مفاجئ جدًا، في عصر الثورات العربية التي يعرف الناس متى تبدأ ولا يعرفون متى تنتهي، مفاجئ جدًا أن لا تدوم ثورة أوكرانيا أكثر من أيام قليلة، وأن تتلقى روسيا صفعة كبيرة في عقر دارها، على حدودها، من خلال تسارع للتطورات ينبئ بقرب انتهاء حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الموالي لروسيا.


في تطور دراماتيكي اليوم السبت، أعلن عن الإفراج عن يوليا تيموشينكو، زعيمة المعارضة الأوكرانية المعتقلة، بعد موافقة أعضاء البرلمان على ذلك من دون الحصول على موافقة يانوكوفيتش. وكانت تيموشينكو قد سجنت في العام 2011 بعد اتهامها باستغلال منصبها لأغراض شخصية، وبعد محاكمة وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها سياسية.

تيموشينكو إلى الحرية
ومع خروج تيموشينكو من السجن، تواترت أنباء عن مغادرة يانوكوفيتش كييف إلى الإمارات العربية المتحدة، بالرغم من أن مستشارته غانا جيرمان أكدت أنه لم يغادر أوكرانيا، وما زال في إحدى المدن في شرق البلاد، حيث يقول أنصاره إنهم لا يعترفون بالبرلمان وقراراته، ما ينذر بتقسيم أوكرانيا.

وقد نقلت وكالة أنترفاكس الروسية عن الرئيس الأوكراني السبت وصفه ما يجري في بلاده بـquot;الانقلابquot;، ونفيه نيته الاستقالة.

وتم السبت الافراج عن زعيمة المعارضة يوليا تيموشنكو التي حكم عليها بالسجن سبع سنوات في 2011 بتهمة اساءة استخدام السلطة.

ولوحت تيموشنكو بيدها لانصارها عند خروجها بسيارة من المستشفى حيث كانت ترقد تحت الحراسة اثناء علاجها من اصابة بالغة في الظهر.

وهتف مئات من انصارها quot;الحرية ليولياquot;، المعارضة التي تعتبر خصما لدودا للرئيس فيكترو يانوكوفيتش.

وقال حليفها السياسي ارسيني ياتسينيوك لوكالة انتر فاكس للانباء انها تتوجه مباشرة الى ساحة الاستقلال وسط كييف التي يحتلها المتظاهرون المناهضون للحكومة منذ تشرين الثاني/نوفمبر.

اجتماع خاركوف
وفي اجتماع عقد في خاركوف، العاصمة القديمة لأوكرانيا على حدود روسيا، أعلن نواب أقاليم ومحافظات جنوب شرق أوكرانيا، ومنها شبه جزيرة القرم، عدم الاعتراف بما وصفوه quot;بالانقلاب على السلطة الدستوريةquot; وإرغام الرئيس الأوكراني على العودة إلى دستور quot;الثورة البرتقاليةquot; الصادر في العام 2004، الذي يقضي بتغيير نظام الحكم من الرئاسي إلى الرئاسي البرلماني.

كما رفضوا التجاوزات ضد ممثلي السلطة الشرعية في كييف، مؤكدين استعدادهم لمواجهة أي زحف مسلح من جانب المسلحين، الذين قالوا إن عددهم يتجاوز عشرين ألفًا في كييف وحدها.

كذلك طالب بعضهم بتشكيل فرق المتطوعين واستعادة مجموعات quot;المقاتلين الأفغانquot; وضباط وجنود الجيش السوفياتي السابق لحماية النظام الدستوري وحياة وحقوق المواطنين. لم يحضر يانوكوفيتش هذا المؤتمر، رغم الأنباء عن وجوده في خاركوف، والذي وصل إليه ممثلون عن موسكو، مثل ألكسي بوشكوف وميخائيل مارجيلوف رئيسي لجنتى الشؤون الخارجية في مجلسي الدوما والاتحاد، إلى جانب محافظي المقاطعات والأقاليم الروسية المجاورة لأوكرانيا.

إراقة دماء؟
وكانت المعارضة الأوكرانية طلبت السبت إقالة يانوكوفيتش، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة قبل 25 أيار (مايو). وأعلن زعيم المعارضة فيتالي كليتشكو في جلسة برلمانية طارئة أن هذا هو الحل للأزمة في أوكرانيا، بعدما سيطر محتجون على مقر الرئيس الأوكراني في كييف اليوم السبت.

وكان يانوكوفيتش قدّم تنازلات كبيرة، في اتفاق مع المعارضة الجمعة، تم بوساطة أوروبية، حيث دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة بنهاية العام. لكن يبدو أن المتظاهرين لم يكتفوا بهذا الاتفاق، وأرادوا أن يتنحّى يانوكوفيتش على الفور، بعد تحميله مسؤولية إراقة دماء الشعب الأوكراني، إذ قتل نحو 100 شخص، أطلقت عليهم قناصة الشرطة النار من أسطح المباني، خلال عملية فضّ الاعتصام.

وزير داخلية جديد
واليوم، أعلن فولوديمير ريباك، رئيس البرلمان القريب من يانوكوفيتش، استقالته، وانسحب 40 نائبًا من الحزب الحاكم. وانتخب أعضاء البرلمان ألكسندر تورتشينوف، الحليف الوثيق لتيموشينكو رئيسًا للبرلمان. كما انتخب البرلمان النائب المعارض أرسين أفاكوف وزيرًا للداخلية، ليتولى أمن البلاد، حتى تتشكل حكومة ائتلافية جديدة، بعدما جرى عزل فيتالي زاخاراتشينكو، الحليف القوي ليانوكوفيتش.

بعد الانتخاب، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية دعمها لدولة ديموقراطية وعادلة، وذلك في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، مؤكدة تأييدها التغيير الذي يطالب به الشعب.