روسيا ترحب بمرحلة جديدة في العلاقات مع واشنطن

واشنطن: أثار التوقيت الذي اختاره الرئيس الاميركي باراك أوباما لاعلان التخلي عن مشروع الدرع المضادة للصواريخ، تفسيرات عدة تراوحت بين عمل صائب من وجهة النظر العسكرية وصولا الى القيام بمناورة استراتيجية مع روسيا. وتأتي هذه القطيعة المدوية مع السياسة التي كان يعتمدها الرئيس السابق جورج بوش في ظروف دبلوماسية مضطربة وتتعلق مباشرة بروسيا وريثة الاتحاد السوفياتي السابق العدو الاول سابقا للولايات المتحدة، وايران quot;عدوتها اللدودةquot; الجديدة.

وبذلت إدارة أوباما جهودا جبارة لتبديد الشبهات بانها تخلت عن المشروع الذي دافعت عنه إدارة بوش بقوة من اجل ارضاء روسيا التي كانت تعارضه بشدة وحتى لا يشتبه بانها قللت من شأن الخطر الايراني. واوضحت انها فضلت مشروعا معدلا اقل كلفة لانه اعيد تقييم التهديد الايراني ولانه تم احراز تقدم تقني في الدفاع المضاد للصواريخ.

وقال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن quot;انني اقل قلقا بكثير حيال القدرات الايرانية (...) ليست لديهم قدرة اطلاق صاروخ يمكن ان يصل الى الولايات المتحدةquot;. وسارعت المعارضة الجمهورية الى انتقاد تصريحات نائب الرئيس الذي يرتكب هفوات في بعض الاحيان. وقال البرلماني روي بلانت ان بولندا التي كان يفترض ان ينشر فيها جزء من المنظومة، كانت قبل سبعين عاما محتلة من قبل الاتحاد السوفياتي.

واضاف بلانت quot;في الوقت نفسه يدافع نائب الرئيس عن قرار طائش مدعيا ان ايران لا تشكل تهديدا لامننا او لامن حلفائناquot;. واتهم إدارة أوباما quot;بمحاولة ارضاء العدوquot;. ورد روبرت غيبس الناطق باسم أوباما بالقول ان لا احد يقول ان التهديد الايراني زال لكن التهديد يخضع فقط لاعادة نظر والتوصيات التي ادت الى المشروع الجديد اعدها الرجلان اللذان عرضا في 2006 التوصيات التي ادت الى اعتماد المشروع من قبل بوش.

واضاف ان الولايات المتحدة لا تزال تاخذ هذا التهديد quot;على مجمل الجدquot; مشيرا الى سلسلة من اللقاءات ستكون ايران محورها مثل زيارة أوباما للجمعية العامة للامم المتحدة وقمة دولية الاسبوع المقبل والمحادثات مع الايرانيين في الاول من تشرين الاول/اكتوبر. وبرنامج العمل هذا عزز التكهنات واثار تساؤلات حول ما اذا كان أوباما يسعى الى الحصول على دعم روسي اكبر في اطار الملف النووي الايراني او انه يسعى الى تشجيع انهاء المفاوضات الصعبة حول خفض الترسانتين النوويتين الاميركية والروسية بحلول نهاية 2009.

وقال غيبس quot;بالتاكيد لا، الامر لا يتعلق بروسيا هناquot;. وقال مسؤول كبير طلب عدم الكشف عن اسمه انه اذا كان القرار اعلن في وقت قريب جدا من هذه الاستحقاقات فذلك لان اعادة النظر في مشروع الدرع المضادة للصواريخ قد انتهت. من جهته اوضح الخبير جون ايساكس من مركز مراقبة التسلح وحظر انتشار الاسلحة ان القرار quot;يستند الى الوقائع التكنولوجية وليس على ايديولوجيات متشددةquot;.

لكن خبيرا اخر هو تيد غالن كاربنتر من معهد كاتو لم يستبعد حصول تبادل مبادرات مع روسيا مشيرا الى الاذن الذي اعطته روسيا في تموز/يوليو لاستخدام مجالها الجوي لنقل الجنود والعتاد العسكري الاميركي الى افغانستان. واضاف quot;اعتقد انها كانت بادرة تدل على رغبة موسكو في تحسين الامورquot;.