تحاول إدارة الرئيس باراك أوباما تفعيل دورها في جبهات عدة لتعزيز علاقاتها مع زعماء دول الخليج، الذين يخشون من خفض واشنطن لمستوى التزاماتها تجاه الشرق الأوسط.


في تصريحات لافتة يوم الأربعاء الماضي، حثّ وليم بيرنز، نائب وزير الخارجية الأميركي، دول الخليج على تجاوز خلافاتها مع واشنطن، محذرًا من أن كلا الجانبين لا يمكنهما تحمّل أن يصبحا منافسين في الدول، التي تشهد اضطرابات، مثل سوريا ومصر.

وأكد بيرنز أنه لا توجد دولة أخرى يمكنها تقديم قدر الحماية نفسه إلى دول الخليج، سوى الولايات المتحدة، وذلك في سياق تأكيده على متانة علاقات بلاده بمنطقة الخليج.

خبير للتقريب
كما كشف مسؤولون في البيت الأبيض النقاب عن استعانتهم بالخبير البارز في شؤون الشرق الأوسط ومفاوض السلام السابق، روبرت مالي، لكي يساعد على تعزيز العلاقات مع دول الخليج. وبدأ البيت الأبيض في التحضير لزيارة تهدف إلى رأب الصدع من جانب الرئيس أوباما إلى المملكة العربية السعودية خلال شهر آذار/ مارس المقبل.

نوهت في هذا السياق صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية بحقيقة ارتباط الولايات المتحدة بالدول الخليجية المنتجة للنفط بالعديد من المصالح الأمنية والاقتصادية على مدار عقود، إلى أن وجدت دول المنطقة أن الولايات المتحدة بدأت تقلص التزاماتها منذ اندلاع ثورات الربيع العربي مع بداية عام 2011، ومن ثم بدأت ترسم مساراتها الخاصة، لتلتقي في بعض الأحيان مع أغراض متقاطعة مع واشنطن.

وقد أبدت دول الخليج انزعاجها مثلًا نظرًا إلى عدم قيام واشنطن بالمزيد من الجهود، التي ترمي إلى تقديم الدعم العسكري إلى قوات المعارضة المناهضة لنظام حكم الأسد في سوريا.

أكبر من أي وقت
وهو ما رد عليه بيرنز، خلال كلمة ألقاها أخيرًا في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن، بقوله quot;من السهل فهم ما يتساءله الأميركيون، الذين يشعرون بالإرهاق من خوض الحروب، ويعتمدون بشكل أقل على نفط الخليج، ما إن كانوا بحاجة بالفعل إلى الاهتمام بشكل كبير بما يدور في الشرق الأوسط من متغيرات أم لاquot;.

كما لفت بيرنز إلى أن التزام الجيش الأميركي تجاه منطقة الخليج أكبر من أي وقت مضى، بما في ذلك الـ 35 ألف جندي المتواجدون في أكثر من 10 قواعد في المنطقة. وقال إن الإدارة تبيع أسلحة متطورة للغاية إلى دول المنطقة، بما في ذلك طائرات الإف-16 المقاتلة ونظم الدفاع الصاروخي المصممة بتقنيات تسمح بتوفير دروع واقية للدول.

سعى بيرنز كذلك إلى طمأنة القادة الخليجيين إلى أن بلاده لن تقبل بصفقة معيبة في المفاوضات الدولية المعلقة، التي تجريها بشأن برنامج إيران النووي، وأن واشنطن لا تزال قلقة حيال ما تبذله طهران من جهود، تهدف من خلالها إلى تقويض منافسيها من العرب.

وشدد بيرنز في السياق نفسه على ضرورة أن تواصل الولايات المتحدة ودول الخليج المجهودات التي يقومون بها من أجل دعم الأردن ولبنان، اللذين باتا أكثر اضطرابًا، نتيجة استمرار تدفق اللاجئين السوريين الفارّين من الحرب في بلادهم إليهما.