بعد لحظات من هزيمتها القاسية في قلب كييف عبر هروب حليفها يانوكوفيتش، اشتكت موسكو لواشنطن وعواصم الغرب ممّا أسمته quot;جماعات متطرفة وزعماء المعارضة الأوكرانيةquot;. في وقت ترشحت تيموشنكو الخارجة لتوها من السجن لرئاسة أوكرانيا.


نصر المجالي: مقابل موقف موسكو، اعتبرت الولايات المتحدة التطورات التي شهدتها أوكرانيا اليوم تجعلها أقرب من تغيير دستوري. وأكد بيان صادر من البيت الأبيض على quot;دعم خيارات الشعب الأوكراني، الذي يجب أن يحدد هو مستقبلهquot;.

ونقل مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية عن جاك لو وزير الخزانة قوله يوم الأحد إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع روسيا ودول أخرى لإعادة الديمقراطية إلى أوكرانيا.

والتقى لو مع أنطون سلوانوف وزير المالية الروسي على هامش اجتماع مجموعة العشرين في سيدني لبحث الوضع في أوكرانيا بعد عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والإفراج عن زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو.

وقال المسؤول إن quot;الوزير لو شدد على أن الولايات المتحدة بالعمل مع دول أخرى، من بينها روسيا، مستعدة لمساعدة أوكرانيا مع تنفيذها إصلاحات لإعادة الاستقرار الاقتصادي وسعيها إلى العودة إلى مسار الديمقراطية والنموquot;.

موسكو: وضع متدهور
في موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الوضع في أوكرانيا تدهور بعد التوصل إلى إتفاق تسوية الأزمة السياسية بين الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وزعماء المعارضة، بمشاركة ألمانيا وفرنسا وبولندا، يوم أمس الجمعة، بسبب عدم قدرة المعارضة أو عدم رغبتها في احترام الاتفاق.

وقال لافروف، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري، السبت، إن جماعات متطرفة غير شرعية ترفض إلقاء السلاح وتسيطر عمليًا على كييف، بتواطؤ من جانب زعماء المعارضة، الذين يجلسون في البرلمان.

كما دعا وزير الخارجية الروسي، في مكالمات هاتفية مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا، دعا بلدانهم إلى استخدام تأثيرها على المعارضة الأوكرانية لحثها على تنفيذ اتفاق تسوية الأزمة فورًا ووقف أعمال المتشددين.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته مساء السبت، على ضرورة التوقف عن تضليل المجتمع الدولي وإظهار الاحتجاجات في quot;الميدانquot; وسط كييف، وكأنها تعبير عن مصالح الشعب الأوكراني.

تيموشينكو تترشح للرئاسة
إلى ذلك، أعلنت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، فور الإفراج عنها وقبل توجّهها من خاركوف إلى كييف، أنها سترشح نفسها لانتخابات الرئاسة، التي ستجري في البلاد في 25 مايو/ أيار المقبل، بموجب قرار اتخذه البرلمان السبت.

يذكر أن البرلمان الأوكراني (مجلس الرادا الأعلى) اتخذ قرارًا صباح السبت حول quot;تنفيذ الالتزامات الدولية الخاصة بإطلاق سراح يوليا تيموشينكوquot;، صوّت لمصلحته 233 نائباً من أصل 450 في البرلمان.

قبل ذلك أدخل البرلمان تعديلات على القانون الجنائي الأوكراني، ساعدت على الإفراج عن تيموشينكو، بعد عدم اعتبار التصرفات التي قامت رئيسة الحكومة بها في وقتها جريمة يعاقب عليها القانون. ويشار إلى أن تيموشينكو كانت تقضي عقوبة بالسجن سبعة أعوام، بعدما أدينت في أواخر عام 2011 بتجاوز صلاحياتها أثناء توقيع اتفاقيات في مجال الغاز مع روسيا في عام 2009.

ومنذ شهر مايو/ أيار 2012 نُقلت تيموشينكو من السجن إلى أحد مستشفيات مدينة خاركوف لتلقي العلاج بعد تدهور حالتها الصحية. وكانت تيموشينكو توجّهت إلى ميدان الاستقلال، الذي تعتصم فيه المعارضة، وألقت هناك خطابًا، تفاعل معه الجمهور بحماسة.

ونبّهت تيموشينكو إلى أنه لا ينبغي أن يعتقد المحتجون أن دورهم انتهى، قائلة: quot;ما لم تتموا عملكم، لا ينبغي أن يترك أحد منكم الميدان، لأنه لا أحد باستطاعته القيام بهذا العمل، الدول الأخرى لا تستطيع القيام بما قمتم به، تخلصنا من هذا السرطان وهذا الورمquot;.