ميدفيديف: إسرائيل تسعى لإقامة علاقات سلام مع جيرانها

موسكو: قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس انه لا يستبعد تفجّر الوضع في الشرق الأوسط، لكنه أعرب عن ثقته في قدرة روسيا على الحيلولة دون حدوث ذلك. ونقلت وكالة الأنباء الروسية quot;نوفوستيquot; عن بيرس في ختام محادثاته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في مقر إقامته في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود quot;كلي أمل وأنا واثق بأن روسيا ستبذل كل جهودها للحؤول دون حدوث تفجيرات محتملة للوضع في منطقتناquot;. وقال quot;لدي شعور أننا فتحنا فصلاً جديداً في العلاقات الثنائيةquot;، داعياً في الوقت ذاته إلى تكثيف التعاون في مجال التكنولوجيا البيولوجية والزراعة.

ووافق الرئيس الروسي على ان اللقاء كان مفيداً وساعد في quot;فهم أفضل لمواقف كل جانبquot;. من جهة أخرى، وصف الرئيس الروسي محاولات إكساب النازية صفة بطولية بأنها quot;غير جائزةquot; وquot;إجراميةquot;. وأضاف quot;مهمتنا تتلخص في التصدي لتشويه الواقع التاريخي لصالح هذه السيناريوهات السياسية أو تلكquot;، متابعاً quot;لا نستطيع غض النظر، عندما تشكك هذه الدول أو تلك في مساهمة الاتحاد السوفيتي الحاسمة في الحرب العالمية الثانية، وفي تراجيديا الهولوكوستquot;.

وجاء في البيان المشترك، الذي صدر عن الرئيسين في ختام محادثاتهما، أن محاولات نفي الهولوكوست تشكل إهانة مباشرة لكافة ضحايا الحرب العالمية الثانية ولكل من كافح الفاشية. وأضاف البيان ان quot;محاولات نفي الهولوكوست ما هي إلاّ محاولة للتقليل من أهمية مأساة الهولوكوست، وشطبها من التاريخ، وكذلك السكوت عن هلاك ومعاناة ملايين الضحايا الأبرياء من مختلف القومياتquot;.

وفي سياق آخر، قال ميدفيديف إن إسرائيل تسعى حقاً إلى إقامة علاقات سلام مع جيرانها، في حين قال بيرس أن إسرائيل لا تهدد إيران. وأضح إن بلاده quot;تسعى حقاً إلى إقامة علاقات سلمية ومستقرة مع جيرانها، وتتجه نحو ممارسة سياسة تندرج في هذا السياقquot;. إلاّ ان ميدفيديف، أكد إن تحقيق هذه الأهداف في الشرق الأوسط، quot;يتطلب عملاً كبيراً جداًquot;. وقال إنه quot;من الضروري التخلي عن سيناريوهات المواجهة، والتحدث بلهجة هادئة. ومن الضروري التخلي عن الإجراءات الأحادية الجانب، وأقصد بهذا كافة أطراف النزاعquot;.

ووعد بأن تساعد روسيا، بصفتها أحد المشاركين في اللجنة الرباعية الخاصة بالتسوية في الشرق الأوسط، quot;على تقريب هذه الأهدافquot;. وقال إن روسيا لا تعلق آمالاً كبيرة على مؤتمر موسكو بشأن الشرق الأوسط، الذي سبق أن عرضت عقده، ولكنها تعتبره quot;مفيداًquot;. وقال quot;إننا لا نبالغ في تقييم أهمية المؤتمرات على اختلاف أنواعها، ومع ذلك نعتبرها مفيدة للتفاوض الذي من الضروري تنشيطهquot;.

من جهته، قال بيرس إن إسرائيل لا تهدد إيران، وترى أنه تتوفر إمكانية التقليل من خطر زعزعة الوضع في الشرق الأوسط. وأوضحت ناطقة باسم الوفد الإسرائيلي للصحافيين، أن بيرس كان يقصد التقليل من خطر quot;تحول إيران إلى دولة نوويةquot;. وأكد أن إيران هي العضو الوحيد في الأمم المتحدة الذي يهدد إسرائيل، لافتاً إلى انه quot;لا توجد حاجة لتأكيد أن إسرائيل لا تهدد إيران، ولا تهدد أي جهة أخرىquot;، مطالباً روسيا الضغط على إيران للخروج من المأزق النووي.

وقال بيرس انه قدم دعوة لنظيره الروسي لزيارة إسرائيل، وشكر الرئيس الروسي ضيفه على هذه الدعوة. وكان ميدفيديف قال في مستهل المحادثات إنه يتوقع أن يتيح هذا اللقاء له مناقشة شتى المسائل مع quot;أحد أكثر سياسيي العالم حنكةquot;. وأضاف أنه يتوقع أن تتناول المحادثات الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وخاصة ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط وغيرها من القضايا الإقليمية التي quot;وإن كانت صعبة إلاّ أن الضرورة تقتضي مناقشتهاquot;.

وكان مسؤول في الكرملين قال لـquot;نوفوستيquot; اليوم ان الرئيسين سيبحثان خلال لقائهما الوضع في الشرق الأوسط، والتحضير لمؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط، وحالة ومستقبل العلاقات الروسية الإسرائيلية مع التركيز على الجوانب التكنولوجية والعلمية في التعاون بين البلدين. ومن المقرر أن تدوم زيارة بيرس إلى روسيا يومين.