صورة أرشيفية للسناتور الراحل ادوارد كنيدي

إيلاف، وكالات: تواجه أسرة كنيدي احتمال الغياب عن الساحة السياسية مع وفاة السناتور ادوارد كنيدي وخاصة مع عدم وجود وريث يحمل شعلة العائلة ومتابعة المسيرة. وقد يكون ادوارد آخر البارزين السياسيين فيالسلالة. فسوء الطالع يترافق مع العائلة الكنيدية بدءًا من اغتيال الرئيس جون كنيدي شقيق المرحوم وصولا إلى وفاة شقيقته يونيس منذ أسابيع مضت. وتوفي كنيدي (77 عاما) وهو الملقب بأسد مجلس الشيوخ وأكثرهم حنكة سياسية ومرونة تفاوضية في تاريخ الولايات المتحدة في وقت متأخر يوم الثلاثاء بعد صراع مع سرطان دماغي. وأثار تشخيص اصابة كنيدي بالسرطان ثم وفاته تكهنات بشأن من قد يخلف السناتور الذي يعد الثالث من حيث طول مدة الخدمة في مجلس الشيوخ وما اذا كان جيل جديد يمكن أن يخلفه.

وفي حين ينشط الكثير من افراد عائلة كنيدي الاصغر سنا في الحياة المدنية لكن لا يمارس اي منهم نشاطا سياسيًا على مستوى النشاط الذي مارسه تيد كنيدي الاخ الاخير بين اربعة اخوة من عائلة كنيدي من بينهم جون الرئيس الذي انتخب عام 1960 واغتيل عام 1963 وروبرت عضو مجلس الشيوخ في نيويورك والذي كان وزيرًا للعدل والذي انتهت محاولته لخوض انتخابات الرئاسة باغتياله رميًا بالرصاص عام 1968 . أما الاخ الاكبر جوزيف جونيور

تيد كينيدي سيوارى في مقبرة ارلينغتون

بايدن ينعي كينيدي ويشيد بمزاياه

مذكرات إدوارد كينيدي تنشر في سبتمبر المقبل

الطيار فقد قتل في الحرب العالمية الثانية. وخيارات وراثة فرد اخر من عائلة كنيدي مقعد مجلس الشيوخ الذي تشغله الاسرة منذ خمسين عاما تقريبا محدودة وكثيرا ما يذكر اسم جوزيف ابن اخي كنيدي والابن الاكبر لروبرت كنيدي كمرشح محتمل. ومن الممكن أن يحافظ أفراد اخرون من عائلة كنيدي على السلالة حية غير ان ايا منهم لم يطل قامة الراحل والذي يعتبر على نطاق واسع واحدا من أكفأ الشخصيات في عقد الصفقات والاتصالات حيث تزخر خطبه بالتشبيهات المؤثرة التي تشتهر بها عائلة كنيدي

مسيرة شكوك وتساهل

أحيط مستقبل ادوارد كنيدي السياسي عام 1974 بقدر من الشكوك، فقبل ذلك بأربعة أعوام غرقت مساعدته الشابة ميري جو كوبيتشني حين سقطت سيارة كنيدي من جسر في تشاباكويديك في جزيرة سياحية في ماساتشوستس بعد حفل استمر طول الليل مع مجموعة من الأشخاص بينهم ست نساء كن قد عملن في الحملة الانتخابية لشقيقه روبرت. ولاحقت تساؤلات تتصل بالاخلاقيات فضلا عن شائعات حول ادمانه الخمر انذاك، لكن جاذبية ادوارد بوصفه اخر quot;الاخوان كنيديquot; ساعدت مساعيه في الحملات الانتخابية الرئاسية. وظهر ولو لفترة قصيرة على الاقل في كل حملة ترشيح نظمها الحزب الديمقراطي منذ عام 1968 الى عام 1988

وعندما شغل مقعد مجلس الشيوخ لاول مرة والذي كان يشغله قبل ذلك جون كنيدي عام 1962 كان ينظر له على أنه يفتقر الى الوزن السياسي وانه يدين بالفضل لاسم عائلته في شغله المقعد .ولكن خلال نحو نصف قرن قضاها في المجلس أصبح كنيدي واحدا من أكثر أعضاء مجلس الشيوخ فاعلية اذ كان يصيغ التشريعات من خلال التعاون مع النواب والرؤساء من كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.وساعد في سن إجراءات لحماية الحقوق المدنية وحقوق العمال وتوسيع الرعاية الصحية وتطوير المدارس وزيادة المساعدات للطلبة واحتواء انتشار الاسلحة النووية. ورغم الخلفية الكاثوليكية الدينية لديه إلا أنه تراجع عن معارضته لحق الإجهاض، كما تبنى زواج المثليين، ودافع عن حقوق المهاجرين إلى الولايات المتحدة، ودعا إلى انسحاب القوات البريطانية من أيرلندا الشمالية وأيد توحيد ايرلندا.

وبعد وفاة روبرت كنيدي كان من المتوقع أن يرشح ادوارد نفسه للرئاسة ولكن غرق الشابة كوبيتشني بعد أن سقطت سيارة كنيدي من فوق جسر في منتجع في ماساتشوستس في العام 1969، وتشويه هذا الحادث لصورته خاصةً بعد أن تبين انه لم يبلغ السلطات بالحادث. وقد اضطر ادوارد للاعتراف بخطئه متعللا بأنه كان في حالة صدمة، وحكم عليه بالسجن لمدة شهرين مع ايقاف التنفيذ. هذه الحادثة وما أحاط بها من ملابسات، وما اعتبر من جانب الرأي العام نوعا من quot;التسترquot; أدى إلى تقويض أي آمال لإدوارد في دخول البيت الأبيض. لذا عندما رشح كنيدي نفسه في انتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي عام 1980 هزم أمام جيمي كارتر الرئيس الاسبق للولايات المتحدة. وبعد إحباط طموحه في الوصول للرئاسة كرس كنيدي حياته للعمل في مجلس الشيوخ.

اوباما في مقدمة المعزين

السناتور ادوارد والرئيس اوباما

وبعد ان اعلنت عائلة كنيدي في بيان ان quot;ادوارد م. كينيدي - الزوج والاب والجد والشقيق والعم الذي كنا نحب ونعز - توفي في وقت متأخر مساء الثلاثاء في منزله في هيانيس بورتquot; في ولايته مساتشوستس. واكدت العائلة ان الفقيد quot;كان يحب بلده وكرس حياته لخدمتهquot; مشددة على quot;نضاله الذي لم يعرف الكللquot; من اجل العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر. وعلى الاثر توالت ردود الفعل المعزية بالراحل والمشيدة به سواء من داخل الولايات المتحدة ام من خارجها.واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الحزن quot;يفطر قلبهquot; لوفاة السناتور كنيدي، مشيرا الى ان بوفاته quot;انتهى فصل مهم في تاريخنا. واضاف اوباما في بيان اصدره من منتجع مارثاز فينيارد حيث يقضي اجازته quot;لقد فقدت بلادنا قائدا عظيما حمل الشعلة من شقيقيه اللذين قتلا واصبح اعظم اعضاء مجلس الشيوخ الاميركيين في عصرنا.

بدوره اعرب زعيم الاكثرية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد عن حزنه لفقدان من وصفه بquot;بطريركناquot;، في حين اكدت نانسي ريغان ارملة الرئيس الراحل المحافظ رونالد ريغان ان زوجها وتيد quot;تمكنا على الدوام من ايجاد ارضية تفاهم وكان يجمعهما الكثير من الاحترام المتبادل.وفي لندن اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان الحزن على الفقيد سيطال quot;كل القاراتquot;، في حين اعتبر نظيره الايرلندي براين كوين ان بلاده quot;فقدت صديقا حقيقيا. وفي تل أبيب عزت القيادة الإسرائيلية بوفاة كنيدي ، وقال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيرس إن quot;كينيدي كان صديقا كبيرا لإسرائيل طوال الطريق وفي كل مكان كان بإمكانه تقديم المساعدة لها فعل ذلكquot;. وأضاف quot;أنا أعرف أن وفاته هي خسارة كبيرة للشعب الأميركي وأنا أشارك هذا الشعب حزنه لكنه خسارة كبيرة أيضا لكل إنسان حساس ومفكر في العالم كلهquot;. وتابع بيرس أن quot;كينيدي كان زعيما كبيرا وغير اعتيادي وقد تغلب صوته على أفكار مسبقة وحواجز كثيرةquot;.

نبذة

ولد تيد في 22 شباط/فبراير 1932 في بوسطن (شمال شرق) وهو الابن الاصغر بين الاولاد التسعة لجوزف وروزا كينيدي، ومثل مساتشوستس في مجلس الشيوخ دون انقطاع منذ العام 1962 في صفوف الديمقراطيين شاغلا المقعد الذي شغر بانتخاب شقيقه جون رئيسا. التحق بعد ذلك بالجيش حيث خدم في مقر القيادة العليا للحلفاء في باريس قبل أن يعود للالتحاق بجامعة هارفارد التي تخرج منها عام 1956 حيث درس القانون .

وفي السياسة بقي في ظل شقيقيه الاكبرين حتى اغتيال روبرت في حزيران/يونيو 1968 خلال الحملة الانتخابية، ليصبح في ما بعد من كبار وجوه اليسار الاميركي. غير ان منتقديه يعتبرون ان الفضائح التي طالت حياته الشخصية منعته من اعتلاء اعلى المراكز الرسمية في الدولة، حيث لم يرشحه حزبه ابدا لخوض الانتخابات الرئاسية. فعائلة كنيدي مرت بظروف مأسوية، الأمر الذي أكسبها على الدوام اهتماما كبيرا من الرأي العام الأميركي.

مراسم الجنازة صباح السبت في بوسطن

إلى ذلك، حددت مراسم جنازة السناتور الأميركي إدوارد كينيدي صباح السبت في بوسطن (ماساتشوسيتس، شمال شرق) على أن يدفن في المقبرة الوطنية في أرلينغتون، بالقرب من واشنطن بعد الظهر، حسب ما أعلنت عائلته.

وجاء في بيان للعائلة أن جثمان السناتور كينيدي سينقل الخميس من منزله في هيانيس بورت (ماستشوسيتس) إلى مكتبة جون إف. كينيدي في بوسطن، حيث سيقام احتفال خاص الجمعة. وسيعرض جثمانه للجمهور قبل هذا الاحتفال.

وأوضح البيان أن جنازة السناتور ستجري صباح السبت في بازيليك سيدة النجاة في بوسطن، على أن يدفن تيد كينيدي في المقبرة الوطنية في ارلينغتون (فيرجينيا، شرق) إلى جانب شقيقيه الرئيس جون اف. كينيدي، وروبرت (بوب) كينيدي، اللذين اغتيلا في الستينيات.

من ناحيته، أعلن مسؤول في الحزب الديموقراطي، مقرب من العائلة، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلقي كلمة خلال جنازة تيد كينيدي في بوسطن. وكان مسؤول أميركي أعلن لوكالة فرانس برس أن السناتور كينيدي سيوارى في مقبرة ارلينغتون العسكرية قرب واشنطن، إلى جانب شقيقيه جون وروبرت.

وقال هذا المسؤول، رافضاً كشف هويته، إنه يمكن مواراة تيد كينيدي في هذه المقبرة، لأنه خدم في القوات البرية الأميركية في الخمسينات، وشغل منصب نائب في الولايات المتحدة. وتضم مقبرة أرلينغتون ضرائح أكثر من 300 الف شخص، بينهم عسكريون وشخصيات بارزة في التاريخ الأميركي، إضافة إلى رؤساء الولايات المتحدة وقضاة المحكمة العليا.