كشف مسؤول سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المكتب دسّ في العام 1993 عميلًا في القاعدة، كان على اتصال مباشر بأسامة بن لادن، وتحقق من أن بن لادن فكّر في تمويل هجمات داخل أميركا قبل ثماني سنوات على هجمات 11 أيلول/سبتمبر.


قال إدوارد كوران، المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، في إفادة قدّمها أمام محكمة محلية خلال الدفاع عن عميل المكتب باسم يوسف، الذي رفع دعوى على مكتب التحقيقات الفيدرالي بتهمة التمييز، إن المدسوس، الذي جنّده يوسف، كان في حدود علمه المصدر البشري الوحيد الذي تمكنت الولايات المتحدة من زرعه في تنظيم القاعدة.

وتبيّن ملفات القضية، التي إطلعت عليها صحيفة واشنطن تايمز، أن المعلومات التي نقلها المصدر المدسوس إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي كانت ملموسة ومحدَّدة، حتى إنها ساعدت على إحباط مؤامرة إرهابية ضد محفل ماسوني في لوس أنجيلوس. وقدم كوران إفادته في العام 2010 في قاعة محكمة فارغة تقريبًا، فلم ينتبه إليها أحد، وبالتالي فاتت على وسائل الإعلام والمتخصصين في الإرهاب على السواء.

نظرية المؤامرة
وقال أعضاء في لجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) وأعضاء في لجان الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ ومحللون متخصصون في الإرهاب إنهم أُصيبوا بالذهول، لأن هذه المعلومة تحديدًا لم تظهر إلى العلن إلا الآن، وإنها تثير تساؤلات عن أمور أخرى، ربما أُخفيت وحُجبت عن الشعب الأميركي بشأن أصول تنظيم القاعدة واستهدافه الولايات المتحدة من البداية.

تساءل عضو الكونغرس السابق بيتر هوكسترا عن السبب في عدم إطلاع لجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) أو لجان الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ على مثل هذه المعلومات في حينه. وأضاف لصحيفة واشنطن تايمز: quot;إن هذا مثال آخر سيدخل في دفاتر أصحاب نظرية المؤامرة، الذين يقولون إن السلطات لا تطلعنا على كل شيءquot;. وكان هوكسترا ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي من 2004 إلى 2007.

مدسوس
وأكد لي هاملتون رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) بالاشتراك مع حاكم ولاية نيو جرسي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يخبر اللجنة قط أن لديه مدسوسًا في تنظيم القاعدة، ويعمل قريبًا من بن لادن قبل سنوات على الهجمات.

ويبقى لغزًا مستغلقًا كيف ولماذا حُجبت هذه المعلومة عن لجان الكونغرس المختلفة، ولم ترد في تقرير لجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول (سبتمبر).

في هذا الشأن، قال فيليب زليكو المدير التنفيذي للجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) والأستاذ حاليًا في جامعة فرجينيا، إن quot;لجنة التحقيق وحكومة الولايات المتحدة جمعتا كمية كبيرة من الأدلة عن نشاطات طائفة من الجماعات، التي أصبحت معروفة باسم تنظيم القاعدة خلال أوائل التسعينات، عندما انتقل التنظيم إلى السودان. ولم ندرس هذه الفترة بعمق، لأنها كانت بعيدة عن التخطيط الذي أفضى إلى هجمات 11 أيلول (سبتمبر)quot;.

بلا حدود
اعترف مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنهم لا يستطيعون أن يؤكدوا أن عملاء المكتب أطلعوا لجنة التحقيق في الهجمات على مصدر معلوماته المدسوس في تنظيم القاعدة في العام 1993، لكنه فتح ملفاته بلا حدود للمحققين على اختلافهم.

لكن محامي العميل يوسف قال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي حجب هذه المعلومة عنه طيلة سنوات. وأضاف المحامي ستيفن كون أن موكله نفسه امتنع عن البوح بهذه المعلومة المثيرة، إلى أن ظهرت خلال وقائع المحاكمة في إفادة المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي إدوارد كوران، لأنها كانت طيلة هذا الوقت من المعلومات المصنفة.

وقال كوران، الذي كان مدير فرع مكتب التحقيقات الفيدرالي في لوس أنجيلوس، إن العميل يوسف جنَّد مصدرًا سريًا يرتبط بالشيخ المكفوف عمر عبد الرحمن، مدبّر الهجوم على المركز التجاري العالمي في العام 1993، وإنه تمكن من إيصال هذا المصدر إلى لقاء بن لادن مباشرة.

وأضاف كوران أن المصدر المدسوس عندما عاد إلى الولايات المتحدة، أبلغ الشيخ المكفوف أن بن لادن اختار هدفًا للتفجير في لوس أنجيلوس. كما قدم المصدر معلومات عن خلايا إرهابية تعمل في ولاية كاليفورنيا.

عميل ثمين
وروى كوران بالتفصيل كيف أن العميل يوسف ابتز المصدر لكي يعمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، من خلال التعاون مع المرأة التي فرض أهلها عليها الزواج منه قسرًا، لترحيله من الولايات المتحدة، بهدف الضغط عليه.

وقال كوران: quot;إن المصدر كان يريد العودة إلى الولايات المتحدة، وكانت هذه هي الجزرة التي استخدمناها لكي يتعاون معناquot;. وأوضح فيليب زليكو، المدير التنفيذي للجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) أنه يعتبر يوسف عميلًا ثمينًا من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، وأنه لا يشك في مصداقية إدوارد كوران المدير السابق لفرع المكتب في لوس أنجيلوس.