إستبعد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر أن تضغط عليه إيران لإنهاء اعتزاله السياسة أو دعم تجديد ولاية المالكي، ودعا أتباعه إلى عدم حمل السلاح مطلقًا، والتزام الطاعة والتوجّه الروحي، مؤكدًا أن باب التوبة مفتوح لكل من انحرف أو انشق عن مبادئ التيار الصدري.


أسامة مهدي: أكد الصدر أن إيران لن تمارس ضغوطًا عليه للعودة إلى المعترك السياسي، ودعم تجديد ولاية المالكي، قائلًا quot;لا أظن ذلك.. لأنهم يعرفونني أكثر مما عرفني المتقولونquot;.

فضح الفساد وخدمة الفقير فقط
وردًا على سؤال حول ظهور بعض الأصوات، التي طلبت منه إثر إعلانه اعتزاله السياسة وحل كتلة الأحرار التابعة، العودة عن قراره، معتبرة أن قراره كان مجرد انزعاج بسبب تصويت البرلمان على امتيازات المسؤولين الكبار، فقد أكد الصدر أنه quot;لن أعود إلى العمل السياسي بمعناه الخاص، مثل تبني جهة أو كتلة، بل غاية ما أتبناه هو أن آخذ على عاتقي سياسة خدمة الفقير المظلوم وفضح الفاسد والدكتاتورquot;.

وأشار الصدر، في تصريحات وزّعها مكتبه الخاص الجمعة، إلى أنه سيقف على مسافة واحدة من كل المرشحين، بمن فيهم مرشحو كتلة الأحرار الصدرية. وشدد بالقول على أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، إلا من خضع للاحتلال أو ساند الدكتاتور أو عمل لأجندة خارجية أو سفك الدماء بغير حق.

وحول احتمال أن يُضعف موقفه هذا كتلة الأحرار في الانتخابات المقبلة، أوضح قائلًا quot;أنا أقف مع الجميع على مسافة واحدة، حتى مع كتلة الأحرار، لكن ذلك لا يعني أني أقف ضدها، لأن فيها من كشف الفساد وقاوم المحتل ومن نادى ضد الدكتاتورية وضد اتفاقيات المحتلquot;.

وعمّن سينتخب لدى إدلائه بصوته في الانتخابات البرلمانية المقبلة، أوضح الصدر: quot;سأذهب إلى التصويت والاقتراع، وسأنتخب من أراه مناسبًا للعراق والعراقيين، لا من أجل نفسه وعائلته واستحصال المغانم الشخصيةquot;.

وردًا على سؤال آخر حول استغلال بعض الكتل المشاركة في الانتخابات خطاب اعتزاله واتجاهها إلى استغلال اسم آل الصدر ومراجعهم في حملتها الانتخابية، قال الصدر quot;إن كل من يدّعي أو يوهم الناس بذلك فهو كاذب.. وأنا أقف من الجميع على مسافة واحدة، ولكن هذا لا يعني انتخاب من خضع للاحتلال أو ساند الدكتاتور أو عمل لأجندة خارجية أو سفك الدماء بغير حقquot;.

النصر لخادم العراق
وفي ما يخص تصريحات القيادي في التيار الصدري كرار الخفاجي بأن كتلة الأحرار الصدرية ستحرز 70 مقعدًا في مجلس النواب الجديد، وأن رئيس الوزراء المقبل سيكون صدريًا، أجاب الصدر بالقول: quot;من كان مع الله كان الله معه، وكل من يريد خدمة العراق وشعبه، فأتمنى أن يكون له الظفر والنصرquot;. وانتقد تسييس خطب الجمعة، فيما المفروض أن تكون منبرًا للهداية والإصلاح.

من جهة أخرى دعا مقتدى الصدر أتباعه إلى عدم حمل السلاح مطلقًا، والتزام الطاعة والتوجّه الروحي، مؤكدًا quot;أن باب التوبة مفتوح لكل من انحرف أو انشق عن مبادئ التيار الصدريquot;. وقال الصدر في رد على رسالة وجّهها أحد أتباعه من القياديين السابقين في جيش المهدي: quot;إنا عهدناكم أيها المجاهدون مطيعين.. وأملي أنكم ما زلتم على العهد باقين... وإذا أساء أحدكم فهذا لا يعني انحرافه وانشقاقه، بل باب التوبة مفتوح، وبابنا آل الصدر مفتوحquot;.

أضاف quot;عليك يا صاحب الرسالة التي كتبتها أو كتبت لك بكتابة تعهد بطاعتنا آل الصدر، وعدم حمل السلاح مطلقًا، وأن تختلي لربك لمدة لا تقلّ عن عامquot;.

لا رغبة في التمديد للمالكي
وكان النائب المستقل في البرلمان العراقي والمفكر المعروف حسن العلوي قد كشف الأربعاء الماضي عن أن quot;كلًا من زعيمي التيار الصدري مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أبلغا الإيرانيين بوضوح أنهما لن يقبلا بعد اليوم ولاية ثالثة للمالكي لأسباب موضوعية تتعلق بكل واحد منهماquot;.

وقال العلوي، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، في تصريحات صحافية، إن quot;موقف الصدر من الولاية الثالثة للمالكي معروف للجميع، بمن في ذلك الإيرانيون، ومن ثم أصبح خارج الضغوط في هذه الناحية، غير أن الحكيم وطبقًا للمعلومات التي أمتلكها أبلغ الإيرانيين أن هناك فصيلين إسلاميين كانا يعملان في المعارضة الشيعية ضد النظام السابق من الخارج، وهما المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة، ولما كان حزب الدعوة حظي بثلاث فرص للحكم بعد 2003، وهي حكومة الجعفري وحكومتان للمالكي، ففي حال أعطيت فرصة أخرى للمالكي - فإن المجلس الأعلى ستتأثر قواعده كثيرًا، وقد يصبح السؤال مشروعًا بين هذه القواعد: لماذا كل هذه الفرص لـ(الدعوة)؟، ومن ثم، فإن موقف الحكيم كان حاسمًا وفريدًاquot;.

وأضاف العلوي أن quot;جواب الإيرانيين كان أنهم مع صناديق الاقتراع، وهو ما يعني أنهم لم يعودوا يميلون مسبقًا إلى أي جهة أو كتلة من الكتل الشيعية التي تتنافس على منصب رئاسة الوزراءquot;.