بغداد، دمشق: أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ فشل المحادثات العراقية السورية التي جرت في أنقرة بحضور مسؤولين أتراك، لحل الأزمة المتعلقة بالتفجيرات التي شهدتها بغداد في 19 أغسطس/آب الماضي والتي أسفرت عن سقوط 100 قتيل وأكثر من 400 جريح. واستبعد الدباغ عقد أي اجتماع أمني مع سوريا في المستقبل، إلا إذا تعاملت دمشق مع الأدلة والوثائق التي قدّمها العراق بطريقة إيجابية، على حد قوله.

ورجح الدباغ في تصريح لوكالة أسوشيتدبرس إلغاء المحادثات التي كان من المقرر أجراؤها الخميس في اسطنبول بين وزيريْ خارجية العراقي وسوريا. وأوضح علي الدباغ ان العراق يساند جهود تركيا للتوسط لكن المسؤولين السوريين أصروا على إنكار جميع الأدلة والحقائق والاعترافات التي تربط جماعة في سوريا بتفجيرات الاربعاء الدامي. ومن المقرر ان يستضيف المحادثات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وان تحضرها الجامعة العربية.

واضاف الدباغ ان العراق لم يقرر حتى الآن ما اذا كان سيرسل وفدا وما اذا كان من مصلحة العراق ذهاب الوفد. وأشار الى ان هناك احتمالا لالغاء سفر الوفد يوم الخميس موضحا ان قرارا في هذا الصدد لم يتخذ بعد. وتخشى تركيا التي حسنت علاقاتها في السنوات الأخيرة مع سوريا والعراق من أن يؤدي الخلاف بين البلدين الى زعزعة استقرار المنطقة خاصة في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة للتوصل لحل لصراع مستمر منذ عقود في منطقة جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية.

وعقد الرئيس السوري بشار الأسد محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول يوم الأربعاء ووقع البلدان اتفاقا واسع النطاق لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. واتفق الطرفان على إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين. وطلب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي رسميا من مجلس الامن الدولي بدء تحقيق في التفجيرات التي سببت خلافا دبلوماسيا بين العراق وسوريا بعدما كانت الدولتان قد بدأتا في تحسين علاقتهما التي تأزمت في أوائل حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأشارت صحيفة quot;الحياةquot; الى ان زيارة الرئيس السوري بشار الأسد اسطنبول ومحادثاته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أسفرت عن اتفاق على خطوتين تمثلتا بتأسيس quot;مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوىquot; لتعزيز العلاقات في جميع المجالات، وإلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.

ووصف الرئيس السوري اتهامات العراق بأنها quot;غير أخلاقيةquot; وطالب بغداد بتقديم دليل عليها. وكان وزير الخارجية السوري قال انه سيشارك في اجتماع مع نظيره العراقي يعقد في اسطنبول يوم الخميس في إطار جهود تركيا للتوسط في الخلاف الدبلوماسي بين بغداد ودمشق بشأن هجمات شنها متشددون. واستدعت سوريا والعراق سفيريهما الشهر الماضي بعد أن اتهمت بغداد دمشق بايواء متشددين تلقي عليهم باللوم في سلسلة تفجيرات بينها تفجيران كبيران باستخدام شاحنتين ملغومتين خارج وزارتين عراقيتين قتل فيهما 95 شخصا.

وقال وليد المعلم وزير خارجية سوريا في مؤتمر صحفي يوم الاربعاء ان سوريا ستحضر الاجتماع الذي يعقد يوم الخميس. واضاف المعلم ان سوريا ليست واثقة من حضور العراق. وتابع ان سوريا ملتزمة تماما بعلاقة التعاون الاستراتيجي مع العراق.