بدأ المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المكلف مشاوراته من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، ومن المتوقع استمرار عبد الفتاح السيسي في موقع وزير الدفاع، ومحمد إبراهيم وزيرًا للداخلية، إضافة إلى مجموعة أخرى من الوزراء، ويتضح من مشاورات محلب أن غالبية الوزراء المنتمين إلى جبهة الإنقاذ الوطني، التي قادت الثورة ضد حكم الإخوان، ستكون خارج التشكيل الجديد، وسيتم دمج نحو عشر وزارات معًا.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: إلتقى إبراهيم محلب، المكلف تشكيل الحكومة المصرية الجديدة، عددًا من الوزراء الحاليين، في إشارة إلى أنهم مستمرون في مناصبهم، ومنهم: محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وأشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي، وعادل لبيب، وزير التنمية المحلية. ومن المرجّح دمج وزارة التنمية الإدارية فيها، ويتولى لبيب الوزارة الجديدة، التي سيكون اسمها وزارة التنمية المحلية والإدارية. والتقى محلب وزير العدالة الانتقالية المستشار محمد أمين المهدي، والمرشح للاستمرار في التشكيلة الجديدة.

الباقون في مناصبهم

ومن المرشحين للاستمرار في مناصبهم، الذين التقى بهم محلب، كل من: محمد إبراهيم وزير الآثار، محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عاطف حلمي، وزير الإتصالات، درية شرف الدين، وزير الإعلام، رغم أن الدستور الجديد يلغي وزارة الإعلام ويستبدلها بالجهاز الوطني للإعلام.

والتقى رئيس الوزراء المكلف محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، منير فخري عبد النور، وزير الصناعة، ومن المتوقع دمج وزارتي الصناعة والإستثمار معًا في كيان واحد، يتولاه عبد النور. والتقى محلب المهندس خالد عبد العزيز، المرشح للاستمرار في وزارة الشباب، ودمج وزارة الرياضة معها، بعد خروج طاهر أبو زيد منها. كذلك التقى المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول، المشرح للاستمرار في منصبه.

السيسي مستمر
وبقي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في منصبه، لاسيما أن الدستور الجديد يحصّنه من العزل، كما إن إختيار وزير جديد للدفاع من اختصاص المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وليس رئيس الوزراء.

الوزراء الجدد
وفي إطار مشاورات محلب لتشكيل الحكومة الجديدة، إلتقى عددًا من الشخصيات المرشحة لتولي حقائب وزارية، ومنهم: الدكتور أشرف منصور، المرشح لتولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، خلفًا للدكتور حسام عيسى. كما التقى اللواء إبراهيم يونس، المرشح لتولي وزارة الإنتاج الحربي، خلفًا للفريق طيار رضا حافظ، وزير الدفاع السابق، الذي توفي في 3 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وظل منصبه شاغرًا حتى الآن.

كما استقبل محلب المهندس محمد شاكر، المرشح لتولي وزارة الكهرباء خلفًا للمهندس أحمد إمام. والتقى كذلك بالدكتور هاني قدري دميان، المرشح لتولي حقيبة المالية، خلفًا للدكتور أحمد جلال. ومن المرشحين لدخول الوزارة الجديدة، الطيار حسام كامل، الذي التقاه محلب لتولي وزارة الطيران المدني، خلفًا للفريق عبد العزيز فاضل، كما إن الدكتور حسن حفني، مرشح لتولي وزارة التموين والتجارة الداخلية، خلفًا للواء شرطة محمد أبو شادي.

هذا واستقبل محلب في مكتبه برئاسة الوزراء، الدكتورة ناهد حسن، المرشحة لتولي منصب وزيرة الصحة، خلفًا للدكتور مها الرباط، كما استقبل الدكتور غادة والي، المرشحة لتولي لتولي وزارة التضامن الاجتماعي، خلفًا للدكتور أحمد البرعي. ويخرج المهندس أسامة كمال، وزير الاستثمار من منصبه، بعد دمج وزارتي الصناعة والاستثمار معًا، على أن يتولى المنصب الجديد منير فخري عبد النور.

وزراء جبهة الإنقاذ خارج الحكومة
يتضح من قائمة الشخصيات، التي التقاها محلب، أن الوزراء المنتمين إلى جبهة الإنقاذ الوطني، التي قادت ثورة 30 يونيو، حتى إسقاط نظام حكم الإخوان، خرجوا من التشكيل الجديد للحكومة، ومنهم: حسام عيسى، وزير التعليم العالي، أحمد البرعي، وزير التضامن الاجتماعي، والمتحدث باسم جبهة الإنقاذ السابق. كما خرج من التشكيل الجديد عبر الاستقالة، الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ووزير التعاون الدولي، وهو أحد قيادات جبهة الإنقاذ أيضًا.

ومازال موقف كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة والهجرة، غامضًا، فبينما تقول بعض المصادر إنه مرشح للاستمرار في منصبه، أعلن هو عن رغبته في ترك الوزارة.

دمج 10 وزارات
كما يتضح أيضًا من خلال لقاءات محلب أنه ينوي دمج نحو عشر وزارات معًا، لتكون خمس فقط، وهي: quot;الشباب والرياضةquot;، وquot;التنمية المحلية والتنمية الإداريةquot;، وquot;الصناعة والإستثمارquot;، وquot;التخطيط والتعاون الدوليquot;، وquot;البحث العلمي والتعليم العاليquot;.

لا تغيير في حكومة محلب
وقالت حملة quot;قرار الشعبquot;، إحدى حملات دعم السيسي لرئاسة الجمهورية، إن المهندس ابراهيم محلب، رئيس الوزراء المكلف، يسير على نهج الدكتور حازم الببلاوي نفسه، في اختيار الوزراء، كما تشير اختياراته في إسناد الحقائب الوزارية، إلى أن الحكومة الجديدة لن يكون فيها أي تغيير يذكر عن الحكومة السابقة لها.

وحذرت الحملة رئيس الوزراء المكلف من أن تكون حكومته ضعيفة ومرتعشة، مثل حكومة الببلاوي، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي بها في نهاية المطاف إلى أنها ستكون حكومة عاجزة عن حل أزمات ومشاكل الشعب، الذي أصبح غير قادر على تحمّل حكومات غير قادرة على إنجاز المهام الموكلة إليها، فضلًا عن إسناده بعض الحقائب الوزارية إلى من قامت عليهم الثورة.

وقال محمد فارس، مؤسس الحملة: quot;على الحكومة الحالية احترام عقول المواطنين وعدم الاستخفاف بهم وبمشاكلهم، التي قامت الثورة من أجل القضاء عليهاquot;، مشيرًا إلى أنه لا بديل من تحقيق أهداف الثورة والعمل على إيجاد حلول حقيقية لحل أزمات المواطنين، والتي تفاقمت خلال الفترة الماضية، إلى درجة يصعب تحملها، بسبب السياسات الخاطئة لحكومة الدكتور حازم الببلاوي.

تحسين صورة القيادي في الحزب الوطني
أضاف فارس: إن quot;المهندس إبراهيم محلب عليه مسؤولية كبيرة في تحسين صورته أمام الشعب، خاصة وأنه كان عضوًا في أمانة سياسات الحزب الوطني، الذي أفسد البلاد خلال العقود الأربعة الماضية، لذلك من الضروري انحيازه التام إلى المواطن والثورة، التي لن يسمح الشعب بغير تحقيق أهدافها، والتي يأتي في مقدمتها حياة تليق بنا كمصريينquot;.

وأكد فارس على أن الشعب كان ينتظر تشكيل حكومة جديدة، وليست غالبية وزرائها من حكومة الببلاوي العاجزة، حتى يشعر بالتغيير، خاصة وأن مصر توجد فيها كفاءات كثيرة قادرة على تحمل المسؤولية، ويجب عدم انحصار الشخصيات التي تسند إليها المسؤولية في الوجوه نفسها التي أصبحت غير مقبولة من المواطنين.