يبدو أن تلامذة القيصر الروسي فلاديمير بوتين يعانون الكثير من المشكلات، من بشار الأسد في سوريا، إلى فيكتور يانوكوفيتش في أوكرانيا.. المشكلات متشابهة، والحلول أيضًا، لكن الزمن مختلف.


العقل الحاكم هو نفسه، في سوريا وفي أوكرانيا، تيمنًا بملاكه الروسي الحارس. فكما حصل في سوريا، بدفع الثورة نحو العسكرة، لإظهارها مؤامرة على النظام، هكذا حاول النظام الحاكم في أوكرانيا، قبل أن ينهار بلحطة مع تدخل البرلمان.

عسكرة الثورة
فقد انتشرت مقاطع فيديو تبيّن حمل المتظاهرين في كييف سلاحًا، قالت الشرطة إنهم حصلوا عليه من مخازن حكومية منهوبة، بالرغم من أنه لم يحصل أي اشتباك ناري بالمعنى الحقيقي للكلمة، ومعظم القتلى سقطوا في صفوف المتظاهرين.

أجندات خارجية
لم يتوقف الأمر هنا، بل بثت المجموعات المؤيدة للتأثير الروسي في أوكرانيا أخبارًا، على النسج السوري، تزعم أن الثورة في أوكرانيا مدفوعة الأجر من الأميركيين والأوروبيين، الذين يريدون زعزعة الاستقرار في البلاد، من أجل انتزاع السلطة. تمامًا كمزاعم نظام بشار الأسد في سوريا، الذي زعم أن مؤامرة كونية تهدد الأراضي السورية، وهو يقف في وجهها سدًا منيعًا، ما يذكر دائمًا بتعبير شاع في دول الربيع العربي: quot;أجندات خارجيةquot;.

قد يتخذ هذا النقاش في أوكرانيا منحى مختلفًا، خصوصًا مع لجوء الرئيس الأوكراني إلى شرق البلاد، إلى خاركوف المحاذية للحدود الروسية، رافضًا التنحّي والاستقالة، وتنفيذ مقررات البرلمان الأوكراني، ما يهدد بتقسيم أوكرانيا، بين النفوذين الأوروبي والروسي، كما كانت ألمانيا أيام الحرب الباردة والستار الحديدي... فهل يعود العالم إلى جدار كييف؟.