا على هذا المقترح إلا أن الرئيس نجاد عرض ذلك على المرشد الديني علي خامنئي الذي رفض طلبه أيضًا. وأكد أعضاء المجلس لنجاد أن اعتقال موسوي سيؤدي إلى سقوط النظام. وكان معظم خطباء المساجد في صلاة الجمعة في إيران (وهم ممثلون لخامنئي في المحافظات والمدن الصغيرة) قد طالبوا أمس بضرورة اعتقال مهدي كروبي ومحاكمته بسبب نشره رسالة تضمنت وقوع اغتصاب جنسي في المعتقلات الإيرانية.

وأكد نائب رئيس مجلس الخبراء أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في جامعة طهران أمس، أن رسالة كروبي إلى رفسنجاني أثارت حزن الأوفياء للنظام. وأضاف أن كروبي نشر الأسبوع الماضي رسالة مليئة بالافتراءات والتهم ضد النظام، وأن هذه الرسالة quot;المنحرفةquot; أدخلت الفرح على أميرکا واسرائيل والأجانب. وأشار خاتمي إلى أن السلطة القضائية واللجنة الخاصة التي شکلها مجلس الشورى أکدتا عدم وقوع أي اعتداء جنسي داخل السجون، وأن ما ذکره کروبي من تهم کانت أکاذيب، وأن هذه الرسالة تريد المساس بسمعة النظام السياسي ودماء 300 ألف شهيد.

ومن جهة اخرى طالب الزعيم الديني المحافظ آية الله أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في طهران بتقديم المرشح الخاسر، مهدي كروبي، للمحاكمة بتهمة الافتراء لقوله إن بعض المعتقلين تعرضوا للاغتصاب أثناء الاعتقال، وقال خاتمي إن اتهامات كروبي أساءت لسمعة إيران وصبت في مصلحة أعداء إيران كإسرائيل والولايات المتحدة. وكان كروبي قد قال أيضًا إن بعض المحتجين المعتقلين عذبوا حتى الموت في السجن، لكن المسؤولين الإيرانيين نفوا ادعاءات الاغتصاب، وان أقروا بوقوع انتهاكات.

نواب سابقون يطالبون بالنظر في صلاحية خامنئي

وعلى صعيد متصل تقدمت مجموعة من اعضاء البرلمان الايراني السابقين بطلب الى مجلس الخبراء للنظر في مدى صلاحية آية الله خامنئي للقيام بمهامه كمرشد اعلى للثورة الاسلامية في ايران. ونشر الخطاب في عدة مواقع الكترونية معارضة للحكومة الايرانية، دون ذكر اسماء النواب السابقين او عددهم، وحسب النظام السياسي في ايران، فان مجلس الخبراء هو الجهة المختصة باختيار المرشد او عزله اذا كان غير قادر على الاضطلاع بمهامه.

ووجه النواب السابقون خطابهم الى علي اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء، ورئيس ايران السابق، وطالبوا فيه باجراء تحقيق قانوني بناء على نص المادة 111 من الدستور الايراني، والتي تنص على عزل المرشد الاعلى اذا كان غير قادر على ممارسة صلاحياته. ولم يصدر تأكيد من مجلس الخبراء حتى الآن بصدور الخطاب. وادان اعضاء البرلمان السابقين في خطابهم الى مجلس الخبراء الطريقة التي واجهت بها السلطات المحتجين على انتخابات الرئاسة الايرانية، والتي اعلنت السلطات فوز محمود احمدي نجاد بها.