في رسالة مؤثرة، ناشد أب بريطاني من أصول ليبية ابنيه، اللذين يقاتلان في صفوف النصرة في سوريا، العودة بعد مقتل شقيقهما الثالث وإصابة آخر برصاص. واعترف بأنه فشل في إقناعهما باستبدال الجهاد بالدعم الإنساني للاجئين رغم لحاقه بهما إلى تركيا.


أثار نبأ وفاة ابن أبو بكر دغيس (45 عامًا) والد الشاب البريطاني عبدالله دغيس، الذي قتل في سوريا في ظروف غامضة، وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية البريطانية، أثار في نفسه مشاعر الحزن والخوف على مصير من تبقى من أولاده الذين ذهبوا للقتال مع جبهة النصرة في سوريا.

محاولة فاشلة
quot;عامر، جعفر، إذا رأيتما هذه المقابلة أرجوكما أن تعودا إلى المنزل. الحرب أخذت منا عبدالله، أريدكما أن تعيشا أكثر من ذلكquot; قال أبو بكر في مقابلة لصحيفة الـ quot;غارديانquot; البريطانية. الأب المفجوع، والد لستة أطفال، ذهب إلى تركيا بعدما علم بذهاب ثلاثة من أبنائه للقتال في سوريا، وحاول إقناعهم بالعودة معه إلى بريطانيا، لكنه فشل.

أضاف دغيس: quot;رؤية صور عبدالله ميتًا أصابتني بالصدمة والحزن. لكنه مات شهيدًا لأجل قضية محقة. قدره كان الذهاب إلى سوريا، والله سيكافئه على استشهادهquot;.

عن تأثر أبنائه بالحرب، قال الأب إن جميع أطفاله تأثروا بداية بالحملة التي أطلقتها العائلة لتحرير عمهم عمر الذي اعتقل في سجن غوانتانامو بين عامي 2002 و2007 بعد القبض عليه في باكستان.

غير رادعة
لكنه اعتبر أن quot;الإجراءات التي تحاول الحكومة تطبيقها لوقف مد المجاهدين إلى سوريا غير قابلة للتطبيق على أرض الواقعquot;. quot;الشباب البريطاني المسلم يجب ألا يتبع عبدالله في ما فعله. سوريا لديها ما يكفي من الرجال للقتالquot;، قال أبو بكر، مضيفًا: quot;كل ما يعنيني أن يعود أولادي من القتال في سوريا بسلام. أنا لا أهتم بكل اتهامات الإرهاب وغيرهاquot;.

وأضاف quot;ابني ضحّى بحياته من أجل القضية السورية. هذا دفعني إلى التكلم وتسليط الضوء على الأزمة السورية. علينا الضغط على حكومتنا لمساعدة الثوار في سوريا على الإطاحة بالنظام، وذلك عبر تقديم الدعم الإنساني والمالي وتسليح الثوار لتمكينهم من الإطاحة بنظام الأسدquot;.

تاريخ عنفي
وأشارت الـ quot;غارديانquot; إلى أن للأب تاريخًا في العنف الأسري، الأمر الذي دفع مكتب الخدمات الاجتماعية إلى التدخل وإعطاء الحضانة لوالدتهم قبل أربع سنوات.

وقال الدغيس إنه لا يخشى من ملاحقة سلطات المملكة المتحدة إياه بسبب قرار أبنائه quot;الانضمام إلى جماعات جهاديةquot;، لكنه اعترف بأنه فشل كأب في إقناعهم بالعودة إلى ديارهم.

عامر (20 عامًا) ابن أبو بكر، كان في سوريا منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول بعدما ترك وظيفته ودراسته في برايتون. وأشار والده: quot;لقد ذهب إلى سوريا علنًا، وحاولت ثنيه عن رأيه، ولم أنجح. عندها حاولت إقناعه بمساعدة ثوار سوريا، من خلال تقديم المساعدات والأدويةquot;. لكن لم يمر وقت طويل، قبل انضمام عامر إلى صفوف المقاتلين في جبهة النصرة. وكان دائمًا يقول، وفقًا لدغيس: quot;أريد أن أشارك، أريد أن أقاتلquot;.

رفضا الإغاثة
في شباط/فبراير، أخبرته ابنته أن اثنين من أبنائه في عداد المفقودين، وأن الثالث (عبد الله) قد مات، فهرع الأب إلى تركيا، محاولًا اللحاق بهما، وإعادتهما إلى المنزل.

quot;قلت لهم: لماذا أنتما ذاهبان إلى هناك؟، يمكنكما المساعدة في مخيمات اللاجئين والقيام بالعمل الإنساني. رفضا بشدة، وكنت أعرف أن الجدل معهما سيجعلهما أكثرعنادًا. لقد فشلت في إعادتهماquot;. وأضاف: quot;أنا خائف على أبنائي. لا أريد أن أفقدهم، لكنهم أصبحوا رجالًا الآنquot;.