حين تقف الشيخة لبنى القاسمي متحدثة في محفل محلي أو دولي، لا يمكن إلا أن يصمت الجميع سماعًا لهذه المرأة الحديدية العصامية التي اعتلت أعلى المناصب، لكنها حافظت في نفسها على الاحترام والصدق والشعور بالآخر.


بيروت: ناقشت الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي في الامارات، أمس الاثنين سبل الارتقاء بسياسات وبرامج تمكين المرأة في المنطقة العربية، وجهود الإمارات في ذلك الصدد والإنجازات المحققة على صعيد تمكين المرأة، وذلك على هامش مشاركتها ضمن وفد الامارات في الدورة 68 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وهذه ليست المشاركة الدولية الأولى للشيخة لبنى القاسمي، تطل فيها وعلى الإعلام بإطلالات ذكية، تعكس شخصيتها الرزينة.

مبادئ متأصلة فيها

عن هذه الشخصية وخفاياها ونقاط قوتها الساطعة، تقول نادين ضاهر، المختصة بالمظهر والإتيكيت، إن طريقة جلوس الشيخة لبنى القاسمي ووقوفها لإلتقاط الصور تدل على مهنيتها العالية، quot;كما أن إعتمادها على إدخال بعض الألوان الناعمة على العباءة السوداء التي ترتديها ينم عن إبداع وتميزquot;. علمًا أن ما تنتقي من الملابس يؤكد أن لا نية لها في أن توصف بالأنيقة، مكتفية بالرزانة أثرًا تتركه في من يلتقيها.

تضيف ضاهر في تحليلها لصور ملتقطة للقاسمي: quot;في الصورة التي تصورها وهي تضع يدها على الطفلة، نشعر بمخزون عاطفي جميل يفيض في وجدان الشيخة لبنى، ويظهر بوضوح في انحنائها وملامسة يديها وكأنها تقول لها 'إننا نشعر بمعاناتكِ ونحن الى جانبكِ ونشدّ على يديكِquot;، فالصورة تختصر ثلاثة مبادئ أساسية في فن الإتيكيت وهي الإحترام والصدق والشعور بالآخر، ما يدل على أن هذه المبادئ متأصلة في نفس الشيخة لبنى، كون هذه الأمور لا يمكن إلا أن تكون نابعة من القلب وبعيدة عن الزيفquot;.

وتتابع ضاهر تحليلها: quot;تتميز إطلالات الشيخة لبنى بتمسكها بالإبتسامة الهادئة، التي تدل على الثقة بالنفس وعلى تجلي الحياء، على الرغم من أن الشيخة تملك شخصية قوية لا يمكن إلا أن يشعر بها الناظر إليها، أو سامع حديثها، وهذه صفات خاصة بالمرأة العربية الأصيلة والناجحة، التي يكون حضورها محببًا أينما حلتquot;.

لمن لا يعرفها بعد

الشيخة لبنى القاسمي، إبنة أخ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، ووزيرة التنمية والتعاون الدولي في الامارات، هي أول إماراتية تشغل منصبًا وزاريًا، حين تم تعيينها وزيرة للأقتصاد في العام2004 .

صحيح أنها تنحدر من عائلة لها ثقلها السياسي والاقتصادي في الامارات، إلا أنها امرأة حديدية، بنت نفسها بنفسها، وبعصامية يضرب بها المثل، حتى آلت إلى ما هي عليه اليوم. فقد حصلت على شهادة بكالوريوس في العلوم من جامعة كاليفورنيا، ثم شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في الشارقة.

بدأت الشيخة لبنى حياتها المهنية مطورة أنظمة حواسيب في إحدى الشركات الهندية في الإمارات، ثم عملت مهندسة لنظم المعلوماتية في جامعة الإمارات في العين، قبل أن تتنقل في مناصب رفيعة عديدة، منها رئيسة مجلس إدارة هيئة الأوراق المالية في الإمارات بين العامين 2004 و2008.

كانت الشيخة لبنى تخطط لدراسة الدكتوراة في جامعة ماساشوستس للتكنولوجيا حين عرض عليها أول منصب وزاري يعرض على امرأة، ففضلت أن تكون هي أول امرأة تشغل منصبًا وزاريًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون مثالاً تحتذي به الاماراتيات، وأجلت دراسة الدكتوراة لتهتم بشؤون المنصب الجديد.

حصلت الشيخة لبنى على ألقاب عديدة، كان آخرها حلولها في المرتبة الأولى في قائمة أقوى مئة امرأة عربية بحسب مجلة فوربز العالمية، كما تلقت quot;جائزة الإنجار مدى الحياةquot; من غرفة التجارة الأميركية العربية بواشنطن، تقديراً لجهودها الكبيرة في تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات.